الذي نفسي به حبلى

موقع الكتابة الثقافي art 31
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
محمد شاكر
قَد لا تُرى’ في الحُضورِ
ولا تَأْفُل ششضفي الغِيابْ.
تكون وحْدك ..في صخَب غَفير؛
وكثيرُك 
يغرق صمْت كَسير.
كأنك لسْتَ في الجُلوس،
ولا أنتَ في الوقوف،
على بابِ العِتاب.
ماذا بعْد الحُضور، الْخَفِيِّ
والغياب،الظاهِر لِلْعِيان. 
إذ تمْضي بكَ الرّيحُ،
مِن غير ذَهاب ولا إيّاب..؟
هَبْ أنّك حاضِر..
ولا شَدْو روحٍ،
ولا وَقْعَ لِلْخُطى،في مَساءِ الغابِ..!
هَبْ أنَّ القلبَ أنٰكرَك، 
مَن يَقود خُطاك،إلى خيْمة الغِياب..؟
كأنَّك لستَ مِن هُنا،
ولا مِن هُناك؛
لولا أنَّك تَسْتهدي بِحَنينك القديم.
كأنّك غائِب،في الشُّروخ
وبعضُ المَرايا،
تُمَوِّج عُبورَك الْمُسْتاء..في الكُسور.
كأنَّك حاضِر،
ولا يُسمِّيك سِجِّل الوقت،
في جَوْقة الأسْماء..
وبيْن السُّطور..
والأصْلُ،
ربَّما أنتَ الذي..
على شاكِلة العابِر،اليوْمي ؛
لا تَسْتَهْلكك النُّسَخُ.
تُرمى في سَلَّة الوراء..
بَقايا قُـشور.
نِكاية في الأصْل،
تَرْتَدي أَلْوانَ الطيٰف، 
لِحاجَة في نفْس الْمَسْتور.
مَن أنتَ أيّها الأصلُ..
في أفُق الرُّؤيا، لا تكادُ تَبين..؟
قَدْ لا تُشْبِهُني،
موغِلأ في غُبار الوقْت..
وغِواية النَّشيد.
مَن أنتَ ،أيُّها الأصلُ.. 
اِخْتلطتْ عليْك الأحابيلُ؛ 
ما عاد يُرى
بالرُّوح المُجرَّدة..
في سَعْيِك الدَّؤوب…؟
مَن أنتَ أيّها الأصلُ…ما تكونُ..؟
في اسْتِحالة الثَّبات،
على آصِرة ..
أوْ صورة مُثْلى.
ربما الأصلُ..ذريعَةً،
تَدْفَع عَنْك، هَوْلَ الخَواء..
في انْمِحاء السِّيرة الأولى.
ربّما الأصْلُ..
ما تَداعَى مِن آدَميَّتِك المُثْلى،
واغْتالَتْه الظِّلالُ.
الأصْلُ ..
قد يكونُ البِداية الواهِمة؛
في مَسافة، طالَها النُِسيانُ..
في الطبَقات السُّفلى.
الأصْلُ..              
ما تُرمِّم نُثارَه الآنَ على طَريق التّيهِ،
حتى إذا اسْتَوى،
لا يُشْبِه ما تَوخَّيتَ،من دارِس الذِّكرى..
والذي، بِه نَفسُك حُبلى.
                                

مقالات من نفس القسم