فتحي مهذب
ناداني تمثال باسمي..
كان أبي يطعمه خلسة
كلما زار المتحف..
يقلم أظافره..
يرشه بعطور نادرة جدا..
يسمعه مقاطع مذهلة جدا
من قصائد صلاح فائق..
لشحذ خياله البرونزي..
أحيانا يمنحه تذكرة سفر
ليكسر إيقاع الرتابة
ويزور غابات في مدغشقر
ويدردش مع قردة الغوريلا
ثم يقبل جبهته البرونزية
مثل ابن بار ..
أحيانا يدس في جيبه
عملات أجنبية
وقطع شوكولاطة..
تدوي ضحكته المجلجلة
حين يخاطبه:
سيكون لك شأن عظيم..
يا ابني الأثير
مات أبي مختنقا
بزخات ذكريات حرجة..
ظل التمثال يبكي
طوال الوقت..
حد ذبول عينيه الضيقتين..
يتنهد في خلوته..
لم يعد يتكلم
صار ضريرا
مسمرا في مكان حالك..
يعزيه سياح كثر
نزحوا من بحيرة مهجورة..
هاهو يموت ببطء
لم ينتبه إليه أحد.