تنكسر أحلامك بداخلك
كشوكة في أهم أصابعك.
لا تنسي الشوكة
ولا تستطيع التخلص من المرارة
وما يؤلمك أكثر شئ
هو معرفتك أنك أنت، من حاولت اللعب بالورد
أنت -أيها المسكين- من ظننت أن الورد
ينظر إليك كما تنظر إليه.
.
هذه حياتك.. ما يتسرب مثل الرمال من بين أصابعك
تنتظرك الحياة أن تغادرها وتنتظرها أنت أن تأتيك
وبين هذا وذاك،
تعيش بكل الحرج كخطأ غير مقصود
سوف تخرج حياتك عن النّص
وسوف تتعلم عندها الإرتجال
.
الحياة أنطولوجيا عائمة في ذاتها
نحن عنوانها
أنطولوجيا تناقش شعور السِكّين بالألفة
حين يحزّ ذات الجرح مرتين
ونحن جرحها
وفي النهاية سنشفى،
لا لأننا سلكنا استراتيجيات خارقة أو بارعة الذكاء،
بل لأن الوقت، قال كلمته السحرية.
.
لا يمكنك أن لا ترى ما قد رأيت
ولذلك يرقص الحلم في جسدي
كطفل في رحم لا يهدأ
يريد الخروج للعالم
يريد أن يرى الشمس، وينزع الأغشية عن وجهه
يريد أن يسمع أمه تقول له
لقد متّ من أجلك مرتين.
/
ما القوة؟
فأس في خاصرة شجرة
نهر يشق قلب صخرة
أو نظرة على جرح يعري وحش
القوة هي أن تستطيع إحياء نفسك
بعد ما تقتُلك الحياة مرات عديدة.
.
كُل الذي أوجعني
صنعني.
كما تصنع الذكرى ندبة في وجه الكون
الندوب دليل على الحياة،
دليل أنني عشت بعمق،
تهورت بعمق، تألمت بعمق، أحببت بعمق
.. وتمزقت
وبرغم كل هذا.. تعافيت
/
مريم لم يكن اسمي..
ولكني كنت كلما أخطأت مثلهم، رجموني حتى الموت!
ويوسف لم يكن اسمي؛ ولكني كنت كلما أحببت أحداً.. دفعني إلى البئر ذاته
عظيمة كانت أخطائهم، لكن مقصلتي كانت أكبر
تسألني الهاوية برفق، لماذا سورة مريم؟
القرآن كله كان حبيبي في الليل.. ولكن غربتي تحب سورة مريم
وأنا أحب الحياة على طريقتي، ويحبون الحياة على طريقة القيامة وحدها!
“فاتك أن تكون ملاكاً لترضي الجميع”
/
أعلم جيداً أن أحلامي كلها سوف تتبعني
بمجرد أن أشيح بنظري عنها،
ومثل أي كليشيه
سوف لن أقبل بها وقتها
بل سوف أركض وراء أحلام جديدة تلك المرة؛
أحلام قد لا تراني مثل القديمة،
ولكن تلك المرة أريد أن يبتسم لي الحلم،
أو على الأقل يسمعني،
أو فقط أن يلتفت لي قائلاً
أن ربما كل ما مضى
لم يكن بلا ثمن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان “جغرافيا الحساسية” صادر عن دار رواشن .. حاصل على جائزة عفيفي مطر للشعر2021