في عروقه تجري دماء زرقاء ونظرة عينيه لا يخطئها ملم بالفراسة، لا يتزوج إلا من جلدته ولا يرثه إلا من خرج من نفس البيت.
لذلك على مدار سنوات وسنوات طويلة، كان الزواج من الأقارب والانتقاء في أعلى صوره وأشكاله؛ فتراكمت التشوهات عبر أجيال وأجيال….
هكذا وقف أمام شعبه، يتباهى بشجرة أصله وحقه المتوارث وجيناته النقية، والتي أورثت بدنه تراكم العيوب الخلقية، يفاخر بإصبعه الزائد وشفته المشقوقة ولسانه الملتصق بالحلق وعينه الحولاء وأنفه الأفطس وصواني أذنيه الضامرين ورقبته ذات الزوائد الجلدية وصدره المخروطي الضامر وبطنه المترهلة المريضة وساقيه المعوجتين الرفيعتين وقدميه المنبعجتين للخارج وعضوه المختون من قبل الملائكة بفتحة بول في قاعدته بدلا من قمته وخصيته الوحيدة المتضخمة والمنتفخة بالديدان……
لم يخطر بباله أن يخرج عليه ذلك القزم، بظهره ذي الحدبة ويقسم أنه أحق بالملك، والمستندات والأوراق الرسمية والعرفية تؤيده وعلم الرجال والأنساب في صفه، راكم تشوهات أكبر فنسبه هو الأنقى، حتى أن جد جده قد تزوج من نفسه، دون حاجة لأنثى وكذلك قد فعل جده، روايته هي الأكثر تواترا….
وقف يستعرض عينيه المغممتين بالبياض وعظم وجهه المتراكب كمسخ وأنفه المسطح بفتحتين مائلتين وفكه المنسحب للخلف عقلتين وأسنانه الكبيرة، البارزة، المتداخلة، جذعه المنكسر وقامته المعوجة وظهره المحني، لسانه الألثغ ولغته الملحونة….
غير أن المباهي الأصلي الأول، أثبت جدارته وكرامة أصله وتفرده، تحامل على ساقيه الهزيلتين المعوجتين وقفز على غريمه، المباهي بحدبته، غرس قواطعه الحادة في عنقه ومزق شريان الرقبة وترك الدم يندفع كالنافورة….
وسط الصياح وقف بين شعبه بدماء تقطر من فمه وتسيل من بين أسنانه المسوسة….
وقف يباهي بشجرة نسبه وحقه المتوارث وجيناته النقية، ومعجزته، إصبعه الزائد ورقبته ذات الزوائد الجلدية وخصيته الوحيدة المتضخمة والمنتفخة بالديدان، حدبة ظهره واعوجاج عموده الفقري، لسانه الألثغ ولغته الملحونة وذيله الطويل المشعر