حسام وهبان
هادئة
تنتصب فى الفاترينة
تنيرها الأضواء
حولها
يتساقط عشاقها الحالمون كالفراشات
يأتون من كل فج عميق
مسرعين
يعبرون الشروخ العميقة فى أرواحهم
يتسلقون أسوار أيامهم
أمامها
الكل سواسية فى الحلم
لا فرق بين ظهر و جلاده
يتحررون من الظلال السوداء حول أرواحهم
………………..
……………….
كان لأبى بدلة زفاف جميلة مثلها
رأيتها فى صورة على الحائط
أمى بجانبه
مات أبى
ذهب إلى قبره وحيدا
أمى تجلس الآن راضية تحت أنقاضها
أنا أيضا كبرت
لى زوجة
أولاد ثلاثة
فى زاوية مهملة من دولاب أمى العتيق
بدلة أبى هادئة
لا شيء من ملامحه
من عطره
فقط بعض الغبار
سيزول ببساطة فى الدراى كلين
بعد عشرين عاما
فى زفاف ابنى الأكبر
سينظر
معجبا بصوفها الانجليزى العتيق
لا أحد يذكر اسم صانعه
وأنا بجوارها معلقا فى جدار
ميتا
…………………
*من ديوان “ما لم يقله أحد عن طوفان نوح” الصادر أخيرا عن دار روافد بالقاهرة