عماد بدر
لديه القدرة العجيبة على السير بمثالية ومراوغة النشاز، كأنه طائر يضرب بحناحيه الريح، فيحوله إلى بلورات، تعكس جمال الطبيعة أمام طريقه. وذات مرة استعصت أمامه عصفورة، فتتبعها وحاول أن يمسك بها، ويدخلها في مضماره، ولكنها كانت تطير بطريقة عشوائية، وتغير اتجاهها بسرعة فائقة. أصر أن يتبعها؛ ليستكشف عنادها. كانت تظن أنها الأسرع في خوض المشوار، وانتابها الغرور شيئا فشيئا . فالطريق مليء بالمصفقين، وهي ماهرة في التغريد، وحريصة على كسب إعجابهم.
بدأ السباق بخبرته محدثًا طنينًا أمامه، ليسهل له تطويع الأفكار، ويزيح النشاز من طريقة. سلطت عليه معجبيها؛ لتشتته عن الهدف. زجت بأجمل صديقاتها أمامه، لعله ينشغل بها. ولكنه لم يبال بصدى الصوت القادم من بعيد، فهو يبعده عن الغاية.
اقترب من النهاية، وكان كلما قطع مسافة، اكتسب معجبين أكثر، وكان يشير لهم أن يتبعوه، ورسم لهم بريشته شكل النهاية التي سيصل إليها . فحرصوا على الاصطفاف خلفه والوقوف على الرسم الخماسي متناسق الأنغام الذي رسمه لهم. وعندما وصل للنهاية خلع قبعته للحاضرين؛ ليحصل على تصفيقهم الحار . فوصلت بعده بلحظات، وشاهدت إعجاب السامعين به، فقررت أن تستقر على أحد أوتار جيتاره، ليتغرد بها .