إيمان تحكي وكأنها تضحك
ولكنني لم أضحك
كنت أبتسم فقط
وأسبح
كنت أبتسم
وأتحول لحورية بحر
…………………….
أحرس نصا
هرب من صوت الحرب
أحيانا أجلسه في هواء النافذة
وأتركه يجف من دموعي
ومرات أخبئه في قبو الدار حتى يتعطن
أو أتركه يجري في الحديقة وحيدا
مثل مسخ مجنون
يخافه الجيران فيغلقون نوافذهم
وهم يضحكون .
واليوم تركته لأطفالي
فوجدته معجونا مع صلصال ملون
بهيئة وجه يضحك
ممزوجا باللعاب
ومسحوقا من اللعب .
أحرس نصا
مركونا بإهمال على سطح المكتب
داخل “وورد ” مزّرق من الخوف
كلما فتحته سالت مياه مالحة جدا
وأسماك مثلوجة
تقشرت من الترقب
وشرعت تسبح لتعود الى بحرها.
أحرس وهما
أكتبه في اليوم أكثر من مرة
أدعمه بوسائد كي يغفو قربي
أفرك وجهه بالماء في الصباح
وأصنع له قهوة حلوة
ربما لكي يحلو هذا النص
لكي يحلو هذا الوهم .
…………………..
أريد ان اكتب
عن هذه الأصابع
الملفوفة بحرير الرغبة
وأعدها من واحد الى عشرة
وأخطئ لأعيد مجددا وأنت تضحك .
طويلة ورشيقة كسيجار أمريكي.
ربما كانت في زمن ما خمس نخلات
تلقي بالرطب على روحي
أو عشرة أقلام رشيقة ومبراة على وشك خربشة
تعطي للكتابة طعم جسد يتأوه.
خمسة أصابع
تكتب وترتق وتلعب وتمزق وتداعب
وتومئ لروحي
فتمشي عمياء
نحو لهيبها.
هي تاريخ من شغف يتماوج
تاريخ من تأمل
تنقر على بابي
على خدي
وصوتي
تنقر فأبكي ..
…………………………
مثل كل الآخرين تنتظر شيئا
تنظر في المرآة كل صباح
تبتسم لوجهها الذي يكبر
تلتف إلى النافذة وتحدق في حلمها الذي يصغر
ليس ذلك حقيقيا
نحن نواصل الحلم
وترتيب يوم آخر نظنه مختلفا.
لكن الجميع غاضب من نفسه
الحالمون
وباعة الوهم والسيئون والطيبون
وفي اللحظة المنتظرة
ينام الجميع
ربما ليواصلوا العيش في مكان آخر.
………………..
الطعم في فمي
والرائحة
في قلبي
اين أهرب
اعيش حيوات كثيرة
في فيلم طويل
أتمشى في الحديقة
أعبر الجسر القديم
أجلس في الهواء
على أريكة طويلة
أحاول نسج نهاية جيدة
لكل ما رأيته.
يمكن أن يحدث ذلك
وأن يكون كل ما أعيشه مشهداً طويلاً
في فيلم ما
أقفز داخله
وأعيش تفاصيله
وربما هو من قفز
وعاش حياة أخرى
في داخلي.