لا مكان للخطأ
في العالمِ الجديد لا مكان للخطأ الناسُ مشدودةٌ إلى الأمام. اللغةُ تحدثُ داخلَ الأبواب، أما العامّ، فهو فارغٌ، ولا وجودَ للغة. الناسُ مرةً أخرى يختارون أن يخزنوا صحوهم في الداخل، في الصمت، بينما يدوّرون الصقور في مجالات واسعة.
في المدينةِ؛ لا يوجدُ ضالٌّ واحدٌ – غيري.
لا كلبَ في هذه المدينة
وفي مدينةٍ كهذهيتخلّى الإنسانُ عن أصدقائه
بينما يمصمص النيباليون سائقو التاكسي شفاههم
عندما أقول: الفلاحون آخرُ البشر.
روحُ الكلامِ دمار
أحبّ أن أفكّر: مصرُ قلعةُ كلام. ليست هذه استعارةً عن شيء. الكلام في مصر حادٌّ ومسيطرٌ على الفضاء. يعلو في دوامات مع دخان سيارات دائرةٍ بوقود غير نقي. هو الأصلُ. هو المبدأ. والبداياتُ حدثت في مصر. تلك النقوش التي تنحتُ وجه الهواء بصلواتٍ قديمةٍ تدورُ مع الأرض. هي حفظه. هي رصده. الروح لم يغادِر؛ وأقول أن قمامةَ مصرَ روحيةٌ أيضًا. ربّما الروحُ هو قمامةُ الكون. ما زاد عنه. ما لفظه. الروحُ دمار. والروح الحقيقيّ لا يبني. الروح الحقيقي مثل النار. يأكلُ. يحرقُ كل ما مسّه.
أحبُ أن أفكّر وأرى أفكاري تتفاقم أمامي كأسماكٍ. أو ككلابٍ ضالّةٍ تتنادى على ناصيةِ شارعٍ في مصر، مشرئبّةِ الأعناق مزهوةٍ بغضبٍ طبيعيّ.
استعراض
الديجا فو تهاجمني
بينما أحافظُ على أفكاري من الشتاتِ
فصوتها العالي
وأنا أمشي في الشارع لأدخّن
كفيلٌ بإحداثِ ضجةٍ خطيرة
في فضاء هذه المدينة الصامتة
الشارعُ الذي أمشي فيه
ضمّ زوجًا من طيورٍ مهاجرةٍ
ربما كنت الوحيد الذي رأى أحدها
ينفشُ ريشه راقصًا أمام الآخر.
……………..
أبو ظبي. 6-11 مايو 2015