مريم الشكيلية
ما زلت أبحث في عينيك عن ضمائر اللغات الخمس
وأحرف العلة التي أضعتها
حين كنت معك على شاطئ الورق
لم أستطع حتى أن أخرج حرفاً مستقيما
متوازي الاتجاهات
كل الذي كنت أكتبه حروفاً عرجاء
بداء الخرف لا تحفظ عناوين
ولا طرقات
وتحط أشباه الكحل على الحدق….
مازلت أمشي على السطح
وأجر خلفي بقايا أبجدية
لم يعتد حبري أن يغوص في تربة السطر
لينبت كروما وعناقيد حلق…
هناك في زاوية الغرفة المعتمة من ذاكرتك
أجلس أحياناً
على ذاك الكرسي المقلوب
كذاكرتك التي تآمرت على الحنين المبتل
على تلة ورقية وأقلام تتصبب عرقا…
أسوأ ما في الأمر
إنني أحاول جمع الفرح الذي تناقص
مع اتساع فجوة كتاباتنا في قناني أوراقي الصفراء
ومع انشطار بتلاتنا في مزهرياتنا
وانصهار شمع وحرق ورق…
لا أجرؤ على مد يدي
إلى ملمس أحرفك
أخاف من تطاير شضايا مفرداتك
على مسام نبضي
وتصبح مكملات الأشياء ناقصة في داخلي
وكأن العطب الذي أصابني
يتمدد إلى قصائدي
ويضرم في دفاتري ضوء وحزق…