طارق هاشم
تسألني رفيقتي
لماذا لا تكتب
إلا عن المآسي
فأقول لها
إن الحياة مأساة كبيرة
نسي واضعها
أن يكتب النهاية
أعدّ ملف الشخصيات
ودرسها جيداً
ثم أسند لكل ممثل دوره
من يومها والكاميرا تدور
دون توقف
إلى هذه اللحظة
يخرج البطل صباحاً
ولا يعود إلا حزيناً
في كل يوم تنتظره النجمة
على حافة السماء
فيأتي مهرولاً
فقط
ليرمقها بعينيه الصافيتين
قبل يومين سألته النجمة
إلى متى ستبقى حزينا
فأجابها في ذهول
إلى أن ينتهي الحزن
في المساء يأتي الناسك
ومعه كتابه المقدس
وصورة لامرأة كان قد أخفاها بداخله
ربما أحبها في الماضي
وحرمت عليه حين دخل الدير
إلا أنه يومياً ينظر إلى صورتها
وتكاد دمعة تفر من عينيه
لا يراها
ولا يشعر بها أحد سواه
هكذا دائما فى المدينة الساكنة
عادة ما ينام الطيبون على مرايا جراحهم
بينما تنامين ملء روايتي
الرواية التي لم أحكها لأحد قبلك
فقط حبستها بين خلاياي
ربما ترمم روحي
روحي الناجية من أسر نظرتك
اللانهائية
أريدك أن تعرفي
أن الحزن ليس في المأساة
بل فيما يتحمله راويها
فاعذريني
حين لا ألقي الصباح على أحد
أو أعبر الشارع
دون أن ألتفت باسماً
للودعاء الطيبين في طريقهم
إلى المذبح
أو ألقى القمامة على رجل نائم
دون أن أدري
ثم أعود خجلاناً
فأعتذر له
ثم أترك له ورقة فئة الخمسة جنيهات
كنوع من الإحساس بالذنب
من يومها
وأنا لا أعرف إلا المأساة
كأني ابن شرعي لوليم شكسبير
أو شبحاً كان قد استأجره هوميروس
ونسيه في الإلياذة
نعم
أنا سجين الإلياذة
أوجدني هوميروس
ولم يحدد لي دوراً
فأصبحت معلقاً كالخطيئة
فلا تغلقي المأساة حتى لا تخسريني
سأضيع مؤكداً في زحام الآلهة
أخرجيني
كي لا أموت وحيداً
في الصفحة الأخيرة