عبد الرؤف بوفتح
أحيانا..
لا أحتاج إلا.. إيّاي
أتحدث إليها
عند شاهدة القلب
في شؤون الحزن
والخيبة، والحلم الراكد
والهواء الفاسد
وكثرة اللصوص
ورداءة النصوص
وضياع الأوطان
وضحايا العشق
والنساء اللائي أخذن
زهو البستان
ثم أشعلن من حولي حقول التفّاح.
أحتاج..
إلى قراءة مذكرات الراقصات واللصوص،
إلى دموع ونبيذ
أيتام الأوطان
وغرباء آخر الليل
مثلي.
أحتاج..
إلى مكنسة وساحرة
إلى وردة لم تخن..
تذبل بين أصابع البستاني،
إلى وَرقة خلّفها
تاجر مات..
بها ديون الفقراء
في صندوق خشبي مهجور
أحتاج
إلى رجع تنهيدة عميقة
كَحّتها عجوز فقيرة
فيها ندم كالطوفان
جفاف الأنهار
خذلان الإيمان
عجوز تجوس الدروب
عند مزابل شارعنا المكتظ
ببقايا روائح الكفّار الاغنياء
وعطور صبايا الملاهي
التي..
نفثتها الرياح عند
خاصرة الرصيف
مع نسمات آذان الفجر
– أحتاج..
إلى محراث مُهمل
وكل ذكرى.. تأفل
الى وصايا الدمع.
إلى اشجار لم تعد تصلح للحقل
إلى مناجل وسنابل،
إلى طبول ورماح..
إلى ركام..
كلّ صديد هذه الخردة
التي تتكدس في الأعماق
– أحيانا..
أحتاج إلى صراخي في الصحراء..
لن يعرف رجع صداه سواي…!!!
…………
*شاعر من تونس