أوامري؟! لماذا لم أمارس معك أوامري في الحب؟ لماذا كان يومك صعبًا بكل المقاييس؟ أتذكر أني تعرفت بك في الكافتيريا التي أتردد عليها دومًا، كنتِ وجها جديدا بالنسبة لي، شيء في عينيك كان يسحبني .. البحث عن المرأة هو شاغلي كما أظن .. البحث عن لحظات أشعر فيها أنني أنتصر على الضعف على الحياة على كل المنغصات ..
” منين يا ليلى “
” تؤمر بحاجة تانية غير العصير “
“أها إجابة السؤال منين “
” أها منين .. لا كعك المنين مش موجود، ممكن تلاقي في الشارع “
شخصية مستفزة كانت هي، لكنها لم تكن تعرف من خصمها أنا ابن شاكر منساب، شاكر منساب .. أظن أنها لم تسمع عنه من قبل بكل تأكيد ..
” ممكن نتقابل ؟!”
“نتقابل ليه …انت مراهق يا كابتن ولا إيه “
” أها مراهق مفيش أجمل من المراهقة .. قولت ِ ايه “
“آسفة يا كابتن .. شوف برة “
أكيد كنتِ تبحثين مثلي عن سر اهتمامي بك أنت، الحب !
الحب تلك اللعنة الأبدية التي تظلل كل طريق للآثام.. اللعنة !
أقف بسيارتي خارج المحل.. أنتظر خروجها، أرسم تلك الابتسامة اللزجة على شفتيّ أعرف كل ما يدور داخلها الآن ، وأنا أقول لها ” تحبي أوصلك؟”
تبتسم وهي تبتعد ” مليش في الحب يا كابتن “
أي سر هذا الذي كانت تخفيه ليلى عني .. أي سر .. كيف لفتاة في جمالها، تقول ” ملهاش في الحب ”
الجنون أن أفكر في ليلى الآن ..
الخطاب الملعون فتح أبواب الجحيم في صدري، أشعل جذوة النار التي لن تطفأ قط ..
“ليلى أظن ست شهور فترة كافية انك تكوني عرفتيني”
” وانت عايزني اعرفك ليه .. أنت زبون محل وأنا جرسونة .. أنت طيار وأنا جرسونة معتقدش رابط هيربط بينا .. وبعدين أنت ابن شاكر منساب “
يااااه يا ليلى أخيرا عرفتِ أنني أحمل ورث شاكر منساب! أخيرا عرفتُ أنا أنك تعرفين من هو شاكر منساب، الآن الطريق بيننا سيقل كثيرا، شاكر منساب يعرف المرأة أكثر من نفسها، تفاصيل العشق، تفاصيل الحياة، تفاصيلك يا ليلى موجودة في رواياته، ولكن علي أنا أن أبحث عن تلك التفاصيل، أن أدرك حجم المعاناة لك .. كل امرأة تحمل معاناة من نوع خاص بها، أنوثة تتفجر بداخلها .. أشياء من الجحيم .. المرأة ..
اللغز الذي فك شفرته شاكر منساب عبر آلاف الصفحات .. والذي حاولت أنا أن اكتشف مجرد سطوره بين أوراق نفسي .. اعتدت منذ مدة أن أسجل حالتي النفسية كاملة لما أمر به، لم أعتد الفشل مع المرأة .. لم أعتده..
دش ساخن قد يجعلني أبحث عن نفسي، أبحث عن شخص آخر يملكني الآن.. أبحث في صفحات نفسي عن أميرة الغنيمي .. وسرها معي .. ربما أحتاج.. ربما أحتاج .. هذه هي مشكلتي بكل تأكيد الاحتياج .. الاحتياج ..
صالون بيتنا .. ترابيزة القمار، شاكر منساب مدمن قمار محترف. أدركت هذا منذ طفولتي .. اللعبة خطرة، لم يعتد شاكر أن يخسر .. أتذكر يوما ما .. ربما كان هذا اليوم هو ما فتح أمامي كل أبواب جهنم لأدخلها راضيا مطمئنا .. أظن أنني الوحيد الذي سيدخل جهنم وهو مستقر نفسيا، فمن يحمل إرث شاكر منساب، ومن يحمل إرثي الشخصي هو أنا .. أنا بكل أخطائي الرهيبة ..أنا بكل عبثي وجنوني .. أنا .. وترابيزة القمار .. السادسة من العمر بعد موت حلمي هذا على ما أتذكر الآن ..أدفع بعربتي اللعبة للإمام والخلف .. تقفز تتحداني .. ثم تواصل طريقها أسفل الترابيزة .. أزحف على ركبتي متسللا إلى أسفل حيث السيقان الكثيرة .. المكشوفة والمغطاة .. ولكن ما لفت نظري وقتها .. إن ساقي طنط زوزو عارية ، بل إن هناك يدي تداعب تلك المنطقة ما بين فخذيها وورقة من أوراق الكوتشينة تندس في لباسها الداخلي.. كانت يد شاكر منساب أبي .. يلعب من فوق ومن تحت .. كانت أول مرة لي أرى ما يختفي بين فخذي المرأة .. بالحق لم أر أروع من …. طنط زوزو فقد كان يبرق وكأنه مطلي بالذهب .. ولا وجود لشعرة واحدة فيه.. ماذا كنت تفعلين به طنط زوزو .. هل يد شاكر منساب هي من جعلته لونه هكذا .. هل ذلك البريق الذي خطف عيني الطفل حينها هو عرق شاكر منساب الذي يروي بأصابعه أرضك المنزوعة الشجر؟ لا أعلم كيف وقتها أهملت سيارتي التي توقفت أسفل الترابيزة .. وكيف رحت أحدق فيما بين ساقي طنط زوزو .. بل لم أعرف كيف مددت أنفي أتشممه، وكأنه يبخ عطرا خاصا به .. لم أستطع أن أزيح يد شاكر بعيدا عنه ، ولكنني انتهزت فرصة أن هبط لباسها الداخلي أسفل وأسفل لأمد يدي وأقرص ما بين الفخذين بعدما حاولت تحسسه، بالطبع وقتها مالت طنط بجذعها لتراني أسفل الترابيزة وهي تصرخ .. وتعدل من لباسها الداخلي، وهبطت عينا شاكر لتراني في وضعي، وترتفع ضحكاته، وهي تقول ” بتعمل إيه عندك يا عفريت “
” كنت بجيب عربيتي “..
” شقي أكيد هتطلع زي أبوك … شقي”..
وترتفع ضحكاته أكثر فأكثر..
هل أصابني الهوس من وقتها؟ هل كل هذه المدة أحاول أن أصل إلى شيء يماثل الكنز الذي رأيته؟ أي جحيم يا شاكر منساب أخذتني إليه! ..أي جحيم !…
” ليلى صدقيني بحبك “
” مينفعش قولتلك “
” طب والحل ”
” معنديش حل أنت بتضيع وقتك “
” تتجوزيني “
” تتجوزيني سمعتيها أظن “
” سمعتها بس مش مستوعباها أنت يا كابتن مصدق نفسك قوي “
” المهم رأيك إية “
” أقول لبابا هتيجي أمتى “
” بابا .. لا أنا بفكر نتجوز عادي ولما نأخد على بعض هروح لبابا “
“عادي أزاي .. عرفي تقصد أهة .. هاها .. الفقيرة الذي زيي يا كابتن عايزة فرحها الناس كلها تشوفه تحكي عنه .. الفقيرة متملكش غير ده .. يا كابتن .. معطلكش .. قولتلك مليش في الحب .. سلام “
” اقعدي بس نتفاهم “
” مفيش تفاهم ..خلاص فنش “
” خلاص هروح لبابا اقعدي “
“أمتى ؟!”
” بكرة .. استريحتي “
” أطلب لي عصير مانجا فيرش “
جلستِ لتشربي نخب نجاحك وانتصارك يا ليلى .. جلستِ لتقولي للدنيا انتصرت على ابن شاكر منساب .. حقك يا طفلتي حقك .. لم تفعلها أنثى قبلك معي .. لم تفعلها ..”
أبي يرفض هذه الزيجة .. ابن شاكر منساب لا يتزوج جرسونة في محل .. هند منساب تنزوي في مكتبها لتكتب قصيدة جديدة لقد اكتشفت فجأة أن لديها ابنا يريد الزواج .. ارفض يا شاكر كما تحب، ارفض كما تريد للحياة أن تمضي على ما تريد .. ولكنني سوف أتزوج ليلى .. الجحيم !
كل الطرقات إلى قلبي مفروشة بالجحيم .. حتى طريقك يا ليلى .. ليلة العرس ..
الليلة التي أردتها .. الفرح والهيصة .. الحفلة بكل ما بها مني .. لحظة من لحظات انتصارك يا ليلى .. ولكن من كان يظن أن ينتهي ما بدأ بيننا في هذه الصورة .. أمك أحببتها بالفعل رأيت فيها سيدة من طراز خاص لم أره من قبل .. امرأة لم تصادفني في حياتي ، وجهها الهادئ المبتسم ، الطيبة التي تنطلق من عينين تحبان الحياة والناس .. أفتح باب الشقة أصر على أن أحملك بين يدي .. أفتش في وجهك عن فرحة خاصة بك .. فرحة ليلى “جرسونة عصير المانجا الفرش” .. فرحة أن تدلف مثلك إلى عالم شاكر منساب وهند منساب .. قلتِ لي يوما إن روايات أبي ضحلة ومفككة .. وأنك لا تحبينها ..الأشخاص الذين في روايته لا أساس لوجود حقيقي لهم في الطبيعة .. كنت تدركين .. كنت تعلمين ما لا أعلمه ..
السرير، فستان العرس الأبيض، شعرك الأسود الناعم الطويل .. أنفك الدقيق وشفتاك المضمومتان على لا شيء .. القبلة الأولى لنا، كنت أريد أن أصل بك إلى أقصى درجات الانتشاء. ليلة أحمد شاكر لأبد أن تكون مختلفة .. لأبد أن تشعر زوجته بنبض الحياة كله يجري في عروقها .. أتلمسك بخوف .. لأول مرة أشعر أنني أخاف من أنثى .. أخاف من جسدها .. لأول مرة يا ليلى .. خوفي كان إلا أصل بك لعنان الشهوة .. إلا أطلق البراكين تحت جلدك .. أن أجعلك ترين العجب .. بدأت القبلة طويلة، لساني يداعب ذقنك ، تحاولين أن تفري من بين يدي، ألقم فمك بين شفتي، أعض بأسناني عليه أداعب بلساني وجهك فتتمايلين بين يدي .. أداعب أذنك بلساني وأبدأ في النزول إلى رقبتك .. أشعر برجفة اللذة بين يدي .. اللذة التي كنت أتمناها طوال عمري .. هل حان الوقت ليحسدني الآخرون عليك .. تهبط يدي باحتراف مدرب إلى فستانك .. دقيقة وتصبحين عارية أمامي .. ياااااه .. ما كل هذا الجمال .. المرمر بين يدي .. صدرك البض، ويداك البضتان .. فخذاك الممتلئان في حنو .. أهبط بشفتي إلى صدرك أسحبك إلى السرير وأنت تتأوهين في همسات ، .. أحاول أن أصل بك إلى لحظة الاشتعال .. أهمس بك ويدي تداعب عضوك الأبيض كالثلج .. الملتهب بالنار .. كم يشبه ما كان بين فخذي طنط زوزو .. كم يشبه أول ما رأيته مما تخفيه امرأة في حياتي ..كم كنت منتشيا .. فجأة توقفت ..لا أعرف لماذا توقفت .. ولكن هناك شيئا خطأ بالتأكيد ..خطأ !.. لا وجود لبذرة العفة!!!!
لا وجود لنقط الدم التي من المفروض أن تتواجد في هذه اللحظة، أعود إلى عينيك يا ليلى أرى فيهما الرعب المنطلق، حاول ثانيا .. حاول يا ابن شاكر منساب .. مستحيل !.
ستة أشواط كاملة .. ستة أشواط خضتها .. باعدت ما بين ساقيها، ولجتها بعنف وقسوة .. جعلتها تصرخ من الألم والشهوة .. أصبحت لبؤة مجنونة .. قحبة !..
قحبة يا ليلى! هذا ما اكتشفته ليلة زفافنا .. العملية التي ظننتِ أنها ستخدعني، والتي تركتِ الطبيب الذي قام بها يضاجعك في عيادته قبل عملها ثلاث مرات أسبوعيا لم تأتِ بنتيجة .. وكأنني أحمل أرث شاكر منساب في المرأة ..لا امرأة تخدعه .. لا امرأة .. كالمجنون بحثت عن أي نقطة دماء بحثت، وبحثت حتى تعبت وفي النهاية وقفت منهارا عاريا بجوار السرير أريد أن أطير وأطير ولكنني اكتشفت أنني مكبل بقيود فولاذية إلى الأرض .. أطير لأسحق من جديد، لتدوسني قدم أخرى .. هذه المرة سحقت بين فخذيك يا ليلى سحقت .. سحقت .. كنت أريد أن أعرف من فعلها قبلي؟ من تعدى على أنثى تخص أحمد شاكر؟ من فض بكارتك قبلي أيتها اللعينة ؟!..
بكيتِ، وحكيتِ، وعلي أن أصدق أنه زواج عرفي، وطلاق عرفي، وقصة حب فاشلة، وأنك كنت تظنين أنك ما زلت آنسة حتى اكتشفتِ قبل زواجنا بعدة أسابيع أنك لستِ عذراء .. ها ها ها .. عذراء الربيع ..أي قسوة يريدها الزمن مني ..أي حلم أي حلم .. الجنون أن أطلقك الآن .. مثلك إن طُلقت ليلة زفافها سيكون قتلها مباحًا .. مثلك برغم هذا يستحق الحياة .. من منا بلا خطيئة يا ليلى .. من يومها .. من يومها يا ليلى .. قررت أن لا ألمسك.. شهور تقضينها في بيتي ، حتى تهدأ الأمور قليلا وتعودين لأهلك ومعك عفشك وذهبك.. بالطبع لابد أن أكون أنا الشاذ المفترى .. لابد أن تعودي بكرامتك حتى لو ظهرت أمامهم أنا كرامة مجروحة .. ولكني كنت الذبيح .. الذبيح يا ليلى ..
الماء ينساب ليطلق كل جنون عقلي .. ليجعلني أبحث عن نفسي من جديد .. رحلتي داخل نفسي كانت طويلة هذه المرة .. أعيد كتابة تفاصيلها بداخلي من جديد .. أعيد اكتشاف نفسي .. أحاول أن أطير .. وأنا أعرف أنني سوف أعود للأرض منسحقا .. ميتا من الرعب .. مجهول !
“الطائرة ستقوم بترانزيت بعد عشر دقائق أرجو ربط الأحزمة .. والاقلاع عن التدخين .. كابتن طيار أحمد شاكر منساب “
(4)
جبل الزينة، الطريق إلى قريتي .. حلم أن أقتل الغنيمي، والدمياطي .. حلمي الذي راح للأبد .. ليلى .. وليلة الزفاف .. بيت شاكر منساب .. اللوحات المفرودة في الصالة .. لوحات عالمية تحكي قصص وجوه لم أرها ولن أراها .. مكتب متضخم بالقصص والحكايات .. لحظات الهروب الممكنة والمجنونة .. أحاول أن أعود لها .. أحاول أن أبدو متماسكا بعد ما فوجئت به في ليلة زفافي .. أتخيل أنني أنتقم من الحياة في نفسي .. أقتل شاكر منساب بداخلي قبل أن يقتلني .. الحلم واللذة .. الجنون، والعبث .. الذكر والأنثى .. الفرج والقضيب .. اللعنة .. الدنيا فرج كبير .. عابثا يا ليلى .. متألما يا ليلى .. مجنونا يا ليلى .. كل هذا أنا .. أنا بكل شيء وأي شيء ..
الهدوء .. نقيق ضفادع .. نهيق حمير .. مواء قطة تحاول أن تفر من ذكر ملعون يطاردها .. ليل البلد الغافي تحت ثوب الجنس والدعارة .. ليل البلد الميت تحت فرج كبير .. كل شيء ينهار في لحظات .. كل عالمي ينهار بين يدي .. الجنون .. الجنون يا ليلتي .. أعرف نظرة عينيّ في المرآة نظرة شاخصة، متألمة .. ولكنها نظرة تمرد .. تمردت عليك يا شاكر منساب، تمردت على كل نزواتك وأبطال قصصك .. تمردت على لحظات الحياة معك بعد موت حلمي ..
البداية .. كل شيء ضاع في البداية .. ضاع بضياع حلمي .. أخي الأكبر .. الدمياطي، الغنيمي .. ليكن !
أيها العالم لتشهد انهيار كل شيء بين يدي، لتعرف أن ابن شاكر منساب قرر أن يكون عاصفا ومدمرا، ليحكم كتاب القدر في سنوات قادمة من العذاب للجميع .. ليكن الانتقام مني، ومني ..
أميرة الغنيمي، أحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى، أحتاج أن أغير تاريخي معها .. أريدها أن تعود بكرا بين يدي، أن أفض بكارتها من جديد، أن أدعوها لسريري، أن تنام تحتي أو فوقي فاتحة قدميها لي، لي وحدي .. لا طبيب ولا عملية، لا هروب ولا زواج عرفي .. لا شيء ينغص الحياة عني غير نفسي ..
شاكر منساب، أين أنت ؟!.. أين أنت الآن مني؟ أظنك ضاحكا، لقد فشل طفلك الغر .. فشل .. فشل في الانتقام ، فشل يا شاكر يا منساب .. أين تاريخ الحكاية؟ أين هند منساب؟
طفل في السادسة، طفل كنت لا أعلم عن الدنيا غير أنها دنيا .. لا أعلم عن الله غير أنه الله .. لا أعلم غير وجود حلمي، وهند، وشاكر في حياتي .. أي جنون هذا الذي استمر بينكما بعد هذا؟
” أنتى مجنونة ، مافيش طلاق يعني ما فيش طلاق.. عارفة الجرايد ممكن تعمل إيه بقصة طلاقنا “
” شاكر مش هقدر أعيش معاك تاني .. خلاص يا شاكر مش هقدر .. صدقني “
” لأ .. عيشي معايا، عيشي مش معايا، بس مفيش طلاق ..”
” كل ما أبص في وشك أفتكر موت ابني اللي معرفش مكان جثته فين .. عايزة أنسى يا شاكر ، عايزة أنسى “
” وهو أنا اللي مش عايز ينسى .. مفيش طلاق يا هند .. كفاية اللي حصل ما هو ابني زي ما كان ابنك “
“بابا عايز اروح الملاهي ..”
” غور عن وشي الساعة دي .أنت السبب .. أنت السبب “
” سيب الواد هيموت في ايدك “
” ما يموت ولا يغور في ستين داهية …”
بكاء .. بكاء .. بكاء .. كأنه العالم يبكي بين يدي .. أي عبث يا شاكر هنا! لم أكن السبب! ..
لم أكن السبب أنت وهي .. أنت وهي .. وحياتكما الغريبة قتلتني .. قتلت كل طفولتي وشقاوتي .. قتلتني .. أنت السبب يا شاكر هذا ما أعلمه .. أنت من قتل حلمي .. أنت من كان يضاجع امرأة الدمياطي .. أنت بكل قصص رواياتك الفاشلة .. أعلم الحقيقة سمعت شاردات كلام من ألسنة كانت مغلقة .. سمعت من أميرة الغنيمي، كيف كان الدمياطي صديقك ، وكيف كنت تسهر عنده أحيانا لبعد منتصف الليل بساعات، تشربان الحشيش، بينما زوجة الدمياطي تخدم عليكما، الحشيش يداعب خيالك، تضاجع زوجة صديقك في عقلك، تضاجعها كما يحلو لك التخيل، ينتصب قضيبك، تتحجج بالذهاب للحمام تفضي ماء بولك، وتعود تغمز لزوجة الدمياطي، التي تكتم ضحكة تحاول أن تفلت من بين شفتيها فتخرج كشهقة، يداعب الحشيش مخيلتك من جديد يا شاكر، تعود لتجعل الدمياطي يذهب في غيبوبة كاملة من الكيف .. تتسلل زاحفا، واقفا متسندا إلى داخل غرفة الدمياطي .. تراك زوجته، وبخبث امرأة عارفة فيما سينتهي الأمر تخفي صدرها، تهاجمها واضعا يدك على فمها، تشهق، تكبل فمها بشفتيك، وترسل لسانك داخل فمها ليدغدغ حواسها، الريفية التي لم تعتد الجنس بصورته التي تعرفها أنت جيدا، تحاول أن تهرب منك، يدك تلمس مناطق ضعفها تزداد شهوة وهي تشهق مرة أخرى.. تحاول أن تأخذ نفسها من منخريها، تشهق وأنت تلجها بصورة فريدة عجيبة تشعر أنها أصبحت فوق الحياة بمراحل، تشعر بلذة لم ترها من قبل، داخلها يشتعل، تهمس وهي تمؤ كلبؤة، الدمياطي ,, لا يهم .. تتعلق برقبتك، ترفعها من فوق السرير، تضاجعها واقفا حاملا إياها بين يدك كلعبة .. كانت خفيفة الوزن هذه المرأة .. كانت لعبة في يدك، انتهيت منها لتتركها على السرير وهي ترتعش وترتعش، وتريد المزيد منك، خبرة سنوات الجنس في باريس ولندن وأمريكا، ندواتك العلمية على حساب الدولة في أفخر فنادق العالم .. اللعنة !..
المرأة تسربت بالكلام عنك لصديقتها الصدوق، صديقتها التي أخفت السر بقلبها لتحكيه لزوجة الغنيمي .. السر الذي سمعته أميرة الغنيمي عنك بعد هذا بسنوات، السر الذي تسرب بكل تأكيد للدمياطي، كان يجب أن يأخذ بالثأر منك، جنوني يقول إنه قاتل أخي .. قاتل أخي .. ولكنك ضاجعت امرأته ومن المستحيل أن أضاجع أنا ابنته… لا .. الحمد لله ليس للدمياطي بنات .. كل أولاده ذكور .. كل أولاده أحياء بينما حلمي مات .. مات بسببك يا شاكر .. مات بسببك ..
” متحولش يا شاكر مستحيل تلمسني بعد كدة “
“اعقلي يا هند ..أنا جوزك ..”
” لا .. مش جوزي .. جوزي مات يوم ما ابني اختفى يا شاكر وأنت عارف “
” بلاش كدة يا هند ، الحياة بينا ممكن ترجع زيي ما كانت ”
” الحياة عمرها ما هترجع زيي ما كانت يا شاكر .. لا ..”
” أحمد ..أبني يا شاكر حرام عليك سيبه “
” مش هسيبه إلا لو فتحتي الباب “
” ماما .. ماما .. لا يا بابا .. لا يابا .. كبريت لا .. كبريت لأ “
“أحمددددددددددددددد، ابني يا شاكر “
كان اغتصابا يا شاكر، كان اغتصابا، دفعتني على الباب لتهجم عليها ، لتهجم، وتهجم، تمارس كل خبراتك معها، أسمع صراخها من وراء الباب، ماما، ماما، بابا حرام عليك يا بابا، سيب ماما، حرام عليك .. حرام عليك حرام عليك ..”
صراخ وطفل يتهاوى ساقطا، تتصادم رأسه بالأرض، ساقطا ، هذا أنا ساقطا .. بكل المقاييس صنعت مني وحشا يا شاكر منساب .. صنعت مني نسخة منك ، نسخة أشد قذارة وعفونة .. نسخة نتنة يا شاكر يا منساب .. نسخة تكرهك، تكرهك لأقصى درجات الجنون، لم تغفر لك أبدا أنك اغتصبت أمه.. وكان هو السبب .. الانتقام من كل شيء .. من الحياة من الجنون .. من كل شيء ..
أريد أن أطير يا أميرة يا غنيمي ..أريد أن أقتل !..
طيار أحمد شاكر منساب يقتل !
مستحيل أن تكون هذه حقيقة ما جري .. مستحيل أن يكون هذا هو العقاب .. لماذا ؟!
أين أنا؟ الطريق في عقلي لا يبين الحقيقة .. لا أعرف أين أنا بالضبط ، ما هذه الهلاوس؟ أشعر كأن هناك تيارا كهربيا يسري في جسدي، أشعر بالتهاب في كل أعصابي .. في كل جنوني .. أميرة الغنيمي .. هل كان انتقامي بشعا؟ أظن أنك استمتعت بالجنس كما لم تستمتع به امرأة من قبل .. أتذكر يوم أن وضعت شريط الفيلم البورنو في الفيديو، وأجلستك بجواري ، لتشاهدي، نوعا آخر من الحياة .. لتشاهدي ممارسات خاصة جدا، رجال تتلذذ بالألم، أراك وأنت تحاولين أن تديري عينيك عن الفيلم، ولكنني أدرك أنك تحدقين بشهوة، يدك تتسلل غصبا عنك إلى فرجك، ثم تعودين لتضربي يدك وكأنك تعاقبيها .. ” أتركي هذه المهمة لي “.. أزيد اشتعالك بينما تخرج الآهات من بين أبطال الفيلم مصنوعة ومزخرفة، وغير حقيقية، بينما ترتفع همهماتك أنتِ لتضرب سقف الحجرة وتزيد التهابك، أعرف جيدا الفرق بين الجنس الحقيقي، والجنس المصور باحتراف .. لم أصدق يوما شريط فيلم بورنو .. ابن شاكر منساب لا يغريه فيلم أحمق، وبدأت خطتي تتحول إليك بالتدريج .. تتحول إلى حقيقة أخرى .. كاميرا خاصة جئت بها من آخر رحلاتي .. هنا يكون الجنس الحقيقي .. هنا يكون انتقامي كاملا سأريك نفسك بعدها، سأريك كيف تكونين .. وكيف تتحولين إلى أنثى ملتهبة .. فرج وقضيب .. كل العالم .. كل العالم يا أميرة .. اللعنة علي ّ، وعلي جنوني .. اللعنة يا شاكر منساب على ما فعلته بي، اللعنة يا غنيمي .. اللعنة يا دمياطي .. اللعنة التي أصبحت تطاردني صباح مساء .. رحلاتي التي أصبحت تقتلني، انتقامي غير المكتمل .. شرائط الفيديو التي تربطني بأميرة الغنيمي، المحبوسة في درج مكتبي .. كل الجنون كنت وكل الجنون آت ِ..
حتى أميرة وهي ترى نفسها، صدمت في البداية ولكنها عشقت اللعبة، عشقت أن ترى نفسها بعد كل مضاجعة بل بدأت تعدل من أوضاع الممارسة برغم إنني كنت ما أزال أضاجعها أرضا .. ولكنها أصبحت متمرسة بحق .. عشقت الجنون مثلي .. لمثلها أن تعشق جنوني .. لمثلها أن تفض بكارتي .. لمثلها أن تضاجعني بشهوة، وبعنف .. لمثلها أن تفترسني، وأنا الذي كنت أظن أنني أفترسها كل مرة .. أين أنتِ الآن يا أميرة .. أين أنتِ؟
أحتاجك لأقول لك الحقيقة، لأقول لشاكر منساب أنه خلق قاتلا .. أين أنت ِ لأقول لك إن ليلى كانت لغيري؟ وأن هناك غيري يحمل لها أفلاما في درج مكتبه .. أين ليلى الآن منك؟ ومني؟ ولكن هل هناك مجنون آخر مثلي؟! مستحيل أن تكون هناك شرائط فيديو لليلى .. أنتِ فقط أميرتي أنت بطلة أفلامي كلها .. جنون يا ابن شاكر جنون …
رسالة أحرقها لتزيد من جنوني ، رسالة تكشفني لنفسي .. رسالة تقتلني كل لحظة .. رسالة تهبني الحياة وتذهب بي هناك خلف العقل ، خلف الشهوة ، لماذا ؟!
جنون يا ليلى .. جنون أن تكوني لغيري .. جنون يا شاكر أن تغتصب هند .. جنون يا هند أن تحرمي جسدك على شاكر طوال الحياة بعدها .. جنون أن لا تطلقها يا شاكر.. جنون أن انتقم .. جنون أن أفكر أن أقتلك ..
جنون أن تحكي لي أميرة عنك وعن زوجة الدمياطي .. جنون أن أتذكر مدموازيل ماري الآن .. جنون أن أبحث عن فرج طنط زوزو .. جنون أن أسجل لحظات مضاجعتي لأميرة .. جنون أن توافق .. جنون أن أصرخ في العالم ..لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
كادر ثابت للزمن والحياة ولي .. أتهاوى، وأتهاوى ،وأتهاوى ,, وأحلم بحلمي ، أحلم أن أطير ..
(5)
أمامي خلفي .. أمامي ..خلفي ..
الجنون كان يتم أمامي، ولكن رؤيتي كانت دائما خلفي، لا أثير الحقيقة، ولا أستغرب الحكاية .. كل لحظات الأمل راحت وانطوت، خلفي .. أمامي ..
” إلا تشبع ؟!..
” وهل هذا يشبع منه “
.. امرأة اللذة يا صديقتي، إلا تعرفين .. همسات .. قبلات ، تنهدات ، تأوهات .. هذه أنتِ يا تلميذتي ..
الأستاذة ريم الخضري، شاعرة، وأستاذ مساعد في كلية إعلام ..
” تعالي يا أحمد سلم على الأستاذة ريم .. باباك بيقول أنها هتبقى أهم شاعرة في مصر ..”
” بابا يقول اللي يقوله .. أنتي بس أهم شاعرة في مصر “
” أحمد أبني دايما بيجاملني .. “
” أحمد واضح أنه موهوب زي الأستاذ طبعا ، وزي ولدته “
” أنا طيار .. “
” طيار حتة واحدة يا أحمد ” ماشي يا عم “
” قصدي هبقى طيار يا أستاذة .. السنة دي هخلص ثانوية عامة والسنة الجاية هقدم جوية ..”
” مش عايز تطلع زيي بابا ولا إيه ..”
” بابا .. بابا صاروخ يا أستاذة صعب حد يطلع له، هههه”
” معلش هو غاوي هزار كدة “
” ولا يهمك .. حد يكره الهزار …”
ريم الخضري مذيعة في التلفزيون …. ريم الخضري شاعرة مميزة .. ريم الخضري تلميذة للكاتب الكبير شاكر منساب .. ريم الخضري ..ريم الخضري “
الإسم .. الفعل .. الزمن .. أمامي خلفي ..
” مالك يا أحمد مكسوف .. أنا أستاذة ريم برضه هههههه “
” مش مكسوف ولا حاجة بس حضرتك .. يعني بابا بيسألك على الديوان عشان يكتب المقدمة ..”
” طب أقعد عيزاك .. أقعد يا أحمد ماتتكسفش ..قدمت في الكلية ..”
” أها الامتحان كمان يومين .. لياقة ..”
.. ريم الخضري .. وقميص نومها الأحمر المميز.. الشفافية المنطلقة من بين عينيها، جيدها البلوري .. شفتاها القرمزيتان الغليظتان .. قميص أحمر يزاحم عيني .. يزاحم عيني .. أمامي خلفي ..
كوب العصير .. الديوان الملقى أمامي .. شربة من العصير .. أشعر بأنفاسها قرب وجهي .. أستاذة .. يلفح وجهي الصهد المنطلق من بين شفتيها .. تقترب مني .. أرى وجهي في عينيها .. أحاول أن أفر من فوق الكنبة .. تضع ساقيها فوق ساقي .. فيظهر فخذان أبيضان تلتمع فوقهما حبات من العرق .. ترتشف شفتي بين شفتيها .. تجف الكلمات في فمي .. لسانها يداعب لساني .. أحاول أن أتنفس .. أهمس ” أستاذة ” .. ينتصب ما بين فخذي .. تسكن حركتها قليلا .. تمد يديها تفتح سوستة بنطلوني .. ” أستاذة ” .. تميل بفمها تداعب رأس قضيبي بشفتيها، أشعر بسخونة رهيبة في جسدي .. ألم داخل قضيبي يمزقني .. أشياء ترتجف بداخلي .. عضوي ينتصب مجنونا بها وبما يحدث .. تمد جسدي أمامها وتمارس عملية السلخ ..” أستاذة ” .. الفم يداعب قضيبي المحمر رأسه وكأنه سينفجر في وجه العالم .. العالم فرج كبير .. ” أستاذة “.. يلتهب كياني بالكامل .. يغور بداخلي شاكر منساب .. ” افعل شيئا أيها الغبي .. ” ..أتذكر مدموازيل ماري يتقمصني شاكر منساب .. أدفعها على الكنبة .. لا أحد يمارس السلخ في جسد أحمد شاكر .. تميل للوراء ينكشف صدرها لي .. ثديان مكوران ..حلمتان مستديرتان .. يغلفهما أطار خفيف اللون مصفر .. ألقم حلمة صدرها الأيسر بين شفتي ، أمتص رحيقا لا أعرفه .. حبات من العرق تهبط في سهولة بين الثديين .. يدي تداعب صدرها الأيمن .. أدور بشفتي حول حلمة الصدر التى انتصبت أمامي .. وكأنها رمح يحارب العالم .. أمامي .. خلفي .. تميل أكثر للوراء .. تنزع بسهولة “لباس حريمي ” لم أر مثله من قبل .. تدفع بوجهي ليتشمم فرجها .. أرتد برأسي للخلف .. أدفع بقضيبي ليخترق شيئها ..تتأوه في لذة .. الديوان أمامنا .. ” خيوط من السماء ” .. الديوان ورسمة لملاك يحمل كتابا بين يديه .. قضيبي يشق طريقها في سهولة .. تتأوه .. ريم الخضري .. مذيعة، وشاعرة، ومعدة، وداعرة .. قحبة !.. أمامي خلفي .. أحمد شاكر وامتحان اللياقة .. أستاذ … أستاذ .. كانت تنطقها بتأوه ولذة .. قحبة ..قحبة !..
يدي تصفعها على وجهها وهي تتمايل في غنج .. يداي تهرس صدرها وهي تصرخ من اللذة .. أشق طريقي في شيئها .. يتمزق عضوي .. ينتفض ويلتهب بالنيران .. وداخلي يلتهب .. العالم فرج كبير وحاد .. فرج ألجه ليحطمني .. الشاعرة والديوان .. لحظات الجنون .. كل شيء يتهاوى .. امتحان اللياقة .. أمامي وخلفي .. كل الممارسات .. من الأمام والخلف .. أدمنت لعبتها وهي تضع عضوي بطريقة جديدة لم أعرفها من قبل ولم أكن أعرفها .. أتذكر مدموازيل ماري مرة أخرى.. الجنس .. الكلاب مضاجعة البهائم .. سلخ آخر لي .. سلخ وجنون .. أستاذ … ينتفض وينتفض وينتفض .. ويخرج للعالم منتصبا .. وكأنه يحمل السر .. قضيب وفرج ….” أستاذ يا أحمد .. أستاذ بجد “
” طيار يا أستاذة .. الطيار أحمد شاكر منساب “..
تلم ثوبها، تذهب لغرفة النوم لتغيير ملابسها، ألم عضوي بداخلي، وأعدل من ملابسي ولكنه كان ما زال منتصبا، وكأنه يريد المزيد والمزيد، عندما تعود سوف أضاجعها مرة أخرى .. لقد اغتصبتني، وجاء الوقت لكي أمارس أنا حقي .. حقي كرجل ..حقي كطيار قادم ..
تتقدم تجاهي وقد رسمت على ملامحها نظرة غريبة، أسكت .. أضغط على نفسي ..لأوقف التهاب كياني .. كلي يلتهب .. كلي يحترق .. الجنون ..
” ودي الديوان لبابا وسلم لي عليه .. وقول لماما طنط ريم هتزورنا قريب”
” طنط !..
” أها طنط أمال أنت فاكر إيه ؟!”..
الجنون يا شاكر .. أحتاج أن أقتل، أحتاج أن أقتل ..أحتاج إليها !..
” أهلا بكم على متن طائرة شركة …. معكم الطيار أحمد شاكر منساب .. أرجو ربط الأحزمة والامتناع عن التدخين “
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* روائي مصري
يتبع
اقرأ أيضا