هدى الهرمي
كلما صنعت الفرار إلى ركن شاغر
لا أجد زخرفها الأصلي
أصقل عقلي بأحجام ثلاثية الأبعاد
فتنهشني رتوش فارغة
حين أتمدد على أرضية الذاكرة
تتقلص واجهة الجدران
ثم تتحول إلى تلال وأكمات
أذوب في عتمة من دفء
وألمح علامات متفرقة
تزيح فسيفساء وجهي
إنها تتقاطع في كل الاتجاهات …
قد تهت في أحجامي المتمردة
كنت أعرفها و هي تمشي
بين مداخل الفكرة ومخارج اللفظ
البوابات جامدة وخرساء
وأنا اهدأ وأعود
ألى مضارب الخيال
من ألقاني
في هذا الجزء من الشكل المتوهم…
نصوص متناسلة ربّما
تتنفس فيها الحروف المكتظة
لا تلوي على شيء في الظاهر
غير أقدام لاهثة
تترك حبراً هجيناً
في مصبّات القلق المحتضر
وتزاحم الفتنة والنجوى
من يُنقذ ترحالي السريالي
بين اللفظ و العبرة…
هذه الأحجام لا تفي بالغرض
لكنها تفضي إلى حارات وأزقة
وأنا الغريبة بين اللافتات
و حواري المتسكعين
الكل يجري
ولا أحد يعرف أحداً
لا لغة تسعفني
في مهبّ المُعلقات
هل يمكن أن أنجو
و عيون مصيري ترصدني
حتى أرجع
إلى شكلي الأول