د. تغريد يحيى- يونس
يَتَسَرَّبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيّ
يَفْلِتُ مِنِّي
يَفِرُّ أَمَامَ عَيْنَيَّ
لَا أَدْرِي كَيْفَ تَنْقَضِي سَاعَاتُهُ!
لَا أَدْرِي كَيْفَ تُنْسَفُ أَيَامُهُ!
تَتَبَخَّرُ أَسَابِيعُهُ، تَتَوَالَى شُهُورُهُ!
تَمْضِي سُنُونُهُ
أَرْقُبُ الْوَقْتَ، لَا أَغْفَلُهُ
قَطْعًا، قَطْعًا لَا أَهْدُرُهُ
لكِن أَمْرًا لَا نَفْقِهُهُ
نَزَعَ الْبَرَكَةَ مِنْ مَعْقَلِهِ
*****
اسْتَعْجَلَ الْبَعْضُ عَامًا جَدِيدَا
يُزِيلُ الوَبَاءَ، يَطْوِي نَذِيرَه
وَيَسِمُ بِالْخَيْرِ بِدَايَةً جَدِيدَة
لِتَوِّنَا حَيَّيْنَا قُدُومَ الْعَامِ
فَكَيْفَ شَارَفَ عَلَى الزَّوَالِ
رُبْعُهُ الْأَوَّلُ، لَا مَحَال
وَمَا دَرَيْتُ، حَثِيثًا حَثِيثًا كَيْفَ سَارَ
بِغَيْرِ اسْتِئْذَانٍ كَيْفَ زَالَ
بِغَيْرِ إِشْعَارٍ، انْسَلَ انْسِلَالَا
*****
لَكَمْ رَجَوْتُ السِّنِينَ الْخَوالِي
لَوْ أَنَّ فِي الْيَوْمِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَاعَة
إِحْدَاهَا لِي، حَسَنًا …
وَلِمِنْ لَهُنَّ-م بِهَا حَاجَة
عَنْهَا نَبْحَثُ فِي ثَنَايَا الزَّمَنِ
بِهَا نَسْتَدْرِكُ مَا فَاتَ أَوَانُه
لَكَمْ رَجَوْتُ لَوْ فِي الْأُسْبُوعِ
سَبْعَةُ أَيَّامٍ، وَوَاحِدٌ زِيَادَة
ثَامِنُهَا هَارِبٌ فِي طَيَّاتِ الرُوزْنَامة
لَا يَرِدُ فِي حِسَابَاتِ التَّقْوِيمِ
لَا يَحْسِبُونَ حِسَابَه
حَتَّى يَتَّسِعَ وَقْتِيِ لِمَا ضَاقَ بِهِ
فَبَعْضُ النَّشَاطَاتِ وَقُودُهَا الْوَقْتُ
يُبَارِي الرِّيحَ، يُسَابِقُ سِبَاقا
يَهْرُبُ مِنِّي
وَمَعَهُ عُمْرِي زَادا