إبراهيم المصري: أكتب محبةً للكتابة

إبراهيم المصري
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
حاوره: رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية، في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الأسبوع الشاعر المصري “إبراهيم المصري”
1ـ كيف تعرف نفسك في سطرين؟
ـ إبراهيم المصري شاعر وصحفي في الرابعة الستين من عمره، له أكثر من ثلاثين كتاباً في الشعر والرواية ورحلات العمل الصحفية، مطبوع منها 17 كتاباً، معظمها شعر، وروايتان وريبورتاج روائي، وكتاب عن رحلَتَيْ عملٍ إلى العراق.. 2003 و2004.. بعنوان “رصيف القتلى ـ مشاهدات صحافي عربي في العراق”
2ـ ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
ـ أقرأ كتاب “مصر ومشكلة مياه النيل ـ أزمة سد النهضة” للدكتور زكي البحيري، وأجمل كتاب قرأته “مجنون إلسا” للفرنسي لويس أراجون.
3ـ متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
ـ بدأت الكتابة في سن السابعة أو الثامنة عشرة، وأكتب محبةً للكتابة.
4ـ ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
ـ الإسكندرية.
5ـ هل أنت راضٍ على إنتاجك وما هي أعمالك المقبلة؟
ـ الرضا مسألة نسبية، وبشكل عام، نعم راضٍ عن إنتاجي، وأعمالي المقبلة “ساريانومات/ شعر” و”أنا صاحب فلسطين/ شعر” وأعمال أخرى أشتغل عليها.
6ـ متى ستحرق أوراقك الإبداعية بشكل نهائي وتعتزل الكتابة؟
ـ ولماذا أفعل ذلك؟ الزمن كفيلٌ بحرقها أو إبقائها، ولا أظن أنني سأعتزل الكتابة إلَّا في لحظةِ موتي.
7ـ ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
ـ تمنيت أن أكون كاتب رواية “بيدرو بارامو” للمكسيكي الراحل خوان رولفو، ولا طقوس خاصة لي للكتابة، وإن كنت أفضِّلُ دائماً الساعات الأولى من الصباح. ومعظم أعمالي كتبتها في هذا الوقت.
8ـ هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
ـ المبدع والمثقف مؤثران بالتأكيد، لكن ليس بشكل مباشر، ففي النهاية لهما دور في الوعي الاجتماعي والجمالي والمعيشي للإنسان.
9ـ ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
ـ العزلة نعمة كبيرة للكاتب، وأنا من الأشخاص الَّذين تكاد تنحصر حياتهم بين العمل والبيت، والحرية في الأساس هي حرية الإرادة والعقل.
10ـ شخصية في الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
ـ الشاعر والصعلوك العربي “مالك بن الريب” صاحب الرثائية الشهيرة في نفسه، لأسأله: لماذا ذهب للقتال في خُراسان، تاركاً رفاقه الصعاليك وحياتَه في نجد؟
11ـ ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
ـ كنت سأغير مهنتي الصحفية في الإعلام التلفزيوني، إنها مهنة مؤلمة وقاسية وتتطلب تركيزاً وجهداً يستنفد الطاقة والزمن، وإن كانت قد أفادتني كثيراً في الكتابة وفي رؤية أحوال الناس المأساوية في الواقع، وفي كسب لقمة العيش بدون الاعتماد على الكتابة التي لا تطعم خبزاً في العالم العربي.
12ـ ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
لا هذه ولا هذا، وإنما يبقى الألم.
13ـ صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثنا عن ديوانك “كَم نُبذِّرُ من الحياةِ كلَّ يوم” كيف كُتِب وفي أي ظرف؟
العمل أولاً ليس ديواناً، وإنَّما قصيدةٌ طويلة، وأذكر أنني في صباح يومٍ في مدينة الشارقة عام 1995 كنتُ جالساً على المقهى، وكتبتُ النص كلَّه دفعةً واحدة بدون أي ترتيب مسبق، وأعتقد أن المحركات وراء الكتابة هي محركات في الغالب خفية، تتصل بتفاعل الكاتب مع الحياة بشكل عام.
14ـ ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟
ـ هذا سؤال خطير للغاية، لأنه يتصل بسؤال أساسي في حياة الإنسان: ما جدوى اللغة؟.. وأعتقد أن اللغة وإن كانت “استعماليَّة” لتواصل البشر، فإن الإنسان كان لا مناص من الوصول بها إلى تجليها الجمالي في الإبداع بكل أشكاله. وعلاقة الكتابة الإبداعية بالواقع هي علاقةُ وعيٍ وتَبَصُّرٍ جماليٍّ وإنساني.
15ـ كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
ـ كالحرثِ في الماء، لكنها مهمة للتواصل في إطار أوسع من النشر الورقي ومن النشر في الصحافة الثقافية.
16ـ أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
ـ أجمل ذكرى، حينما رأيت البحر لأول مرة في حياتي صيف عام 1973 في مدينة الإسكندرية، وأسوأ ذكرى، حينما تعرضت للموت في حادثة خطف وسطو، خلال مهمة عمل لي في العراق صيف عام 2004، كان ثمة شخص يضع مسدساً في رأسي وشخص آخر يضع فوهة بندقية كلاشينكوف في ظهري.
17ـ كلمة أخيرة أو شيء ترغب الحديث عنه؟
ـ المحبة هي الرأسمال الإنساني الوحيد الجدير بالاحترام والعناية.

مقالات من نفس القسم