لا عمق رؤيته كمستهلك ولا كسله كمنتج متفرد للأدب ولا حتى الموروث الثقافي للتسعينات قدر ذلك النزوع إلى قول فقط ما يصح أن يقال إلى الحضور المطمئن لياسر عبد اللطيف، حضور شخص فعلاً متعفف عن ترهات السياسة والاقتصاد وبريء – وسط براثن القتلة المحترفين – من شبهة الاغتيال المعنوي. وعلى الرغم مما اجتمعنا عليه كلاماً وفعلاً من شقاوات، يظل “البِلْد” المهاجر أحد أوضح الدلائل على القاعدة القديمة التي تقول إن الكاتب الجيد لابد وأن يكون إنساناً خيراً. هذا ما أتذكره حين أتذكر ياسر عبد اللطيف وأنا أسمع الموسيقى بالليل فترجع لي قصيدة “جولة ليلة” أو أحد مقاطع “قانون الوراثة” أو أحد النصوص السردية الجديدة… ربما لولا الكتابة لما عرفت ياسر عبد اللطيف، لكنني وقد عرفته حين أتذكره يزيد تصديقي للكتابة.





