كل الأعمال الوحشية في الدنيا سببها أن الناس
كثيراً ما يرون أنفسهم أكثر فِطنةً أو أفضل
أو أسرع بديهةً مِن سواهم. من أبسط الضلالات
التي يقع معظمنا في شَرَكها، أن كلّاً منا قدّيس
في أساطيره الخاصة. لكن الحقيقة الخالدة
الآتية من برلين ما هي إلا مجرد نكتة سخيفة
في بغداد، وأمّا بِكّين فلديها أجندتها الخاصة.
أنت الطفل الذي ينطلق من المدفع كالقذيفة
فقط في بلدك!
بكل بساطة إنها رائعة
القصائد تختلف عن النقانق في كثير من النواحي؛
مثلاً القصائد تتفوق في مزاياها على النقانق –
يمكنك أن تأكلها،
وتظل موجودة.
يمكنك أن تأكلها مرةً تلو أخرى،
ومع ذلك تظل موجودة.
تماما مثل ذلك الخنزير في الميثولوجيا الإسكندنافية.
الملحق التجاري في السفارة
لم يستطع أن يفهم ذلك.
ببساطة تفاجأ.
“رائعة”، قال وهو يفرك يديه
كما لو كان جالساً في “فالهالا” يحتسي الخمر.
بكل بساطة إنها رائعة.
المنافق
اي امرئٍ يزعم – أو وهو صامت
يعتقد أنّه صوت
الله أو يهوه
أو بوذا
ربما يكون منافقاً أكثر سوءاً
منّي أنا
الذي أطالب بأن تكون لي أسهم في الأبدية
لمجرد أننّي أعرف
أسعار الحفّاظات.
اصطياد السحالي في الظلام
خلال المجازر
نتمشى على طول البحيرات غافلين.
تحدثت أنت عن “سيمونسكي”,
و راقبتُ أنا غراب القيظ
يلتقط فضلات الكلب.
كل واحد منا منغمس في نفسه
مطوقٌ بقوقعة جهلٍ
تقِي أهوائنا.
يؤمن “الهيوليون”
أن فراشة في جبال الهيمالايا
بخفقةٍ من جناحها
بوسعها التأثير على الطقس في القطب الجنوبي.
قد يكون هذا صحيحاً.
ولكن
حيث الدبابات تزحف
والأشلاء والدماء
تتقاطر من الأشجار
فليس ثمة ما يتأثر.
البحث عن الحقيقة
كاصطياد السحالي في الظلام.
العنب من جنوب أفريقيا,
الأرز من باكستان,
البلح ينمو في إيران.
نحن مع فكرة الحدود المفتوحة
من أجل الفواكه والخضروات,
لكننا مهما نلف وندور
فالمؤخرة تظل في الخلف.
الموتي يدفنون عميقاً في طيَّات الصحف,
لهذا, دون أن نتأثر,
بوسعنا الجلوس
على مقعد في ضواحي الفردوس
حالمين بالفراشات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“نيلس هاو” شاعر وكاتب قصص قصيرة دنماركي. سافر إلى عدد كبير من دول العالم قي أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. ترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم كالإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والتركية والإيطالية، ومؤخراً إلى العربية. صدرت له خمسة دواوين شعرية وثلاث مجموعات قصصية. وقد فاز بالعديد من الجوائز. يعيش “نيلس” في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن مع زوجته الرسامة “كريستينا بيوركي”.