الطرق لا يتوقف على أبواب الجيران ، الطرق ينحدر ليخترقني ويحتل عقلي كلياً.
أنا المرأة التي لا تعرف النوم، أحتفي بالطرق بالوسائل المناسبة لثقله،أحبسه في علبة الخواتم أو أضع له سماً لاصقاً لفئران الطرق الصغيرة.
الطرق يأكل السم اللاصق ويرتدي خواتمي ويخترقني أكثر، أنا المرأة التي لا يأبه بها النوم،
يسخر مني ويتسرب في مساراته الخاصة، من أسفل الوسائد أو من الشبابيك المغلقة.
النوم يتسرب ليبني مدينة هائلة من الأفكار المبتسرة، أفكار لدنة بدون أعمدة فقرية أو أعضاء تناسلية للتكاثر.
أمشي من خلال ذاكرتي لألحق بأفكاري لكنها تتوه في ممرات معتمة من موسيقى تترات المسلسلات ونباح الكلاب الضالة وأرقام الهواتف التي كلما دفعتها لمؤخرة الذاكرة تطفو على السطح من جديد.
في اللحظة الفاصلة بين ذهاب الليل ومجىء الفجر تفقدني الذاكرة تماماً، وتتبعثر أفكاري لأرتدي النوم مثل شال شفيف.