آخر نساء الأيقونة

جورج ضرغام
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

جورج ضرغام

صوتُها يُسيل لُعابَ النايات..

ضحكتها تشقُّ ثوب القمر، فيسقط عاريًا بين نهديها

ليغسل أنيابه ويبتسم..!

 

من زفيرها تفوح رائحة الخبز الأحمر،

 والورد المقلي بزيت الرغبة.

 

كانت تسمع الأغاني القديمة، والترانيم، وسر النحل لنهد لزج:

أن أقرصه في شفته.. تصير قوس قزح!!

تؤمن أنَّ اعتزاز المرأة بدينها يمنحها سحر الأيقونة.. ذات ليلة تجلتْ في لوحة دافنشي المقدسة، وهي تعد صحون مائدة العشاء الأخير، وتترك أمام مقعد حبيبها “الرابع عشر”- ذاك الشاعر

 الذي كان المسيح يحبه- قبلة مسلوقة، وفنجان قهوة العهد:

 هذا مُر البن.. أصنعه لذكري!

 

رأيتُكِ تحرضين العصافير أن تبقى نهودًا طائرة،

 كي تُرفع الأيادي إلى السماء بالدعاء والغزل..

 رأيتُكِ تضحكين على البحر.. ترشينه بصدفتين

 وحنجرة في جيبه

 كي يلبس خلخالاً، و”فيونكة” حمراء في رائحته.. ويرقص.

 

 [أشهى حالاتك البكاء، وأجمل ثيابك التعري]

رأيتك عارية.. فحسبتُك كمنجة!!

 

مثيرة كرائحة نهد مذبوح على وليمة الخيال..

  مغرية كسيقان الغابة..

 خبئتْ في عينيها غزالة جائعة،

 ودم أسود لصياد شرير..

كنتُ أرى الصحراء معلقة هناك على صدرها

 كقلادة ذهبية نائمة، حين اهتزتْ.. انكسرتْ نصفين:

نهد نعامة.. والآخر جريء جدًا كذئب مفترس!

 

كانت ترسم على الجدران وجهًا لمن تحبه

 بأحمر شفاهها..

 وتنتظرته ثلاثا:

ليال.. سنوات.. قرون.. زجاجات من البحر المختمر

 بلون الشبق!

حطمتْ الجدران، وخرجتْ حافيةً

 تمشي على عشبة الخيال،

 ولا يجرحها زجاج الندى..

 تبحث عنه.. تسأل عنه الرجال المصطفة حولها

  كأعمدة الإنارة الباهتة:
هل مر من هنا رجلٌ

 كان يشبه المسيح.. ويقول الشعر للجائعات؟!

 

                   

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم