عــلاء عـزمـي
بلا شك ستكون من أصحاب الحظ التعس، إذا ما ساقتك الأقدار يوماً لمشاركة حسن عبد الموجود في مشاهدة مباراة للشياطين الحمر أو لمنتخب الفراعنة. بينما ستتيقن حتماً أن عليك “ندر” لم توفه، إذا صاحبته لمتابعة مباراة لغريم الأهلاوية التاريخي، الزمالك..
مهما كنت مغرماً أو متعصباً أو حتى مجنوناً بسحر الكرة والمستطيل الأخضر، ومهما كان شغفك واهتمامك بالمباراة أو بفريقك الذي تشجعه أو بذلك الذي تكرهه وتحقد عليه، فالأمر لن يحتاج سوى دقائق معدودة ليتحول نظرك تلقائياً، ومن دون أدنى مقاومة، عن شاشة التلفزيون، حيث يركل اللاعبون “الجلد المدور” في معركة السرعة والقوة والمهارة، للتركيز في مباراة أمتع وأكثر حمية وسخونة في عيني صاحب “عين القط”..
ببساطة المباراة ستنتهي من دون أن تشاهدها فعلياً، إما انشغالاً بنشوته بالأهلي، أو برؤيته الراسخة عن الزمالك الفاشل.
في “ميت عقبة”، معقل الزملكاوية، كانت مغامرتي الأولى مع حسن. وحتى تكتمل الدراما لم تكن المباراة للأهلي، وإنما لأصحاب الرداء الأبيض (قبل أن يصبح بمبه) ضد الجونة في كأس مصر الأخيرة. جلسنا في مقهى زملكاوي بامتياز. حسن أبى إلا أن نستقر في الصفوف الأولى!
بعقل مريض تصورت أننا سنتبادل الإفيهات والسخرية والقفشات عن الزملكاوية وفريقهم الذي كان خاسراً مع بداية شوط المباراة الثاني، إلا أنني اكتشفت أن حسن كان في ملكوته الخاص. عيناه تعلقتا بشاشة التلفزيون الضخمة، لم ترمشا إلا نادراً، وبديا وكأنهما زادا اتساعاً وحملقة، بينما كان جالساً على الكرسي بلا حراك تقريباً، في حين تبادل صدره الشهيق والزفير بوتيرة هادئة، وإن اعترضتها أحياناً أنفاس سجارة.
لم يكن يتحدث إليّ، إلا عندما يستيقظ المحلل الفني الكامن بداخله للتعليق على لعبة هنا أو قرار للحكم هناك أو ما شابه. وإذا ما حادثته أنا، كان يرد باقتضاب يفضح عدم اكتراثه بكلامي، وربما بوجودي أيضاً. فوجدتني بلا قصد مشغولاً بردود أفعاله، متجاهلاً المباراة تقريباً، أراقب ابتساماته الغامضة الخاطفة التي ارتسمت على شفتيه عندما أدرك الزمالك هدف التعادل، ثم هدفي الانتصار.
ساعتها، فسرت ابتساماته بأنها رقصة الملكوم من فوز غريم معشوقه. حدثت نفسي بأنها الحسرة، غير أن ما أدركته بعد أكثر من عام ونصف من واقعة ميت عقبة، وكما شرح حسن نفسه، أنها كانت ابتسامات اليقين: “الحقيقية الراسخة أن الحفرة تنتظر الزمالك في نهاية الطريق دوماً.. أنا أرى الحفرة كيقين، وأرى الزمالك يتجه إليها بإصرار، وبمظهر فريسة جميلة”، قالها بنبرة خبير.
لمن لا يعلم، الزمالك شق طريقه في تلك البطولة، تحت قيادة المعلم حسن شحاته، بثبات ودون تعثر يذكر، حتى المباراة النهائية أمام إنبي. لكنه سقط، وفق نبوءة المعلم حسن عبد الموجود، في “الحفرة”، وتبخر حلمه بالتتويج بالكأس، في لمح 10 دقائق قبل صافرة النهاية. ولم يشفع له تقدمه بهدف على المنافس في بادئ الأمر. يشرح حسن مواصفات البطل “الزمالك عكس الأهلي، الأخير يظهر في المواجهات الكبيرة، لكن الأول يكسر الدنيا ويكون ممتعاً لأي شخص لا يفهم في الكرة في المباريات العادية، أما في المواعيد الثقيلة لا يكون موجوداً من الأساس”.
والسؤال: هل يكره حسن الزمالك عل نهج أهلاوية كثر، أم أن ضريبة تشجيع الأهلي تحتم كراهية خصمه “الاعتيادي” ومطارده “التقليدي” في جدول الدوري ولائحة البطولات والكؤوس؟
حسن ينسف الاحتمالين “ليس لدي أي مشكلة مع الزمالك كناد، لكني كرهته بسبب أسلوب الزملكاوية أنفسهم.. في رأيي إن أي زملكاوي في حاجة إلى طبيب نفسي كبداية.. طوال الوقت يشعر باضطهاد وقهر وعنده كل الحق، لأن الناس تمارس عليه ذلك طوال الوقت. لكن الزملكاوي عنده مشكلة أنه لا يشجع فريقه، بقدر ما يعلق أو يفرح أو يسخر لهزيمة الأهلي، وتجده مشغولاً بانتظار تلك الهزيمة رغم أنها لا تأتي إلا على فترات متباعدة جداً.. أنا لا أبدأ بالشر مع أي زملكاوي، أنا أتحدث نتيجة استفزازهم. هم محترفو نسيان، رغم أن الأحداث تتكرر عشر سنوات متتالية (هيه هيه)، ورغم أني أجلس مع نفس الأشخاص، وطوال الوقت يأخذون فوق دماغهم، إلا أنهم يعودون للتحرش بالأهلي بنفس الأسلوب”.. ويجزم بقناعة تامة “ربما الزملكاوي الوحيد الذي رأيته في حياتي متعالج نفسياً، هو صديقي عمر طاهر، لأنه سخر من الفكرة نفسه وكتب (أنا زملكاوي والهزيمة بتجري في دمي)”.
موقف حسن المناوئ للزمالك، ربما يستند كذلك لتراث الخسارة والبكاء على البطولات الضائعة، لدى أنصار ميت عقبة أنفسم. فبحسب معلومة أخبره بها صديقه إبراهيم داود “كان عبد الحليم حافظ وأم كلثوم يغنيان في النادي الأهلي خلال أعياد الربيع، وفي نفس التوقيت كان فريد الأطرش يصدح في نادي الزمالك (عدت يا يوم مولدي.. عدت يا أيها الشقي).. كان يغني ويبكي والزملكاوية يبكون معه”. حسن يحفظ أيضاً عن ظهر قلب مقولة الروائي والصحفي الأورجوياني ادواردو جاليانو في كتابه الشهير “كرة القدم في الشمس والظل”، عن أن “كرة القدم هي مرآة للعالم، وهي تقدم ألف حكاية وحكاية مهمة، فيها المجد والاستقلال والحب والبؤس”، وبالتالي فالأهلي بالنسبة له “هو فريق يقدم لك كل هذه الأشياء التي عددها جاليانو، تعيش معه كل دراما الحياة. فبالتأكيد شعرت بالمجد لو كنت أهلاوياً. أما الزمالك فلا يقدم لجماهيره أو محبيه، في مختلف المناسبات، سوى البؤس”.
المنحى الفلسفي الذي يؤصل به حسن شفقته الممزوجة بسخرية غريزية تجاه الزمالك ومشجعيه، لا يخلو من مشاعر انسانية فطرية، لا إرادة له فيها، مهما حاول اظهار غير ذلك، فيقول بتلقائية “كل هدف للزمالك، هو طعنة في قلبي.. وكل هدف في شباكه، هو قبلة لحبيبة”. فيما لا يخلو الأمر بالنسبة له أيضاً، من نظرة “فلولية كروية” واضحة لصالح الأهلي، بطل ما قبل الثورة (وما بعدها): “على الزملكاوية أن يشكروا الثورة، فقد منحتهم فرصة للتعبير عن الرأي وعن أنفسهم رغم أنه من المفترض ألا يتحدثوا من الأصل”. هو ينوه هنا إلى أن “الناس تمارس طوال الوقت كل آليات القمع والاضطهاد ضد الزملكوية، حتى باتوا الأقلية الوحيدة في مصر، وليس الأقباط أو البوذيين أو الشيوعيين”، مستشهداَ في ذلك بصاحب مقهى بوسط البلد يرفض أن يجلس أي زملكاوي إلا في الصف الأخير، حتى ولو كانت المباراة للزمالك “واللي مش عجبه يتكل على الله”.
حسن يشعر بغيظ شديد عندما “يشم الزملكاوية نفسهم شوية”، مثل فترات تولي العميد حسام حسن قيادة الفريق. كما لا يخفي مرارته ويضرب كفاً على كف وهو يحكي قصة رئيس القسم الرياضي بوشوشة “أعرفه منذ سنوات، وكان يكتب بشكل كويس عن الأهلي، ولم يكن يشير إلى أي علاقة له بالزمالك. وفجأة بعد الثورة، في فترة حسام حسن، لاقيته بيقول أنه زملكاوي وبيشتم الأهلي”.
لا يقبل حسن مطلقاً أن يسخر أحد الزملكاوية من الأهلي، ولو أن أحداً من مشجعي الفريق الأبيض من أصدقائه تسرب (بحسب تعبيره) للمكان الذي يشاهد فيه مباراة للأهلي، سواء في المقهى أو مكتبه بوشوشة، وبدأ في ازعاجه، فإنه يتعامل معه بلا رحمة “فيحرق كالشيطان الذي تجاوز الخط المسموح له، ويتحول لشهاب مشتعل”!!.. روح سحق الزملكاوية عند حسن في السماء السابعة.
لكن ماذا الذي يفعله حسن في فترات الخفوت الأهلاوي النادرة، كما حدث أيام “أربعات الإسماعيلي”، و”تلاتات إنبي” و”انتعاشة التوأم في الزمالك”، قبل الظهور الثاني المرعب للمارد البرتغالي مانويل جوزيه منتصف العقد الماضي؟ – يجيب “لدي قدرة فائقة على الاختباء من الحياة ولا أحد يصل إليّ، وأحيانا أركّب وش خشب أو بلاستيك كما يقولون، ومعناه: الزم حدودك، ولو أنك ستتكلم معي في تلك اللحظة، ستكون هناك مشكلة كبيرة، وعموماً الفترات دي ما طولتش أكتر من سنتين”، قبل أن يحول دفة الكلام للضفة الأخرة “مش زي الزمالك يتكعبل بالعشر سنين”.
إن مفهوم “الأهلوية” عند حسن، وكما يقول مؤمن محمدي، في كتابه (أهلاوي) الصادر حديثاً يشبه الديانة، “أنت لم تختر أن تكون أهلاوياً”. في صغره كان يصلي الجمعة من أجل الدعاء بالتوفيق للفريق “كنت أعتقد أن الله يستجيب لدعائي كلما كان الانتصار على الزمالك أو على فريق كبير”. والآن يبدو حريصاً أن ينتقل غرام الأهلي لغرامه الصغير “صوفي”، فيقول ساخراً “عندي صوفي أهلاوية جداً. ثماني سنوات، بثمانية دوريات”.. ويضحك “هيه أهلاوية عن اقتناع”.
إذا قدر لحسن عدم الاشتغال بالصحافة الثقافية، ولم يتمكن من أن يصبح صحفياً رياضياً كما يتمنى، لتحول إلى أحد أشهر “كابوهات” أولتراس أهلاوي، ولكن مع تعديل بسيط “لن أقوى على فكرة أعطاء ظهري للملعب كما يفعل الأولتراس في مدرجات الاستاد، وبالتالي عدم مشاهدة المبارايات.. سأكون كابو وشه للملعب”.
المفارقة أن حسن ليس من هواة حضور المباريات في الاستاد “جميع المرات التي ذهبت فيها إلى هناك، سواء للأهلي أو المنتخب، لم يفز أي منهما”.. “وشي نحس على الأثنين”. هذه حقيقة لا يخجل منها. إحدى المرات كادت تتحول لكارثة، فالمرض وهو “العفريت الأعظم” الذي “ينغص” على حسن “عيشته”، أطل برأسه بقوة. كانت مباراة الأهلى والاتحاد السكندري في ستاد القاهرة، في الدور قبل النهائي لكأس مصر. لا توجد أي حسابات منطقية أو غير منطقية ترجح امكانية فوز زعيم الثغر. غير أنه فعلها، وزاد المأساة تعقيداً أن أحد المشجعين ألقى كيس مياه على رأس أبو علي، فإصيب بإنفلونزا.
مع ذلك كان يتمنى حضور مباراة الأهلي والزمالك 4/3 الشهيرة بالاستاد. يعترف “أكيد كانت أعصابي هتشيط”.. ويكمل وابتسامة خبث ترتسم تكسو وجهه “عمر أديب علق ساخراً على فرحة الأهلوية بالمكسب قائلاً (يا عيني وشهم أصفر، مكسبوش خمسة ولا ستة).. أنا هذ الشخص الذي يتحدث عنه عمر أديب”.
“اللي ملوش خير في المنتخب، ملوش خير في الأهلي”.. وصية ضمنية يحفظها حسن عن والده، حتى بات حبه للفراعنة وعلى عكس كثيرين، وخاصة في صفوف الأولتراس، يكاد يضاهي حبه للقلعة الحمراء. المنتخب والأهلى هما وسيلته للانفصال عن الحياة “قد أعيش منتظرا مباراة مهمة لشهرين أو ثلاثة.. ويصبح أي شيء آخر من الأمور الثانوية المؤجلة، ويصبح شاغلي الأكبر متابعة كل ما يكتب وكل تصريح للاعب أو مدرب في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية عن تلك المباراة”. هذه النداهة كانت سبباً في مشاكل عدة له مع صديقاته. إحداهن قبضت عليه ذات يوم يجلس وحيداً في أحد الكافيهات لمشاهدة مباراة، بينما كان قد اعتذر لها قبل ذلك ببضع ساعات عن لقائها من دون أن يذكر أسباب، فغدا الموقف وكأنه يقول لها أن الكرة أهم منها.
شخصياّ كنت ضحية نداهة حسن الكروية في واقعة يعرفها بعض أصدقائنا المقربين. فقد كاد أن يُلقى بي من الطابق العاشر، أو على أقل تقدير كانت هناك احتمالية كبرى لأن تنهمر على رأسي من 3 إلى 6 زجاجات ستيلا فارغة، من قبل زميل عمل سابق.
المفاجأة أن حسن كان يجلس بيننا نحن الأثنين، غير أنه كان مشدوداً بكل جوارحه لمباراة الأهلي والملعب المالي، في بطولة دوري الأبطال الأفريقي الماضية. محمد أبو تريكة حقق المعجزة لبطل القارة السمراء، وعبر به لبر الأمان بثلاثة أهداف مزيكا (شاهدتها بعد عودتي إلى البيت)، فيما فشلت حدة الحديث بيني وبين زميل العمل في تحقيق معجزة لفت انتباه حسن إلى “سوناتا التهزيئ” الدائرة في حقي.. وأقسم أنه لو شُجت رأسي نصفين في تلك الليلة، وغطت أنهار الدماء عيني، ما كان حسن ليعيرني أي اهتمام، أو يتحرك للأطمئنان عليّ، إلا بعد أن يطلق حكم المبارة صافرة النهاية، وبشرط إعلان فوز الأهلي، والله أعلم.
التسليم الأعمى من قبل حسن بعظمة أهلي مانويل جوزيه، يقابله نفي تام لأسطورة الفن والهندسة لحسن شحاتة وفاروق جعفر وحمادة إمام ورفاقهم “هذا ما كرسته أفلام الزملكاوية.. كما أن كرة السبعينات والثمانينيات عموماً في الأهلي والزمالك، رغم الأسماء الكبيرة في الفريقين، تقليدية وبلا أي طفرة”. لكنه يقر بأن عين الزمالك خبيرة في المحترفين الأجانب مثل كوارشي وإيمانويل أمونيكي “أغضب من إدارة الأهلي لأنها فشلت في التعاقد مع مثلهما”.
أبو تريكة هو اللاعب المفضل لحسن في الأهلي حالياً، لكنه لا يحبه استناداً على قاعدة الأخلاق فسحب “هو لاعب مش أناني، ويمتلك مواصفات النجم العصري فيما يخص التسليم والتسلم وكشف الملعب”.. وفي طفولته كان محمود الخطيب “بيبو” هو معشوقه الأكبر “كانت له قدسية في نفسي لا يضاهيه فيها أحد.. وجيلي كله مرتبط بي”، مبدياً تفهمه للقصة التي رواها مؤمن محمدي في كتابه “أهلاوي” وتقول “أذكر حينما كان عمرى 4 سنوات أو أقل، كان أخى الأكبر يسأل أختنا الكبرى: من هو أول الأنبياء؟ لم أكن أفهم معنى الأنبياء، لكنى شعرت بأنه يتحدث عن شيء مهم ومحترم، فأجبت: محمود الخطيب”. لكن حسن يؤكد أن ولعه ببيبو كقامة شامخة، تلاشى وزال تماماً الآن إثر ممارساته في وكالة الأهرام للإعلان
أبو صوفي كان حريصاً طيلة السنوات الماضية، وعبر كتاباته في أخبار الأدب تحديداً، على مزج السياسية والأدب بالكرة، ليس من باب التنفيس جراء الكبت المجتمعي، الذي عاشته مصر في ظل النظام السابق، حيث كان الجميع يبحث عن انتصار معنوى في المنتخب. ولكن بحثاً عما أسماه بـ”الاحترام الغائب”. يقول “بينما كان ساسة الدول يتبارون في اطلاق تصريحات مسيئة عن مصر مبارك، كنت أرى الاحترام لها في عيون مدربين ولاعبيين عالميين.. فسعدت حين قرأت أن الحكيم الأسباني ديل بوسكي يقول إن (مصر قادرة على أن تفعل أي شيء)، وهو نفس الشعور الذي انتابني أيضاً حين خاطب إيسيان كابتن منتخب غانا، لاعبي فريقه الصغار، عقب الخسارة من الفراعنة في نهائي كأس أمم أفلايقيا 2010 قائلاً (علينا أن ننحني لهم. فهم منتخب عظيم)”.
أخبرني حسن أنه يجهز كتاباً عن الساحرة المستديرة، فسألته بلا تردد “ألن تكتب رواية عن الأهلي؟”.. لمعت عيناه قبل أن يرد بأنه سيكتب ثلاثية “الأهلي فوق الجميع.. بنهز جبال.. كابوس الزمالك”. وقال ضاحكاً “الواحد لا يصبح أديباً كبيراً، إلا بعد كتابة ثلاثية”.