المرأة العجوز الطيبة كريشة تقدمتْ بوجه أبيض ناصع وجميل كجناحي الطائرة . لفت حول الصندوق بقلب أم وتمتمت وكادت شفتاها الحلوتان أن تلمسا حديد الصندوق ، طبطبتْ عليه وراودني أن غائبها دافئ القلب مثلها يكتب رسائل لا تضيع ولا تصل ، لم ترفع يدها اليسري من فوق صدره وفتحت حقيبة بلون دم الغزال وأخرجت مظروفا بلا عنوان وأبيض كجناحي الطائرة, مسحتْ به صدرها وقبلته ودفعته في الفتحة العلوية . احتضنت الصندوق وعادت للخلف تلوح بيدها لجناحي الطائرة .