فتحي مهذب
السحرة يجلبون القمر من البرية
فوق الجسر
أنا وحبيبتي ديانا والمطر
تبتلع أعيننا النوارس والمراكب
أنا وحبيبتي ديانا
موجتان من الفضة
تختزلان الضوء والموسيقى
بينما العالم يجر ضحاياه الجدد
باتجاه الأقاليم البعيدة
السماء تفاحة زرقاء
ملطخة بالدم
السحرة يجلبون القمر من البرية
أجلب كنوزا نادرة
من عينيك الحلوتين
قلبك نورس سكران
ويدي رصاصة طائشة
حبيبتي ديانا
لم يبق أحد في القلعة
ذهبوا جميعا باتجاه المحيط
مخلفين حفرا عميقة من النوستالجيا
أصواتا تبني أعشاشها في شجر المخيلة
أنا حزين جدا يا ديانا
لأن الموت يناديني
من أعلى التلة
حيث شجرات الصنوبر مسكونة
بالعتمة وبوم الدوق الكبير
حيث الفراغ
يحمل مسدسا أشيبا
ويهدد الحشود
أنا وحبيبتي ديانا والمطر
فوق الجسر
حيث تمطر الهواجس
على مدار اليوم
ننتظر سقوط ملاك
من درب التبانة
ننتظر سلما طويلا من النواقيس
ننتظر أن يفتح باب الله الأعظم
ننتظر مسكنا آمنا في قلب الأبدية
الصلاة والمحبة والسلام.
**
السيجارة المغشوشة
كان يوم يشبه الأيام الأولى في الحرب التي تدور رحاها بين البشر أو بين الحيوانات الضارية في الغابات السحيقة.
عربات الغيوم المتدافعة تكاد تسحق رؤوسنا لفرط دنوها من الأرض. الشمس مختبئة في نفق سماوي كما لو أنها أرنب مذعور يطارده ثعلب تخلى عن وجاره منذ يومين.
الناس يسرعون في اتجاهات شتى
لقضاء حوائجهم.
ضجيج أبواق عربات الإسعاف.
غربان شريرة تتقاتل فوق أعمدة التليغراف.
دخلت أنا وإبني الذي أضاع عقله في كثافة اللامرئي.
في أمكنة مستدقة خارج أطر المحسوسات.
كما لو أنه إبرة في كومة قش.
كان باب مستشفى الأمراض النفسية والعقلية الخشبي يشبه باب قلع مهجورة لسمكه ومتانته والنتوءات التي تكسو مظهره الخارجي.
– إبني يردد بنبرة شفيفة : أنا موسيقار عظيم
أنا إبن باخ الألمعي.
-نعم أنت موهبة عظمى جادت بها السماء مرة واحدة.
ثم شرع يدندن ويضرب صدره بأطراف أصابعه.
فجأة يتوقف.
يطلق عينيه مثل فراشتين مرتبكتين وراء طابور من المجانين ينتظرون دورهم ليلتحقوا بالعيادات الخارجية .
– جمهوري هبط من عطارد ليلة أمس.
لقد قلبوا لي ظهر المجن.
أطاحوا بعرشي وشردوا بطانتي. – أنظر يا أبي ثمة شبح مسلح يحاول قتلي.
أسد بطول مترين ونصف وبسيقان ستة ورأسين توأمين
يحدق في عيني.
– تف سأقتلك بلكمة واحدة أيها الجرم القذر.
سأحرر العالم قريبا.
كنا نواصل السير متجهين إلى قسم ابن الجزار حيث سيقضي أياما تحت رعاية طبية مكثفة
في منتصف الطريق اعترض سبيلنا أحد المجانين.
يبدو كما لو أنه هيكل عظمي فر من معتقل نازي.
عيناه لا تنظران إلى العالم الفيزيقي بل إلى ما وراء الأشياء.
يضلع في مشيته كما لو أنه آلة مفككة.
بادرنا بالسؤال.
-هل من سيجارة يا عمي.
-ناولته واحدة.
أشمس وجهه لبرهة ثم إنطفأ.
-هل أنتما ذاهبان إلى القمر
رد إبني متوترا :
-نحن متجهان إلى فرج أمك الكلبة لجز طبقات القطن الكثيفة.
– قال المجنون بلهجة ساخرة.
-ليس لي أم إطلاقا
-أنا نزلت من السماء مباشرة
– هانذا في المستشفى منذ أشهر أربعة.
لم أدخر وسعا في البحث
عن العصابة التي إختلست ثروتي الطائلة.
-هل عندكم مسدس؟
-أرجوكم ساعدوني على إدراك الحقيقة.
-لكزه إبني مزمجرا : إليك عنا يا ابن العاهرة .
سمعنا خواره يتداعى خلفنا.
واصلنا الطريق إلى قسم ابن الجزار.
-قلت لابني: ستنعم بإقامة طيبة هنا وتنال حصتك من ثمار الموسيقى العذبة.
ثم تمتمت كما لو أني أمام محكمة التفتيش أيام القرون الوسطى.
عقلك في حاجة إلى صدمة كهربائية ليتماسك ويقف على قدميه مرة أخرى.
ليعقل أشياءه المجردة.
ويستوي على سوقه.
ثم قلت بنبرة مبحوحة:
– أنت موسيقار كبير يا إبني.
-شكرا أبي.
لما بلغنا قسم ابن الجزار إستقبلتنا ممرضة ضخمة مثل جاموس
رحبت بنا ماسكة ملفا طبيا بين يديها
– قال إبني المختل :
– أنظر إنها تحمل رضيعا وراء أليتها.
-ليس رضيعا يا عطارد
إنه جزء بارز من إليتها يشبه الحدبة.
وضعت نظاراتها على الطاولة
حدقت في هيئة إبني الملفتة للنظر.
– قلت: إنه شقيق باخ الأصغر.
موسيقار عظيم في حاجة إلى مكان هادىء ليؤلف ويبدع.
-نعم هذه قاعة أوركسترا.
– نعم سيبدع كثيرا.
هكذا قالت مشيرة برأسها بأنها استوعبت كلامي.
وفي هذه اللحظة بالذات طوقنا حشد غفير من المرضى.
كل يرغب في الحصول على سيجارة.
وضعت إصبعي في فمي.
كما لو أني أحمل سيجارة فاخرة
ثم توجهت إليهم قائلا :
انتظروا قليلا سأمنح كل واحد منكم سيجارة.
إصطحبت الممرضة إبني إلى سريره الملكي ليبدع ويتخيل ما شاء له ذلك.
وعلى غرة هاجمني أحد المرضى
وكاد يقطع إصبعي ليدخنه بنبالة أحد قياصرة الروس.
سحبت إصبعي بقوة ولذت بالفرار تاركا إبني الموسيقار الفذ في هذا المعتقل المليىء بأشباه البشر.
وغالبا ما ينتابني شعور ممض ومثير للغثيان.
قد يقطعون أصابعه المتجمدة متخيلين أنها سجائر فاخرة هبطت عليهم من السماء السابعة.
**
المشرحة
السماء كثيفة السحب مع زخات من المطر المتقطع.
الهدوء المطلق يخيم على المستشفى الذي يبدو كما لو أنه مقبرة مهجورة.
عدد من طيور الكراكي تعبر السماء بشكل هندسي محكم.
تطرق الباب الكبير إمرأة مسنة مشيرة إلى الحارس بأصابعها المتجمدة التي تبدو مثل أصابع هيكل عظمي .
تعقد صفقة سرية مع الحارس بأن يحملها إلى المشرحة مزودة بكيس من الدقيق قصد تحريكه بأصابع أحد المتوفين الجدد.
-قالت العجوز : هذا لا يستدعي الكثير من الوقت.
مقابل نصيب من المال لا يستهان به.
قال الحارس مضطربا: المهم أن نتفق على المبلغ.
قالت : بالتأكيد.
قال الحارس : إنتظري قليلا ريثما أجلب مفتاح المشرحة.
وعلى بعد أمتار قليلة يقف صديقه الحارس الضارب في الطول مثل صنوبرة في حديقة عمومية.
أحاطه بكل التفاصيل.
غير أن صديقه أعلمه بأن المشرحة اليوم خالية من الأموات.
قال الحارس الذي خفق قلبه بمجرد سماعه لإبرام الصفقة المالية.
-عندي خطة يعجز عن نسج خيوطها الملعونة كبير الشياطين.
قال صاحبه بتوتر شديد: وما هي؟
-إذهب إلى المشرحة حالا وتمدد
كما لو أنك فارقت الحياة منذ قليل.
-تأمر صديقي الداهية.
تسلل مثل البرق إلى المشرحة .
فتح أحد الصناديق الفارغة وارتمى داخله كما لو أنه جثة هامدة وظل الصندوق مفتوح الغطاء بينما يعج المكان بروائح الجثث المتعطنة.
المشرحة تتوسط ربوة مسيجة بأشجار كثيفة حيث الظلمة لا تفارق المكان المسكون بالأشباح .
إصطحب الحارس تلك العجوز الشريرة بعد تمام الصفقة وحصوله على الكنز.
فتح باب المشرحة. دخلت العجوز حاملة كيسا ممتلئا بالدقيق.
ظل ينتظرها أمام الباب.
نظرت العجوز يمنة ويسرة مستعينة بعكاز المخيلة على إنجاز المهمة الصعبة.
الحارس ممدد عيناه مرشوقتان إلى الأعلى أصفر الوجه لا حراك به
كأنه ميت يسبح في عالم الماورائيات.
وعلى غرة أخرجت العجوز كيس الدقيق لتحريكه بواسطة أصابع الميت حسب معتقدها الأسطوري يكتسب الدقيق قوة خارقة لتدجين الأزواج ذكورا وإناثا وامتثالهم المطلق لكل الإملاءات الزوجية وعدم الإعتراض على أي شيء.
ما إن أمسكت العجوز أصابع الحارس المتقمص دور الجثة وفركته بقوة حتى أطلق صرخة مدوية تكاد تشق فضاء المشرحة.
فجأة تهالكت العجوز على وجهها مفارقة الحياة. حينئذ قفز الحارس من صندوق الأموات مثل أرنب بري مناديا زميله الرابض أمام الباب محيطا إياه بموت العجوز الفجئي.
**
الصيف القادم
** الصيف القادم
ستتسع دائرة الشيب
في رأس الفزاعة.
***
على حبل الغسيل
قمر يرتق
ثوب الأرمل.
***
يا للسعادة
فراشتان ترتقصان
على إيقاع مياه الجدول!.
***
يا للطبيعة!
عن شريك
تنادي الإوزة.
***
يا للروعة!
آذار يخفي أدوات الزينة
في جناحي فراشة.
***
رضيع;
غيمة تتدلى
مثل نهد طازج.
***
أمام الكاتدرائية
ملاك وشيطان
يتفاوضان بالإشارة.
***
القميص
الذي يلبسه الغراب
من تصميم الليل.
***
تناكحي يا طيور
عينا الفزاعة
ملطختان بالذراق.
***
الحصان النافق
بدمعتين يتذكره
المزارع العجوز.
***
ثمة مؤتمر
بالجوار
يا لفصاحة طيور الغاق!.
***
تبا للحياة الزائلة
الأقحوانة والفراشة
سترحلان قريبا.
***
ربطة عنق-
جرعة من الموسيقى
لتصير فراشة.
***
يوم غائم
بحنجرة مبحوحة
كما لو يسأل الدوري عن الشمس.
***
صلاة الجنازة
تسبق المشيعين إلى المقبرة
شمس آذار.
***
في صندوق البريد
لاجىء مذعور
العنكبوت.
***
آخر الربيع
تمضغ الشمس شعري الأشيب
طوال اليوم.
***
تحك أطرافها
غير مبالية بشيء
ذبابة في جنازة.
***
جيئة وذهابا
ينتهك مجالنا الجوي بعوض المستنقعات.
***
كم أشقاك
نوم الموتى الأبدي
يا أزهار المقبرة
***
الأقحوانة الميتة
لم ينتبه لجثتها
غير البستاني.
***
مع كل قطرة ماء
يودع الصنبور
نهارا حافلا بالجريان.
***
إلى الإسطبل
ينقل الضوء
الحصان العجوز.
***
أمام المدفأة
الحيطان تشاركني
السهر.
***
لم تمتع بالشباب
الأقحوانة التي دهستها
حوافر الحصان.
***
احتمي بالحائط
أيتها النملة
من هنا سيمر سعادة الحصان.
***
يا للقيظ
الشمس تحتكر جميع المقاعد
في الحديقة.
***
بعناية
يمسح زجاج نظاراته
فاقد البصر.
***
جندي
يطلق دمعتين
على جثة.
***
وحده
يغني طائر الكروان
في المقبرة.
***
يصرخ عاليا
اهبطي أيتها النجوم
لا أحد معي البيت.
***
لم تمطر منذ أيام
-حزينة جدا
مطريتي السوداء.
***
ماذا لو نتقاسم
أعباء هذه الرحلة
يا صرار الليل؟.
***
مصيرنا واحد
أيتها الشجرة الهرمة
لكن مجبرون على الوقوف.
***
من البحر
يقترب القمر كثيرا
لحراسة اللاجئين.
***
من منقاره
يسقط ضوء اليراعة
طائر الوقواق.
***
سنتوج بالفراغ الذي لا يبلى.
ترجمة الدكتور يوسف حنا فلسطين .
لماذ يسقط من فمك سمك نافق؟
ومن عينيك رأينا منامات الليلة الفائتة.
حيث ملابس الروح معلقة على حبل الهواجس.
سننقذ النهار من براثن التتار
سننقذ إوزة التفكير من ذئب الجنون
سننقذ مرآتك من خشخشة طائر العقعق
لا تخفوا قمر الشاعر في الإسطبل
ستطلع الشمس من قبعة المهرج
والذين دموعهم من ذهب
سينتشلون الغرقى
وفي الكنيسة مراكب مليئة بالقمح والنبيذ
لم يرنا يسوع آخر الأسبوع
دفنا أمنا أسفل البئر
يتبعنا نسر أسود ومعزون من القرون الوسطى
نهارك ضرير يركله سائق الباص
سمعت يدك تبكي في الخلوة
يدك مطر ناعم وموسيقى من الأرز
سمعنا أجراسك المكسورة في عز النوم
حبيبتي شجرة اللوز
سيمنحك المشنوق كأسا من الشمبانيا
لا تدلي الغراب على ديدان القلق المعرفي
سننقذ الضوء من المشنقة
الوردة من رائحة السحرة
نطرد اللصوص من غابة رأسك المهوشة
أيها الراعي أنقذ شياه مخيلتي من الذؤبان
ربما تكون الريح جديرة بالحكمة والتاج
ربما يهاجم ظلك سلاحف الشك
ربما يستيقظ شقيقك بأمطاره الحزينة
ينقذه الفلاسفة آخر المساء
بحبال أسئلة طويلة.
قلنا : البنادق نساء سمراوات
العميان يقطعون أصابعهم في المستشفى
النادل شجرة مريضة
والجلاس متوحشون جدا
سأقاتلهم هم وأشباحهم في حفلة التأبين.
ملأت البراهين بمياه المخيلة
أنا أعزب والطبيعة عزباء
علينا أن نتزوج ونعبر الجسر
لا يهم أن يكون العالم مليئا بالجواسيس والثيران
قلت للبابا في حفل زواجي : كن شجرة.
وآزرني الصليب في قاع النهر
الخيول تجر ضريحك في الجو
جسدك قرية مكتظة بالأسلاف
أيها العابر بسيف من الغبار
سنرضع حليب الأبدية ونتآخى
سنتوج بالفراغ الذي لا يبلى.
**
صانع الحياة
حجرة قذرة مخيفة مليئة بصور مخلوقات غريبة. ملائكة تجر عربات حديدية ملآى بشواهد القبور , حيوانات برؤوس بشر , وطيور لها سيقان زرافات, وأجنحة غزيرة غريبة ,وهياكل عظمية متنوعة.
فاجأته وهو غاطس في خلوته يتفحص جمجمة من العسير جدا الوقوف على حقيقة إنتسابها لأنثى أم لذكر .
لم يتجاوز العقد الثالث طويل مثل حبل المشنقة. نحيل وأحدب كما لو أنه الكونت لوتريامون في حفلة جنائزية مريعة.
لا تيأسي يا جمجمتي الغالية. سأنفخ فيك من روحي وأعيدك إلى عالم الكون والفساد.
لن أطيق موتك وسكونك ولا شيئيتك الآهلة بصفير العدم.
أنت جديرة بوجه إلاه أبدي لا يقهر.
كان يرتدي قناع شيطان رجيم.
دفن ساقه اليمنى منذ انتحار ساعي البريد في الكاتدرائية المجاورة . صنعوا له ساقا خشبية تشبه مجذاف قارب فرعوني.
ها هو يتمتم وتحلق كلمات غامضة في الحجرة تطفر مذعورة من شفتيه المتورمتين.
ح ي ا ة . ح ي ا ة . ح ي ا ة .
ع و د ي . ب . إ ذ ن ي . ب . ق و . ة . س ح ر ي .
وضع الجمجمة في إناء نظفه بفرشاة أزال طبقة الغبار الذي يطوقه ألصق عينين نابضتين في محجريها إختلسها من جسد إمرأة حديثة الموت.
لاتنسوا أنه كان مولعا بنبش القبور وسرقة أعضاء الأموات.
لم يكن يتاجر بها بل كان يخبئها
في ورشته المعزولة في دوارق من السيراميك.
رائحة الدم والجثث والفناء تضفي على المكان ميسما تراجيديا عميقا.
وضع مكان أنفها أرنبة أنف مهرج سفسطائي. وأدخل طاقم أسنان في فمها الأدرد. راسما بالقلم الأسود حاجبين رقيقين. واعدا إياها بزرع شعر غجري آسر الأسبوع القادم.
كان ضوء المصباح خافتا جدا.
تتسلل عناكب عدمية من عينيه الغائمتين. وإيقاع أمواج متكسرة تضرب قارب هواجسه الكثيفة.
الآن إنتهى كل شيء . الآن أتممت عليك نعمتي وعما قليل ستعودين إلى الحياة. وكذا نتخلص من شأفة الموت والخراب.
الأشياء الجميلة لا يجب أن يطالها الفناء في ملتي واعتقادي .
الموت هو ذئب مخصي يعدو وراء ضحاياه منذ البدايات.
أنا صانع الحياة وباعث الموتى من الأجداث.
أنا الإلاه الذي سيسر العالم من فتوحاته الخارقة.
**
الضرير الذي يبصر بالموسيقى
مضطر لاضطهاد ظلي ورشقه بالحجارة.
جاسوس يتبعني على أطراف أصابعه.
كلما تختفي الشمس.
يأكله الفراغ مثل شطيرة بيتزا.
مضطر لإفراغ مثانتي
وقطع أحبال الفوبيا.
لأحرر القبطان الذي خسر أمواجه في قاع النوم.
مضطر لاكتشاف المركب الذي إبتلعته مياه رأسي العميقة.
البنادق جائعة والفهود تعتلي قامتي.
يزهر الموسيقيون في حديقة المخيال.
وفي دمي يرفرف نورس سكران.
مضطر لاستدراج النسيان إلى شرفة جارتي العدمية.
العالم مبولة والموت هو الفارس الفصيح.
سنطعم الوردة مزيدا من الضوء.
ليمطر البستاني
ويفرنقع المعزون
نخذل الجنازة بالموسيقى.
نملأ الوراء بالمصابيج.
مضطر لمناداة القردة
لبعثرة السائد والبدهي.
أنا أسد صغير يعض صورته في المرآة.
في الكواليس يجر أشلاء الكلمات.
كلما صحوت نمت.
كلما نمت صحوت.
كم كان مرا غناء الثعلب في المبغى.
مضطر لأنام مطوقا بستين مترا من الجنون الخالص.
لأختلس اللوز من جنائن اللاوعي.
أعزي الذي إختفوا مثل صحون طائرة في عمودي الفقري.
أعزي الثعلب الجائع والشجرة المليئة بالغيوم.