تبا للجيران، لا آبه لما سوف يظنون! رأوني أكثر من مرة أدرب أقاربي علي الكونغ فو.. طيران في الهواء.. صيحات قتالية وصراخ. هذا إن خرج أحد من الشرفات! الكل موصد لأبوابه علي برودة التكييف!
القفز والجري أنهكاني فاستلقيت علي الأرض لأحظي بحمام قمر! القمر يحولني إلي لون أفتح.. ليس لون جلدي.. يضئ زوايا مظلمة لا تستجيب لضوء الشمس، ولا تنفتح إلا طوعاً وهو بدر اليوم، يسبب المد لجزيئات الماء داخلي.. كأنما أرتفع.
رأينا شهابا أنا وأخي لأول مرة.. كنا أطفالاَ.. انبهرت واندهشت لهذا الحدث الجلل.. لم يكن “البلاي ستيشن” ليسعدني هكذا! ليلتها كنا قد حفرنا نفقا كبيرا في تلة الرمال فوق سطح المنزل واستلقينا رؤوسنا إلي الخارج!
كنت أحب المشي علي سور سطح المنزل المطل علي السلم وليس علي الشارع.. كان سورا مزدوجا. كم كان هذا ممتعا! ولأنني كنت ضئيلة في سن السابعة.. كنت أتسلق السور واضعة قدميّ بين الفراغات حتي أصل إلي القمة.. وأكرر العملية نفسها نازلة إلي السطح.. لأنهم أحيانا كانوا يوصدونه حتي لا تخرج الطيور والحيوانات التي كنا نربيها.
كانت كل تلك النشوة تختبئ في الغيب.. لم أتوقع أبدا أن أشعر بمثل هذه النشوة فقط لمجرد سماعي لموسيقي ديسكو السبعينات الثمانينات التي أدت بي في النهاية راقصة تحت ضوء القمر علي الموسيقي الكلاسيكية. بعد كل هذا الاكتئاب.. نعم الأدوية كبحته قليلا.. لكنه لم يمح أبدا مثلما محي في هذا اليوم!
حولي نصف ظلام وصراصير تبغي التزاوج قبل حلول الشتاء.. بوم يطير في السماء وداخلي نشوة.. لا أفتقد شيئا ولا أحدا. الموسيقي الكلاسيكية تنفذ إلي مخي من راديو الهاتف، وأكتب هذا الكلام علي ضوء تألق شاشته..
أسترخي وأتوسد خفي. لا يمكنني وصف افتتاني بضوء القمر منذ الطفولة.. أحببت الصعود في الظلام لمراقبة النجوم ومداعبة القطط الضالة.
آه من صوت الفيولين هذا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمر الجيار
قاصة – مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لـ: سمر الجيار
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص الكتابة