سارة حامد حواس
لا أفكارَ في المَتْنِ
مُجرَّدُ هوامشَ تجتاحُ الغُرفةَ.
لا صوتَ في الضَّجيجِ
مُجرَّدُ أفواهٍ تتحرَّكُ صامِتةً.
لا شيءَ ساكنَ
مُجرَّدُ حركاتٍ في الهواءِ بلا هدَفٍ.
لا أعيُنَ في الوجُوهِ
مُجرَّدُ رُؤُوسٍ عمياءَ بلا حواسٍّ.
لا شقَّ في القلبِ ليدخُلَ إليهِ النُّورُ
مُجرَّدُ حَجَرٍ أصمَّ يعوي في العتَمةِ .
لا جرسَ في مدارسِ الغِزلانِ
مُجرَّدُ أشباحٍ تطُوفُ في المقبرةِ.
لا قمرَ في النَّافذةِ
مجرَّدُ كُرةٍ بيضاءَ تتقاذفُها فتياتٌ
في العشرينِ.
لا أُجيدُ التفلسُفَ
ولا التحدُّثَ عن
فلاسفةٍ أوَّلينَ.
فقط أجيدُ التحدُّثَ
عمَّا يُقْسِمُ رُوحي نِصفيْنِ:
كقراءةِ قصيدةٍ طويلةٍ
كتبتها شاعرةٌ وهي تحلُمُ
أو كترجمةِ قصيدةٍ
كتبها شاعرٌ عاشقٌ
يَعِدُ حبيبتَهُ بالبقاءِ
أُجيدُ التحدَّثَ عمَّا
يحملُ رُوحي إلى كلِّ عالٍ
وعمَّن نسجَ رُوحَهُ بطاقةِ حُبٍّ
قدَّمَها في يومٍ أثيرٍ
عمَّن سخَّرَ أشجارَهُ السَّخيَّةَ
لتُظلَّلَ رُوحًا بهَتَتْ إثرَ فِراقٍ
غيرِ محسُوبٍ.
قالوا لي :”أنتِ صُوفيةُ الهوى”
ولم أتحدَّثْ عنها
ردَدْتُ بهمهمةٍ المُحبِّينَ
همستُ بضحكةِ مُنْتَصَرةٍ:
”بل هذا عَدْوى المُحبِّين”.
المنصورة
6من مارس 2025ميلادية