من ديوان “ثملٌ بأخطاري اللذيذة” ..

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد ربيع حمّاد 

١

عالقٌ في ظل طائرٍ

وأقصىٰ ما أحلم به؛

أن يستقر هذا الطائر أعلىٰ ساحةٍ مكتظةٍ بالناس

أتقلّدُ  ميكروفونا هوائيًا

ثم أبوح بما يخمشُ صدري على الملأ.

 

أشعرُ بقصيدةٍ حُرَّة

لا يذبل التوتُ على شفتيها

ولا ينثني لها غصنٌ من خجل.

 

تنزعُ الخوف من الحروف المرتجفة

في رسائل المحتاجين على أعتاب ديوان الشكاوى.

 

ومن فرط رقتها يا عيني..

يصطلي بنارها السُّمّار في الأمسيات الباردة

أولئك الذين رضوا بترشيد استهلاك الطاقة

دعما  لمعاناة (الساحل الشرير ).

 

تحتملُ دموع الشياطين

كما يتسع صدرها لغضب أُمَّةٍ تصارع الهاوية.

 

تضمد الجراح الغائرة لضحايا رأس المال

وتبرئ البلاد من الفقر والجهل والمرض.

 

تمسح على رؤوس اليتامى و«أبناء الشوارع»

وتؤنس الأرامل والمطلقات

حين تنهش لحومهن الأنياب المفترسة.

 

تطبق العدالة الاجتماعية في توزيع الأفراح 

وتوفر وحدات سكنية مجانًا للحشرات.

 

قصيدة  ياحبيبتي

تصدح بآمال البسطاء في أبهاء قصور الرئاسة.

تجوب الأقاليم

لتحيي الأمجاد السحيقة

وتملأ الساحات والشوارع بأناشيد النصر

والأغاني الوطنية.

 

عالقٌ في ظل طائر 

وأقول أحبك

بينما أصنع لك إشارة القلب بيدي من هنا.

 

٢

 

أحبكِ في أيامٍ مقصوفة الرقبة

وأذكركِ فيعضُّ المجاز على شفته السفلىٰ

فيما تتجوَّل برأسي عساكر العالم السفلي

وبضاعة الإرهاب على بابِ الله

يتاجرُ فيها قُطَّاع الطرق

ترينَ أحدهم مثقلًا بالنياشين

بينما لديه سجلٌّ حافلٌ بالجرائم

فلا تحسبي الصمت إيذانًا بالنضوب

لكنها أيامٌ باهتةٌ..

حين يخلو وجهها من كريم الأساس

لولا الدفء الكامن في أصابع الفلّاحاتِ هذه

وحفلةُ السِّحر الدائمة على ذؤابتيكِ

لصرتُ قاطعًا شرسًا كقصيدةٍ بالنثرِ

ولأنَّ الشدائد أكسبتني المرونة

حين تعاظم حبكِ في قلبي تعددتُ

لأنجو من التيه برفقة أشباهي الأربعين 

حتىٰ إذا مات واحدٌ لا ينطفئ اتقادكِ داخلي

كان هذا تحت عين الزمان

الذي حملني على ظهره في حقيبة مثقوبة

كلما سار؛ سقطت جثةٌ منِّي.

 

٣

 

كل الذين أحبّوكِ

حتىٰ علقتِ في حشاشة أفئدتهم؛

كانت تسيل الرغبةُ من أنيابهم

حين يفصحون لكِ عن هذا الحب.

 

كل الذين صارحوكِ بحبهم مقدَّمًا

كانوا مساكينَ

يقضون أوطارهم في تفرُّس قسماتكِ

حين تضخُّ اعترافاتهم الدماء في وجهك

ثم ينامون على لحم قلوبهم.

 

كل الذين أعلنوا عليكِ الحماية

طمأنوكِ بإشاعة النور في دروبكِ المظلمة

بينما جاءوا خلسةً ليسرقوا ضوء عينيكِ.

 

وأنتِ هنا من وراء الجميعِ

راقدةً بخريطة عقلي

بلا ضجيج، يتجلى هدوءكِ الصاخب

تنهضين من برزخكِ

كحقيقةٍ بانَت من عتمة السراب

كضوء يتأرجح في الأفق

أنتِ أنتِ.. بروحك المنهكة

لكنها لم تزل خصبةً

ترسلُ الدفء إلى أطرافكِ الباردة

 بعيون حذرةٍ ترقبين مآل الطريق

بين ماضٍ تبخَّر

وحاضر كصندوق مغلق

مزينٍ بشريطٍ لامعٍ

بإحدى يديكِ تقصينَ الشريط

بينما هنالكَ رغبة في مهبِّ القلق

تسري في يدكِ الأخرىٰ

تلكَ التي تلوّح بالتلاشي!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 صدر مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project