ولاء الصوّاف
:
دَعْني أُمارسُ جُنوني في هذا العالم
كما أشتهي .. لا كما تشتهي الرّيح
:
الإهداء:
إلى / المعنى المُبجّلِ الذي أخطأ عُنُقي وهوى على جارتي الوردة
إلى / حبَّةِ كَرَزٍ .. اسمُها فَمُكِ
إلى / العصافير الغافية على حَبْل الغسيل ..
إلى / رنّة خِلخالي ( لا خِلخال لي )
إلى / خيطِ دُخانٍ أنيق *
- … ومذْ كان عرشُ آبائهِ على الماءِ .. مهجعهُ لُفافة تِبغ ..
أبيض مُزرق ( يميلُ إلى الإخضرار أحيانا) ، وجههُ موجةٌ بغمّازتين ، ببشرةٍ قمحيَّة ، وأنفٍ مُستدق ، بعينين كحيلتين ، برمشين من ريش نَعام ، بشفتين ضامرتين ، بضفيرةٍ أينعتْ منذُ حربين وَنيف .. لم تسلمْ يوماً من عبثِ الصبيان .. بجسدٍ ناحل تتخطّفه الريحُ والراياتُ .. راياتٌ مركوزةٌ أعلى الدّار .. تفتحُ أزرارَ العفّةِ .. كلَّما راودها يَحمرُّ وجهُ العائلة ، يفرُكُ سُرَّتها فتنجبُ حَربا أنثى ، تعدُّ بيادقَها ألفاً ألفا ، ناعمة الملمس تغتالُ الحَمام ، رمادُ الفجيعةِ ميراثُ أبيهِ ، أصابعهُ الحجريةُ مغروزةٌ في الرملِ الأبيض ، ظلّهُ المنكسِرُ تحت بساطيل الجّندِ ، عابرُ سبيلٍ يحملُ مخلاته ، محضُ إلهٍ غجريٍّ بدمٍ مسفوح ، يخرجُ على عجلٍ لميقاتِ نبيّ من ورقِ البافرا ،لا بسملات تشفعُ له خُفوتَ اسمه .. تُوقِظُ فيه صَحواً .. تُورقُ فيه اشتعالَ القصائدِ ، رتلٌ من نفثاتٍ .. مُنتشيا .. ينفُذُ من شفاهٍ تسلبُ شجرةَ الكستناءِ لونها الوردي ..( رضابُها بطعمِ التُّفاحِ ) .. يُطربُهُ غَزلُ البناتِ ، يُداعبُ أجسادَهُنَّ الناحلات ، حَبَاتُ ندىً تنمدُّ بين يديهِ ، سيّداتٌ من نحاسٍ ، في جيدِهنَّ قلائدَ لازورد ، آنساتٌ من شمعِ البرافينِ ، تنامُ على أثدائِهنَّ عرائسُ الطفولةِ ، يرقُصُ على اكتافِ الكمنجاتِ ، نكايةً باليباسِ ، الخارج تواً من رَحِم السَواقي ، يَسيحُ أغنيةً حُبلى بالمواويلِ .. وهو يُقشّرُ خطاياه في حضرةِ البُهلول ..
هذا ما أُمْليَ عليه في غبشٍ ما ..
:
النص
:
كلُّ ما أنا …
خيطُ دُخانٍ أنيق
أهيلُ الهواءَ عليَّ لأتبدد
***
غبش الحادي عشر من سبتمبر 2018