أيها المهرج سئمنا العرض فتوقف

موقع الكتابة الثقافي writers 132
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

بهاء الدين رمضان

1

الكمان يعزف

وطائر بجناحين يحط على كتف المهرج

ودمعتان تسيلان على خد طفلة

بالكاد ألمس حائط الليل لعلي أسير بلا انحناء كعصفور بجناحين مهيضين

عمري كله قضيته منسحبا نحو العتمة مشردا

.

الكمان يعزف وطائر بجناحين يحط على كتف المهرج

ودمعتان تسيلان على خد طفلة

بالكاد ألمس حائط الليل لعلي أسير بلا انحناء

كعصفور بجناح مهيض

عمري كله قضيته منسحبا نحو العتمة مشردا

أنا المهرج بكف باردة ودمعتين

.

أخرج في منتصف الليل لاصطاد الفجيع

وانجو بنفسي من الحوائط الإسمنتية

القطط التائهة تجري خلف ظلي

والمصابيح تراودني كثيرا فأهرب

أعدو فيعدو الظل خلفي

أصرخ فتصرخ النجوم التائهة خلفي

أشاكس الهواء الذي يسحبني للخلف

فيشاكسني البرد

كان المعطف الذي يغطي جسدي كله أشبه بامراة تلفني

فتصطك أسناني دثريني دتريني

وارسمي صوت المغني

صوته :

زمليني

زمليني

تضحك النساء حولي

وكلما حاولت الامساك بهن يهربن كأرنبة في حقل بري بعيد

فتهرب الريح خلفي

النساء يزغردن بصوت الصراخ خلفي

والخفاش يرسم غيمة فوق القصر البعيد

عنده كانت افكاري تعدو وتعدو خلفها الدببة

كأطفال الشوارع أخرج في منتصف الليل مثقلا بجراح النهار لأصطاد الفجيعة

2

بقدم واحدة أرقص

وحدي أرقص

بعد أن أرسم خيال “المآتة” أرقص

بعد أن أخطط ملامح “البلياتشو” على الجدران أرقص

الكرسي بأرجله الثلاث

الأوراق المتناثرة

أعواد الثقاب على الأرض

ستائر الشباك المتهرئة

ضوء اللمبة العجوز

الريح الآتية من تلك الثقوب أعلى النافذة

كل شيء سيرقص معي

إلا قلبي الذي تدهسه أقدام الراقصين من حولي

.

النساء بأثدائهن المترهلة

الرجال القوادون

البارات وأكواب النبيذ

خنازير القمامة

كل شيء هنا يدهسنا

إلا تلك البنت الصغيرة الحزينة تحت حائط بعيد

.

البنات الصغيرات الحزانى

بجدائلهن القصيرة وأثوابهن الرثة

وأيديهن الممتدة نحو قلبي تدهسها أقدام الراقصين

البنات الصغيرات الحزانى يزغردن

حين ينط القلب مختبئا بين صدورهن

فأرقص وحدي

وأخطط على الجدران وحدي

وأرسم البنات الحزاني وقلبي بين صدورهن

3

على بعد خوذة

كان الطريق

وكان الوطن

والحلم

كنت بلا كفن مخضبا بركلات العسكر

ربما تسحبني أفكارهم لأبعد من هذا

وربما أجهد نفسي للقاء عابر انتظرته إيمان لسنوات طويلة وانتظرته أكثر

منذ صياح الكلاب معلنة الفجر الكاذب

منذ خطب المخمورين على عرش سيدة ثكلى

ومنذ تراتيل الدماء

كنت على الطريق منتظرا ايمان

وكانت تنتظرني على صيحات الغربة

متعب أنا لكني سأظل أصطاد الفراشات

أنظر

على بعد خوذة

كان الوطن مفروشا بالنوايا

وكان الحلم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* من ديوان “المهرج” ـ تحت الطبع

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project