الإسكندرية

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 13
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

إبراهيم المصري

لن يُكتبُ إلى جوارِ اسمي: 
إبراهيم المصري ـ شاعرُ الواقعيةِ الجارحة
فتلكَ عبارةٌ تُهمَلُ في العادة 
خلفَ صفٍّ طويلٍ من الأصنام
وأنا وقحٌ إلى الحدِّ الذي
أنظرُ فيه إلى الأصنامِ نظرةَ ساخرٍ
يكتبُ الشَّعرَ ليكشطَ الجروحَ الميتة
ويفتحُ أخرى مُثارةً بالدم
وأنا سَكندريٌ على سبيل المثال
أكثر من كفافيس ومن الإسكندرِ المقدونيِّ ذاتِه
رغم أنني لا أحتفظُ من الإسكندريةِ سوى
بمزقةِ بردٍ مشبَّعةٍ باليودِ على عنقي
وحين أدفعُ المناظرَ إلى أقصاها
من فندقِ سيسيل أو من فندق المنتزه
أخلقُ شجاراً دموياً بين سائقي الميكروباص على الكورنيش
ولا يهمني
ما إذا كان الشجارُ فحوى ثقافةٍ بعينين زرقاوين
كما نتحدثُ نحنُ دائماً عن أساطير
تعبرُ البحرَ الأبيضَ المتوسطَ ذهاباً وإياباً بالجثث
وبالعودةِ إلى الواقعيةِ الجارحة
أضعُ الإسكندريةَ في جيبي غَضباً
لا يخفِّفُ منه أنها زحامٌ من ملايين الأحلام
وأكتبُ عنها قليلاً من الغرامِ الذي
لن يعيد صيفَ الستينياتِ ولا السبعينياتِ إلى ميامي
حتى وإن تناثرت صورُ الأبيضِ والأسود
على جانبي الذاكرة
بما في ذلك
صورة أتوبيس 25 من سيدي بشر المترو إلى المندرة بحري
ماراً بشارعِ خالد بن الوليد
قبل أن يصبحَ سوقاً رائجةً للتسكِّع الصيفي
وكنتُ سأمشي كما مشيتُ دائماً
من المندرة بحري إلى محطةِ الرمل
وكأنني أقطعُ الزمنَ والكورنيشَ بدماغٍ صبيٍّ
فاجأه البحرُ فتجمَّدَ على شاطئِه الرملي
كسمكةٍ ميتة
وبهذا
أكون شاعرَ الواقعيةِ الجارحة
وسَكندرياً أكثر من كفافيس والإسكندرِ المقدوني ذاتِه
وشاباً غادرَ الإسكندرية
وحينما يعودُ إليها
يراها تغرقُ عاماً بعدَ عامٍ
كمدينةٍ من ذهبٍ
في الواقعيةِ الجارحة.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم