البيت, فليس فيها إلا “ملائكةٌ سودٌ”, حيث أقبعُ أنا مُكسوراً وهشّاً ومطعوناً ومهزوماً.
… آ هٍ يا أب , لقد سألتَني قبلَ سنةٍ من الآنَ, في مثل هذا اليوم تحديداً عمّا يجري ؟, فقلتُ لكَ: (إنّها الأرضُ التي تجري من فوقِها ومن تحتِها الدماءُ طاهرةً). فقلتَ لي بانكسارٍ عميقٍ لم أكَدْ أتبيّنُه, أجاءَ من بئر لا قرارَ لها ,أم تفوّهتَ به أنتَ؟, قلتَ وقولًكَ الحَقُّ:(نحن يتامى). اسمحْ لي- يا أبي- كي أشكرَ الإلهَ – مَرّةً واحِدة في الحياة- لأنكَ كليلُ العينين والأُذنين, أشكرُه لأنكَ لا تسمعُ ولا تَرَى, أشكرُهُ على هذه (النعمة)التي أنتَ فيها يا أبي.
يمكنُكَ أنْ تضعَ حَجَراً, وأنا أتكفّلُ برميهِ إلى أبعد نقطةٍ في الأرض, ما رأيُكَ يا أبي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد اللطيف الحسيني
شاعر – سوريا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص الكتابة