2
ترى لو سئل: هل استحقت هي تضحيته بفنه من أجلها ؟؟
أكيد سيقول نعم، بل وسيكرر ما فعل.
كثيرون يرونه مظلوما ضعيفاً خذله الحب وضيعته امرأة, والبعض يتفهم منطقه، ويرى فيه أصل الحب الحائر بين الخيال والتحقق, والتردد والثبات، وكل التضاد, وكما توجد أنانية يوجد التسامي ايضا، لذا كان “حاله في هواها عجب”.
3
لا يوجد أفضل من “رق الحبيب”, صحيح لحن لها الكثير, يا صباح الخير, وإن كنت اسامح , ومادام تحب بتنكر ليه، إلا أنه ظل اسير اللحن الأول, لا يفرح للحن آخر ويرى كل ما أنجز بعده دونه، ربما لأنه أستاذ للجميع, ويراهم يلحنون لها، زميله زكريا أحمد وتلميذه السنباطي ولاحقا عبد الوهاب، أما هو فركن إلى ظل رق الحبيب “سهرت استناه واسمع كلامي معاه, واشوف خياله قاعد جنبي”.
4
مرة علم انها ستخطب لمحمود الشريف، فغضب وهرول لرامي ليخبره بما حدث، ولأن الاخر مثله فتأثر أولا ثم عاد لطبيعته، طالبا منه أن يتركها تختار، لو كان يحبها حقا كما فعل رامي الذي فهم الحدوتة منذ زمن بعيد فتزوج وفارق، حتى يستطيع أن يبدع وينسج عذابه شعرا يأنس به.
5
“من كتر شوقي سبقت عمرى” ترددها بتبختر وهدى، وتعيدها في تجل مع اللحن الصاعد الهابط “وشفت بكره والوقت بدري” جملة أخاذة عذبة، قل ما تشاء لا وصف يوازى او يشرح “وايه يفيد الزمن مع اللي عاش في الخيال” وطالما لم ينعم عليه الزمن بالوصال تركها تصل من تحب وعاش هو في الخيال.
6
لحن هو لأخريات، أسمهان “إمتى هتعرف إمتى” والطيور وفرق مابينا ليه الزمان, ولليلي مراد “قلبي دليلي” التي قد يظن البعض من فرط الحيوية والرشاقة بها أنها من صنع عبد الوهاب، ونجاة على وغيرهن، الا انها بقيت في قلبه “هجرت كل خليل لي وفضلت عايش مع روحي” فاستسلم عن طيب خاطر، أما هي فكثيرا ما أراها قوية قاسية، كيف ترفضه هكذا وتقصيه حتى ينتهى به الحال بعد ان كان مسئولا عن فرقتها لعازف بها،ثم يتحدثون بعد ذلك عن تركها كرسيه فارغا ورائها تخليدا له.
7
“وفضلت أفكر في ميعادي واحسب لقربه ألف حساب” لم يلحنها بل تنفسها وصولاً “من فرحتي بدي اتكلم وأقول حبيبي مواعدني” ربما كانت هذه أمنيته الوحيدة التي لم ولن تتحقق .