هاني منسي
في المشهد الثقافي المصري، يبرز اسم د. أشرف الصباغ بوصفه نموذجًا استثنائيًا يجمع بين الإبداع الأدبي، والعمل الصحفي، والنقد، والترجمة والفكر. كما يمثل الصباغ جسرًا بين الثقافات، ينقل لنا روح الأدب الروسي، ويضيء جوانب معتمة من التاريخ السياسي، ويقدم للقارئ العربي رؤى جديدة حول التحولات الكبرى في العالم.
ما يميز مسيرة الصباغ هو الخلفية العلمية المتينة، فقد حصل على بكالوريوس العلوم في الفيزياء من جامعة القاهرة عام 1984، ثم أكمل دراساته العليا في الفيزياء النظرية والرياضيات بجامعة موسكو الحكومية، حيث حصل على الماجستير عام 1990، والدكتوراه عام 1993. هذه الخلفية العلمية أكسبته عمقًا تحليليًا وانضباطًا فكريًا انعكس بوضوح في كتاباته، سواء في الأدب أو النقد أو الصحافة. ورغم تخصصه العلمي، لم يكن بعيدا عن اللغات والآداب، إذ حصل على دبلوم تدريس اللغة الروسية والترجمة من جامعة موسكو الحكومية عام 1991، مما منحه قدرة فريدة على نقل الإبداع الروسي إلى القارئ العربي بلغة سلسة وأسلوب أدبي مميز.
بدأ الصباغ مسيرته الصحفية في جريدة المساء المصرية (1985-1987)، ثم انطلق إلى الصحافة الدولية، حيث عمل مراسلاً ومحللًا سياسيًا في العديد من الصحف والمجلات العربية والدولية، في ظني أحد أعظم إنجازات الصباغ يكمن في الترجمة الأدبية والفكرية، حيث قدم للقارئ العربي أعمالًا مهمة لكبار الكتاب الروس مثل فالنتين راسبوتين، أنطون تشيخوف، بوشكين وغيرهم. لم تقتصر ترجماته على الأدب، بل تناولت النقد والفكر والسياسة.
للصباغ حضور بارز في القصة القصيرة والرواية، حيث كتب أعمالًا مزجت بين التاريخي والسياسي والفلسفي، ومساءلة الواقع، بأسلوب فني متماسك لا يخلو من السخرية.
………………
* قاص وروائي