على الجانب الآخر من البحر

رسالة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

الرسالة اللي وصلت بالبريد بالسلامة

مساء الورد يا ميوية:

كل سنة وإنتِ أجمل وأروق يا رب. أكتب لك من أحد المراكز التجارية في ميديين، هنا والآن آثرت الجلوس في أحد فروع المقهى الأشهر (على حد علمي) في كولومبيا: خوان بالديس. اخترته لإطلالته على البراح الذي يضيق بنا أحيانا، وعلى خضار المدينة وجبالها وحركة السير والمباني الأسمنتية أيضا. منذ زمن وأنا أفضل الأماكن المفتوحة، وأحب أن أمضي أطول وقت ممكن فيها، كما فعلنا في لقائنا الذي أرفقتي صورته في رسالتك لي. كانت شيماء ثالثتنا، وملحوظتك على اختلاط اسمينا عليك أضحكتني لأني تذكرت ما حكته لي ماما عن لحظة اختيار اسمي الذي جاء بالقُرعة! كان الجواب النهائي بعد تصفيات بينه وبين اسم ….؟! حزري فزري؟ .. هو بعينه .. شيماء فعلا إذن لا حرج في تشابه الأمر عليكِ إذن.
..

في رسالتك كنتِ تتفكرين معي في الصداقات وامتدادات الروح فيها، سؤال آخر نحاول الإجابة عليه، منذ شهر أرسلت لي صديقتي آية طنطاوي فيديو تتحدث فيه إحدى الفتيات عن الصداقة (فيديو آخر يخص موضوع “الأنفلونسرز” الذي تعنونين به مقالات الجديدة). ما أتذكره الآن عن هذا المحتوى هو اختبار دعت الفتاة مشاهديها إلى إجرائه: بالبحث عن أقرب خمسة أصدقاء يخطرون على بال متابعيها، وكيف أنهم/ن بشكل ما يقولون شيئا عنّا، هم مرايانا بدرجات متفاوتة .. أتظنين ذلك حقا؟
..

في سياق متصل لموضوع الصداقات والمراسلات شاهدت مؤخرا عرضا خاصا لفيلم وثائقي عن صداقة عابرة للقارات بين شابين، يحمل أفيش الفيلم صورتهما متحاضنين، البطلان هما مخرجا الفيلم، وكان العرض في وجودهما. الفيلم عبارة عن فيديوهات يتبادلونها عوضا عن الرسائل المكتوبة، لنقل هي رسائل مصورة، اسم الفيلم: Al otro lado del mar (على الجانب الآخر من البحر). أود أن أكتب عنه مقالا باستفاضة، عن الصداقة بين إسباني وكولومبي، وكيف يُعَرِّف كل منهما نفسه لخليله، وما يختار مشاركته. حاولت الاتصال بأحد الأصدقاء المسؤولين في مهرجان القاهرة لسؤاله عن إمكانية مشاركة الفيلم في نسخة المهرجان هذا العام، لكنه أخبرني بعدم جواز ذلك لأن عرضه العالمي الأول كان السنة الماضية، لذا لا يمكن ترشحه لا في القاهرة ولا في الجونة، لكني لم أيأس بعد من السؤال، ربما لانشغالي الشخصي بأحد موضوعاته المطروحة على استحياء: الذكورة والرجولة وأنماطها، مشغولة مؤخرا بالقراءة عن هذا الموضوع المجاور للدراسات النسوية لفهم تعقد العلاقات بين الجنسين، وكيف يُعَبِر البشر عن مشاعرهم واحتياجاتهم، وعلاقات القوى وممارسة السُلطة و”الأدائية” بتعبير جوديث باتلر. ها أنا أنزلق للحديث عن جوانب من رسالتي للدكتوراه:( عندي تقديم مهم الشهر القادم سيحدد مدى تقدمي في مشروع الرسالة بعد ما يقرب من سنة ونصف هنا، وسيقرر المُحَكِّمون ومشرفا الرسالة جواز ترشحي لاستكمال المنحة من عدمه .. ادعي لي
..

في رسالتك عرجتي على ذكر الخيانات والموضوعات التي لا يمكن طرحها إلا همسا، هنا تذكرت حديثا لك عن فيلم “احكي يا شهرزاد”. هل تتذكرين الرابط بين هذه الإحالة وموضوع الحب والهمس إذن؟ كما طلبتي مني تذكيرك بأن تحدثيني عن تأثير الفصول والمواسم على موود الكاتبات والكُتاب. قدومي إلى هنا كان في شتاء مصر، قبل الربيع مباشرة، أما هنا فلا فصول للسنة في ميديين، مدينة “الربيع الأبدي” كما يسمونها، لكننا بسبب التغير المناخي يمكننا اختبار الفصول الأربعة على مدار اليوم، حينما أسير في الشارع أرى مَن حولي بأزياء تنتمي للفصول الأربعة في هذه البُقعة الاستوائية.
..

في نهاية رسالتك ذكرتي التقاط الصور وتأملها، وفي محادثاتنا الصوتية تأملنا معا بعضها وذكرت لك إيماني بكليشيه “عينيكي فيها حزن”، فمهما حافظنا على “أداء” مَرِح في بعض الصور قد لا تُخطئ عين البصير حزنا شفيفا يَطل من العيون ويصعب مداراته وإنكاره.
..

الشمس هنا أوشكت على المغيب، وعليّ إدراك موظف البريد السريع قبل موعد انتهاء دوامه، لذا سأُنهي الرسالة ها هنا، ولحديثنا بقية ما دام في العمر بقية.

سلامات وأحضان لفتاة عيد الميلاد،

أسماء

الثلاثاء 4/7/2023 م

16 ذي الحجة 1444 هـ

..

مقالات من نفس القسم