إيهاب عبد الحميد.. المُغامر

إيهاب عبد الحميد.. المُغامر
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حسن عبدالموجود

إيهاب عبدالحميد ليس شخصاً اعتيادياً، فهو يشعر بالملل لو استمر فترة يفعل شيئاً معيناً. الرتابة تقتله، سواء فيما يتعلق بما يكتبه أو ما يترجمه، أو حتى في حياته العادية. بالتأكيد يبدو إيهاب شخصاً هادئاً ووقوراً، ولكن حذار أن تقترب منه لو كان متجهماً.

حسن عبدالموجود

إيهاب عبدالحميد ليس شخصاً اعتيادياً، فهو يشعر بالملل لو استمر فترة يفعل شيئاً معيناً. الرتابة تقتله، سواء فيما يتعلق بما يكتبه أو ما يترجمه، أو حتى في حياته العادية. بالتأكيد يبدو إيهاب شخصاً هادئاً ووقوراً، ولكن حذار أن تقترب منه لو كان متجهماً.

جرب إيهاب إنشاء مشروع تجارى وفشل، تحمس لتجربة مجلة “خماسين” لمدة ثلاثة أعداد قبل أن تتوقف، عمل في “رويترز” وتركها، في “أخبار اليوم” ولم يُعمّر طويلاً، شارك في تجربة مكتبة “بدرخان” ولكن علاقته بها تبدو بعيدة الآن. إيهاب قد يتخذ قراراً في تلك اللحظة بالسفر. بدون تخطيط قد يفعلها، ولن يقف أمامه شىء. منذ سنوات استقل القطار من القاهرة إلى أسوان، ومن هناك واصل طريقه إلى حلفا بالأتوبيس، ومن الجلابات وصل إلى أديس أبابا، في رحلة استغرقت شهرين ونصف.

يشك إيهاب في أن تلك الحالة يمكن أن تتكرر الآن، ولكنه متأكد من وجود بذرة المغامر بداخله، ولكنها تنتظر ما يحركها لتنمو مجدداً. يقول: “يمكن أن أزهق من حياتي لدرجة أقرر فيها أن أرى نفسي في شىء أو مكان جديد”. يبدو إيهاب شديد التنظيم. في العمل يهتم بأدق التفاصيل. قد تبدو الأمور مبالغاً فيها أحياناً إذا كان الأمر يتعلق بالعمل الصحفي، ولكن فيما يخص الكتابة يبدو شديد الاهتمام بمراجعة ما يكتب، والإضافة إليه، وتنقيحه، سواء في الكتابة الإبداعية أو الترجمة. يقول: “كان هناك دائماً شخصان يتصارعان داخلي، المنظم والفوضوى، وبكل تأكيد أنت ترغب فى الخروج بأكبر مكاسب من الحياة، ولهذا تقوم بعمل أشياء كثيرة فى وقت محدود للغاية، بمعنى أنك تريد إنجاز شىء حتى تدخل فى شىء آخر، ومن أجل ذلك لو أنني حددت لأمر ما، أعمل عليه، يوماً واحداً لإنجازه، واستغرق ثلاثة أيام فإن هذا يوترنى جداً، فهل هذا معناه أننى أستفيد من اليومين الآخرين؟ إطلاقاً، ومن الممكن أن أكتئب فيهما”.

وحتى يقرّب صورة المنظم يتحدث عن الفوضى: “الفوضى كان لها علاقة بأنني أترك نفسي للحياة، من أجل أن أحصل على معرفة وخبرات متعددة، ولكن كلما تقدمت فى السن أقترب أكثر من النظام”، ويضيف: “هناك أمر ثالث، أنك لا تستطيع أن تُكيّف الدنيا على مزاجك، أنت تعمل وتريد نظاماً، ولكن الناس من حولك ينسفون ذلك النظام، ومع التقدم فى السن من الطبيعى أن يفرض الشخص أسلوبه على الآخرين، وأنا عموماً لا أستطيع العمل فى منظومة ليست على هواي، وبقدر الإمكان أحاول أن أخلق تلك المنظومة، ولكن الحياة لا تسير بشكل يرضيني، وهكذا أخرج من الحالة وأنا أشعر بالملل والزهق”.

أحياناً يختفي إيهاب تماماً. لا يظهر لأسابيع، والشكل العام يقول إنه مكتئب: “الظهور والاختفاء ليسا لهما علاقة بالاكتئاب. الاكتئاب عالجه السن، فكلما تقدّمت فى العمر قلّ اكتئابى، فى الجامعة كان من الممكن أن يستغرق اكتئابى عاماً كاملاً، ولم يكن نشاطى يفرق فى تغيير (مودى)، بمعنى أنك قد تذهب إلى حفلات، وتستمع إلى موسيقى، وتعيش الحياة، ولكنك تعود فى النهاية إلى اكتئابك، ولكن الآن أصبح الاكتئاب أقل حدة”.

أخلاقياته وذوقه وقراءته كوّنها بنفسه، فلم يعلمها له والداه الغائبان دائماً بحكم عملهما: “أشعر بالرضى لأنني إنسان جيد، وهذا في تقديري طبعاً، منذ طفولتي وحتى مراهقتي لا يوجد أب أو أم، وأشكر الظروف لأنني لم أتعرض لاختبار قاس في الحياة”. يخاف إيهاب أن يموت شخص عزيز عليه، وأن يضطر إلى تحمل مسؤوليات هو ليس على استعداد لتحملها، كما أنه لا يخشى الأمراض الخطيرة، ولديه إحساس بأنه سيعيش فترة طويلة، حتى السبعينيات على أقل تقدير، رغم أنه غير قانع بحياة واحدة، فمثلاً حينما يشارك في مظاهرة يكون متأكداً من أنه سيخرج سليماً، ولو أن هناك شهيداً يجب أن يسقط اليوم فلن يكون هو، ولو أن هناك عدداً ينبغي أن يقع في قبضة الأمن فلن يكون رقماً في ذلك العدد. يعلّق: “ولكني أخشى على القريبين مني، وهذا أكثر صعوبة في تقديري من خوفي على نفسي”.

والد إيهاب من المنيا، ووالدته من المنصورة، وهما طبيبان، وتكليفهما جاء فى دمنهور. هناك أنجباه، وكان على الطفل الذي يتركه والداه كثيراً لانشغالهما المستمر بعملهما أن يعلم نفسه بنفسه. في الإعدادية كان إيهاب يسافر إلى الإسكندرية، وأخذ شقة مع شقيقه. كانت التجربة الأولى التي ينفصل فيها بالكامل عن الوالدين، ثم دخل كلية الطب في 94، وظل عاماً كاملاً في حالة تخبط. كان إيهاب يرسم ويكتب الشعر، وكان يبحث عن آخرين يفيدونه في ذلك، ودلّه بعض الأشخاص على مكان يقيم الورش الأدبية. كانت ندوة “أصيل” في النادي النوبي التي تنعقد كل يوم جمعة. يقول: “هناك تعرفت على أول شلة أدبية لي في الإسكندرية. كانت المرة الأولى التي أقابل فيها كتاباً وشعراء وموسيقيين. كنا ننتهي من الندوة ونذهب للجلوس في مقهى. بدأت أعرف أشياء أخرى في العالم. وتحول حجاج أدول إلى أب روحي بالنسبة لي، ففي فترات من حياتي عشت عنده. كان معي مفتاح شقته، ومن خلاله تعرفت إلى مجموعة (خماسين) التي كانت تَصدر أيام الماستر. أصبحت عضواً في شلل قوية، ولكن حالياً لم يتبق لدىّ من كل هؤلاء سوى ثمانية أو تسعة أشخاص، وهؤلاء هم الذين أختفي عندهم حينما أسافر إلى الإسكندرية، ومنهم الفنانان التشكيليان خالد فاروق وأسامة السحلي، والكاتب المسرحي نبيل نور الدين”. حينما يذهب إيهاب إلى الإسكندرية يكون لديه الأمل في الإنجاز، ولكن لأنه لا يقابل أصدقاءه سوى كل بضعة شهور فإنه يسهر معهم ويؤجل العمل.

من السهولة معرفة متى تحدث إيهاب، فلو أنه كان متجهماً فالأفضل أن تتركه في حاله: “لدىّ وجهان واضحان، المتحمس للمغامرات، والذي يميل إلى الاستقرار والإنجاز. الشخص الهادئ والحبوب الذي يمنح الناس انطباعاً جيداً، والذي على استعداد لتحمل سماجة أحد الأشخاص باهتمام، والآخر غير المكترث، الذي يترك نفس الشخص وهو يتحدث”. يضحك: “ولكنه بكل تأكيد لن يشعر بشىء، وسيعود إلى محادثتك في أول لقاء يجمعكما بالصدفة”. يؤمن صاحب “قميص هاواي” بحق الآخرين في التعبير عن أنفسهم، ولكنه لا يغفر العنصرية أبداً: “نبهني أصدقاء إلى أن هناك من يخاف مني حين أقطع الكلام بحسم. ولكن هذا له تفسير بكل تأكيد، فأنا لست عدوانياً، وهناك أمور لا يمكن أن أتحمّلها، وعلى رأسها العنصرية. أحياناً أكون جالساً مع بعض الأصدقاء، وما يضايقني أن أحد الأشخاص يقول كلاماً عنصرياً والباقون يتركون عنصريته الواضحة ويناقشونه في أمور فرعية. هذا يصيبني بالجنون ولا أتحمله أبداً، وهكذا أوجه كلامي إليه: أنت فاشي وعنصري، ولا أريد أن أتحدث معك مرة أخرى بوضوح”. ولكن هل تؤدي تلك الصراحة إلى خلق عداوات له؟ يجيب: “الصراحة لا تؤدي إلى مشاكل، ولكن ما يؤدي إليها هو أن يقوم شخص ما بخداعك، أو يقول كلاماً في ظهرك، ولكن على مستواي الشخصي لدىّ استعداد لمواجهتك، وفي الأغلب سيكون رد فعلك احترام صراحتي”.

إذا جاز التعبير إيهاب لديه وسواس “الإخلاص”، لو أنه يعمل في جريدة، على سبيل المثال، تعتمد الياء المنقوطة في لغتها، وكان مسؤولاً عن تسيير أمور الجريدة في ذلك اليوم، سيقرأ البروفات حرفاً حرفاً لملاحظة الياء غير المنقوطة. إنه يعلم، مثلاً، أن ذلك يوم “التقفيل”، وعليه أن يكون أكثر إنجازاً. في الحقل الصحفي، المصري، بدون كلام كبير، يمكن التغاضي عن بعض الأمور البسيطة، خصوصاً وأن هناك منفذين يشعرون بالإرهاق ومطبعة تنتظر، والبروفات تمت مراجعتها مراراً، ومن المؤكد أن أعصاب أحدهم ستفلت فجأة. لا يهمُّ كل ذلك. إيهاب لن يترك شيئاً. لو أن الجريدة يقرؤها عشرة آلاف قارئ، وهناك منهم شخص واحد سيأخذ باله من ياء منقوطة مكتوبة بدون نقطتيها، فسيعتبر نفسه مسؤولاً بكل تأكيد، وهو لن يسمح بذلك. يعّلق: “لو النقطة وضعت مكان الفاصلة في الإنجليزية لن تفهم الجملة، وأنا مندهش حينما يترجمون أعمالنا، كيف يفهمون الجمل المتداخلة، والضمائر المختلطة؟”، ويضيف: “بالـاكيد أنا مزعج في عملي، ولكن في النهاية من يعملون معي يحبونني، ويريدون العمل معي مرة أخرى”.

إيهاب سيصحح الأخطاء، وإذا شعر بأن الوقت مرّ فعلاً والأمور أصبحت صعبة يمكنه أن يقول للمخرج الفني “تجاهل ما فعلته”. يضحك بسخرية: “ولكنني أشعر بالرضى، فقد قرأت بعناية، وفعلت ما يمليه علىّ ضميري، والمسوّدة دليل براءتي أمام إله الديسك المركزي”، مضيفاً: “قد يتعامل البعض مع هذا اعتباره حماقة، وبه قدر من البلاهة، وأحد أصدقائي قال لي مرة إنها مجرد جريدة، ولكن ماذا أفعل؟ هذه طبيعتي”.

وهو يترجم لا يهدأ صاحب “عشاق خائبون” أبداً. تذهب معه هواجسه إلى السرير. حينما يغمض عينيه يتذكر كلمة ما. يقول لنفسه إن هناك كلمة أفضل بكل تأكيد. كلمة (سعيد) مثلاً ليست المقصودة، ولا تفي بالغرض، والأفضل (مبتهج)، وربما (منشرح). يعود إلى الكمبيوتر، أو يدوّن ما توصل إليه فى مُفكّرة. يقول “وبالطبع هذا يستغرق مزيداً من الوقت، وفي النهاية أشعر بالزهق”، مضيفاً: “بعد كل هذا التعب لا يصحّ أن يأتي مخرج الكتاب ويزيل المسافة بين فقرتين ويخلطهما”. يحب إيهاب التجريب، فهل هذا بسبب فكرة الهروب من الملل؟ في الأغلب يعود السبب إلى فكرة طفولية. كان يفكر دائماً أن العقد بينه وبين السماء يقضي بتمضية فترة حياة واحدة، وهو يريد فترتين أو بشكل أدق حياتين، واحدة للكتابة والأخرى للصعلكة، ولكنه بكل تأكيد يعلم الآن أن الفكرة صعبة وعليه أن يجرب كثيراً في الوقت المتاح له. جرب أن يكون شاعراً والنتيجة: “حاجة بشعة جداً، تجعلني أشعر بالكسوف”، وهو بالطبع مُعجب بنماذج كتّاب لديهم مشروعات واضحة مثل يحيى الطاهر عبدالله، في تراوحه بين الفانتازيا والواقعية، وحمدي أبوجليل “الذي تكون كل رواية من رواياته ابنة عم الأخرى”، ولكنه مع هذا لم يكتب شيئاً شبيهاً بالآخر. يعلق باقتضاب: “بالتأكيد هناك مزايا وعيوب لما أكتبه، وليست لدىّ فكرة إن كانت أعمالي ستكون جيدة أم لا”.

يشعر إيهاب بالرعب من الأخطاء والإكلشيهات. يخاف أن يقع في خطأ معلوماتي أو تاريخي أو جغرافي، ويعيد الاشتغال على لغته، خصوصاً الجمل التي يشعر أنها ليست بسيطة: “أشعر بالرعب من أن يكون عملي مملاً، أو أن تكون لغتي غير مفهومة. حتى أوصل ما أريده تعبت جداً، ولو أن جملتي لم تُفهم بالشكل الذي قصدته يكون الأمر بمثابة المصيبة، وهكذا أعمل مرة ثانية وثالثة، وأصيغ الجملة بكل دقة حتى أزيل ما يُفترض أنه التباس، وخصوصاً في الترجمة، وأمانة الترجمة بالنسبة إلىّ تكون في دقة الكلمة، وفي نقل الصوتيات، والإحساس”.

لا يفضل إيهاب القصة أو الرواية. إنه يكتب الإثنتين ويشعر ناحيتهما بالمحبة. أصدر مجموعته “بائعة الحزن” وعمره 18 عاماً. يقول: “لولا قيمتها المعنوية كنت أفضل حذفها من حياتي، لكنها بكل تأكيد تركت تأثيراً، على الأقل لأنها عرفتني بالناس. معظم القصص فيها شخصية أساسية واحدة، وأماكن محدودة، ولا يوجد بها تشعبات، حتى ولو طالت إلى خمسين صفحة فهي في النهاية قصة قصيرة، ففي قصة (كنجارو) على سبيل المثال لم تخرج عن علاقة الراوي بذلك الحيوان، أما الروايات ففيها تلك العلاقات المتشعبة، والأزمات المتعددة، والزوايا المتعددة، وبالطبع أنا لا أضع تعريفاً للروايات، ولكنني أرفض كتابة الرواية ذات النفس الواحد والشخصيات المحدودة”.

بكل تأكيد يبدو كلام إيهاب متماشياً مع حجم أعماله، فمعظمها ضخمة، وهو لديه تفسير لذلك: “أنا أميل إلى أعمال النفس الطويل، لرغبتي في أن أحقق مفهوماً كان رومانسياً وأنا صغير، ولكن ما زالت لدىّ بقايا منه، وأنا على سبيل المثال لن أشعر بالسعادة حينما يقابلني شخص ما ويقول لي: لقد أنهيت قراءة روايتك في ست ساعات. أنا أريده أن يقول لي إنه ظل معي عشرة أيام. طمعان في كرم الضيافة، أن أمسك بأذنه وعقله وقلبه. أن ينام ويحلم بما يقرؤه لي. أريد أن أكتب شيئاً مثل (أطفال منتصف الليل)، وأشعر أن هناك قدراً من المسؤولية الاجتماعية في ذلك. فرض كفاية فيما أقوم به، وبما أن معظم المبدعين يكتبون الأعمال القصيرة والمتوسطة فلا بد أن يكون هناك كاتب في جيلي يكتب الأعمال الضخمة. هذا عبء حملته على عاتقي، ويناسبني بكل تأكيد”، ويضيف: “غياب اليقين يجعلك نفسياً لا تستريح لفكرة تناول الفكرة من زاوية واحدة، وتقول لنفسك إن هناك زوايا أخرى لا بد أن تتطرق إليها، وفي تقديري أنه كلما كانت الأعمال قصيرة كانت يقينية، وفي الرواية الجديدة التي أعمل عليها هناك أكثر من خمسين شخصية. لا تنهدش فعلى المستوى العملي هذا يشكل حماقة، فقد كان يمكنني كتابة خمس روايات بهذه الشخصيات. نعم.. هناك سلخات تكفي لعمل خمس وربما ست قصص، وسلخات يمكن البناء عليها لإنجاز روايتين، ولكن الأمور لا تُقاس هكذا بكل تأكيد، فهذا سيُفسد العمل”.

يعترف إيهاب بأنه لا يفهم السينما جيداً، ويشعر بالغيرة من الأشخاص الذين يحفظون أسماء المخرجين، ولا يعرف من الممثلين سوى روبرت دي نيرو وداستن هوفمان، ويحاول تذكر اسم ثالث ويفشل “اسمه إيه الراجل ده؟”، ويقول: “أنا أشاهد السينما كيفما اتفق، ولا أتذكر وأنا أشاهد فيلماً أنني شاهدته سابقاً، إلا في المشهد الأخير، ولا أهتم بالتصنيفات السينمائية، ولا يعنيني أن أبحث عن سينما مختلفة، ولا أبحث عن أفلام لمخرجين معينين كما يحلو للبعض أن يفعل، رغم أنني شاركت في تجربة كتابة للسينما، أفلام روائية ووثائقية، بالإضافة إلى مسلسلين”، وهو في الأغنية متخبط، ربما يروق له أن يستمع لمدة شهرين كاملين إلى موسيقى الروك، بعدها يعود لمدة خمسة أشهر إلى أم كلثوم وعبدالوهاب، ويمكنه أن يحتقر الجاز، ولكنه سيعود إليه، يحب محمد منير وفي الوقت نفسه يستمع إلى أحمد عدوية، وموسيقى المهرجانات. يعلق: “لا توجد مشكلة”.

لا يفضل إيهاب كتاباً معينين، ولكنه يحب أعمالاً بعينها “أطفال منتصف الليل” أقرب شىء إلى مفهوم الأدب بالنسبة له، كان معجباً بأعمال لماركيز ومنها “مائة عام من العزلة”، وليوسا مثل “فردوس على الناحية الأخرى”، ولكنه شعر بأن هناك شيئاً مبالغاً فيه في تلك الأعمال، ربما في التفاصيل، ورأى أن القول بأنها أعمال عظيمة مبالغ فيه بعض الشىء، وهكذا قلّ إعجابه بها، ولكنه في الوقت نفسه ليست بالنسبة له على شاكلة أعمال محمد عبدالحليم عبدالله مثلاً. يحب إيهاب أيضاً أعمال حجاج أدول ومنها “معتوق الخير”، وفي الجدد يرى أن هناك كثيرين لديهم أعمال جميلة، ولديه قناعة بأن هناك عشرة كتاب في جيله، ومثلهم في الجيل الأسبق يكتبون بشكل جيد، وهذا ليس موجوداً في جيل آخر. طموح إيهاب حتى خمس سنوات مضت كان الحصول على نوبل. يضحك مضيفاً: “ولكن الآن الستر والصحة وأن يُقدّر الآخرون ما أكتبه”.

مقالات من نفس القسم