أَنْتَ.. الأَسَفُ الأَخِيرُ

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شعر : عائشة الحطاب *

هُوَ الْأَسَفُ يَا هَفْوَةَ الْجُنُونِ

فِي آخِرِ فَصْلٍ يَسْبِقُنِي إِلَى نَفْسِي

يَأْخُذُنِي جَذْبِي إِلَيْهِ وَيَعْتَلِينِي.. 

قَاتِمٌ جَلِيدِي يَا آخِرَ فُصُولِي

مَذْعُورٌ بَيْنَ أَصَابِعِي هُوَ الْأَسَفُ؛

أَتَى مِنْ صَوْتٍ مُتَرَهِّلٍ يَتَقَصَّدُنِي

مُتَحَشْرِجٍ لِيَنَالَ صَدْرِي 

هُوَ الْأَسَفُ؛

طُوفَانُ الْقَحْطِ

عَوِيلُ الْعَتْمِ

صَقِيعٌ فِي شِتَاءٍ غَابِرٍ

أَرَانِي رَحِيلًا مُتَخَثِّرًا فِي احْمِرَارِ وَجْهِ شَمْعَةٍ

أَرَانِي…

وَلَا أَرَانِي غَيْرَ قَدَرٍ بِدَمْعَةٍ ثَكْلَى

تَتَعَقَّبُنِي رُوحِي بِالْفَجِيعَةِ

يَا سِرَّ فَجِيعَتِي

وَهْمِي بِكَ..

يَا الْعَابِثُ بِأَشْلَائِي

لَسْتُ آسِفَةً يَا هَفْوَةَ الْجُنُونِ

يَا حُلُمَ النَّظْرَةِ وَالسَّكِينَةِ

يَا الرَّعْشَةَ فِي حِضْنِ الدِّفْءِ،

وَقُبْلَةِ المَدَى المُضِيءِ

أَيَا نَفْسِي:

اسْتَرْقِي تِيهَ الْفَقْدِ،

وَاحْتَجِبِي بِصَهِيلِ الْعِشْقِ،

وَارْتَقِبِي زَمَنَ السَّلْمِ..

لَسْتُ آسِفَةً يَا خَسَارَتِي؛

الْوَقْتُ يُلَبِّدُنِي بِمَاءِ الْوَحْشَةِ

حَفَرَتْ بِذَاكِرَتِي حَرْفَ عِلَّتِي،

وَنَقَشَتْ وَشْمَكَ نَهْرَيْنِ..

وَجْدِي يَتَفَصَّدُ شَظَايَا

كُنْتُ الْبَاحِثَةَ فِيكَ

عَنْ حُلُمِ الْوَرْدِ

عَنْ وَطَنٍ يَغْتَالُ حُزْنِي

عَنْ عُمْرِ شَوْقٍ 

كَيْفَ أَنْزَعُ هَمْسِي،

وَأَصْدَحُ بِلَا أَمَلٍ

أَنَا المَشْنُوقَةُ المُرْتَعِدَةُ

لَا تُعَزِّينِي بِالْفَقْدِ

يَا نَفْسِي المَحْجُوبَةُ بِالْوَحْشَةِ الشَّاحِبَةِ

هَلْ أَنْتِ مَحْضُ جُنُونِ الرَّقْصَةِ،

أَمْ أَنَّكِ الرَّاقِصَةُ عَلَى الْحَبْلِ/الْوَتَرِ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعرة من الأردن

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم