(3)
وضعتِ يديك على جسدي
كانَ كسمكةٍ مُبردة
تنبعثُ منها رائحةُ عُشب البحيرة
و حنينُ صيف
للطفلِ الذي خرجَ يصطادُ
فعادَ بغربالٍ
غطّى فيه عُريَّه ُ
(4)
أيتها السيدةُ الجميلةُ
اغسلي عن جسدي
آثارَ الرّحيل و شوكَ
نساءٍ أُخريات
طيبني ببخورٍ
حملتهُ من بلادِ الهند
وضعيني في صندوق ِ حليّك
واتركيني أنامُ قليلا ً
قبل أنْ أموتَ
(5)
قالتْ لي حَسناءُ
كيف أصبحتَ شاعراً
فأجابتُها
اسألي قَبري
و ستعرفين
(6)
أولُ سوادٍ أحببتُه
كان ليلي الأول
و من يومِها، ماتَ النهارُ
في داخلي
(7)
الحياةٌ قصيدةٌ تنتهي
بمجرد أن تبدأَ بقراءتِها
أما الموتُ فهو لوحة ٌ
سريالية تحيا طويلا ً
(8)
كنتُ قوياً بما يكفي لأن أحلم
و لكن حينَ شاهدتُ قَبرك
تعلمتُ أن أعيشَ
(9)
نعشُكِ في الليلةِ الأولى يطيرُ
نحو بنفسجةٍ منسيةٍ
في سورةِ الحُزن
(10)
توطدَ الغيابُ في داخلي
حتى اعتدتُ عليهِ
و لم يعتدْ عليَّ
ــــــــــــــــــــــــ
*شاعر أردني يقيم في قطر
خاص الكتابة