الجهنمية

hagar mostafa gabr
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هاجر مصطفى جبر

من يجعل العابرين يرون طيفك؟
……
طقس صباحي هو الحيرة؛ أتصفح العناوين لأختار كتابًا يرافقني. أخرج بعضها… أفتح آخر ورقة من الكتاب، فدومًا أسجل مكان وتاريخ الشراء، ثم توقيعي!
هل أمنحه تاريخ ميلاد، أم أمنحني سلطة التوقيع على عمل ليس لي، لكن إحدى نسخه صارت ملكي؟ هل التملك ما يدفعني؟ أم رغبة توثيق أنثوية، كما توثق المرأة تاريخ الرجل الذي أحبت: أول لقاء… أو لمسة… أو قبلة… أذكر صديقة كانت توثق تاريخ رجالها بدقة يفتقر إليها البحث العلمي…
ربما نصيبي من التوثيق ادخرته للكتب، فهي خير وأبقى.
أخيرًا، وضعت “القرار الأخير لنجيب محفوظ” بحقيبتي. هل اخترته، أم عنوانه حتمه علي؟

بالمصعد أبدأ القراءة. أين تلك القبلات المعلقة بالمصاعد؟ هل أنا من بدّلت بالكتب الرجال!
أغلق الكتاب لأعبر الشارع، وأنا أردد آخر جملة بالصفحة: “ولكن لكل حكاية نهاية سعيدة”!!
من أين لك يا محفوظ هذا اليقين المزيف؟
… أدخل من بوابة الجامعة، فأتركني بالكلية داخل الكتاب. قدمي تحفظ الطريق، وأنتبه لحركة الكتف التي تسقط حقيبتي المعلقة على ظهري، فأعلم أني وصلت لشجرتنا الحمراء… يكره الجميع الجلوس تحتها لتساقط أوراقها بشكل دائم، لكننا لهذا السبب أحببناها. نأخذ ورقتين لنضع علامة لكتبنا المغلقة عند اللقاء… نتبادل كل شيء، إلا الغزل!
نتكلم بصوت عالٍ، لنغطي على تلك الأصوات الصادرة من نظراتنا، أو التقاء أصابع عند تبادل الأشياء، مع تعمد الشرب من ذات الموضع، واقتسام طعام لا يقبل القسمة!
أحكي لك عن عائلتي، وشقاق داخلي وتماسك ظاهري؛ عن عادات وتقاليد وطقوس؛ عن تمرد… عن عشق هو ملكك، لكنه يقدم كمشاع…
تسمعني…
تعلق…
لا يليق بك سوى الإصغاء. لم أجرب التمرد عليك إلا مرات… تغفرها، وتعلم جنوني الدائم.
اليوم بكيت بين يديك. كنت أشتاقك، ولا أعلم كيف يكون البوح. كانت دموعي تجري في خطوط واشية… كنت تتأملها كقارئ…
صوت ساعة الجامعة يجبرني على تركك… بالمحاضرات المتتالية يكون طيفك حولي، يحضر لي قلمي كلما سقط.

………………………………………

*الجهنمية: نوع من شجر الزينة، لون أوراقها أحمر، تتساقط أوراقها طوال العام.

مقالات من نفس القسم

علي الدكروري
تراب الحكايات
موقع الكتابة

المارد

amr al batta
تراب الحكايات
موقع الكتابة

الهانم