اسمها مهيرة أو مها

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 11
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد العزيز دياب

   لم استطع أن أحدد ما إذا كانت المرأة التى تسقط من الطابق السادس هى التى تجلس بجانبى، لم أنتبه عندما أصبحت على نفس أريكتى الخشبية العتيقة، لكننى عرفت أن كلبها حَيي، لونه أسمر وهذا عكس ما عرفته عن الكلاب السمراء بأنها تفتقد مسالة الحياء، كما قرأت فى مجلة هولندية، فأنا وهذا ما لم أخبركم به أجيد الهولندية والإنجليزية والاسبانية، عندما ناديت على الكلب بإشارة من كفى قالت اسمه “بودى”

   كنت مشغولا بالكلب بودى وهى كانت مشغولة بالشرفة، لم نتجاوز دقيقة واحدة منذ أن اكتشفت أنها بجانبى حتى أومَأتْ إلى الشرفة بالعمارة المقابلة لنا ورأيت المرأة التي تقذف بنفسها، نغزتنى، قالت وهى تبتسم ابتسامة مصطنعة: أنا…

   هززت رأسى بما يشى بعدم الفهم، قالت وقد بدأت ابتسامتها تتلاشى بطيئة خجول، وكفها يشير إلى حيث سقطت المرأة والزحام الذى تكاثف حولها: أنا… هى.

   الحدث كان جللا، هممت بالقيام لأتوجه إلى هناك لكنها أمسكت بذراعى وأخبرتنى أنها تلبس نفس فستانها هذا: أصفر لا تعكر صفرته شىء، فيما يبدو أنه ماركة من صناعة فرنسية، قالت صبغت شعري بلون أخضر يتماهى إلى الصُفْرَة، السلسلة حول عنقى تحمل حرفى (MH)، خمنت أن يكون اسمها “مهيرة”، أو “مها”، وهى الآن تقبض على ورقة مطوية، فردت كفها أمام عينى، قرأت الخط المتواضع “باى… باى، ساذهب لأبحث عن الحقيقة”

   نفضت جسدها وأمسكت بيدى تشدنى إلى هناك، كنا نشق الكتلة السميكة المتزاحمة، انحنيت على الجسد المسجى فوق بقعة دم صغيرة، هو نفس الفستان الأصفر، من ماركة وصناعة فرنسية، شعرها المصبوغ بالون الأخضر الذى يتماهى إلى الصُفْرَة، السلسلة حول عنقها تحمل حرفى(MH)، كفها مطبقة، فردتها وفردت الورقة المطوية، قرأت الخط المتواضع “باى… باى، سأذهب لأبحث عن الحقيقة”

   التفت فلم أجدها بجانبى، فتشت فى وجوه البشر المتزاحمين حول الجسد، خرجت من الدائرة البشرية المحكمة، اتجهت إلى الأريكة الخشبية، ربما ارتدت لتجلس هناك حيث كانت، اندفعت أبحث عنها فى الشوارع وأنا أنادى مرة باسم “مهيرة”، ومرة باسم “مها”.

 

مقالات من نفس القسم