فصلٌ من رواية “في متاهات الأستاذ ف.ن”

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد المجيد سباطة 

طلبة شعبة الأدب المقارن

كلية اللغات والآداب والفنون – جامعة ابن بطوطة – طنجة

*

الوفاة ناتجةٌ عن تسمّم دوائي مقصود، يندرج تحت مفهوم الانتحار.

التقرير الرسمي للطبيب الشرعي (ص 7)

*

الطالب الأوّل: حسام الغالي (24 سنة)

– السلام عليكم، أستاذ…أقصد حضرة الضابط.

– وعليكم السلام، مرحبا، تفضل اجلس.

– شكرا جزيلا، أنا رهن إشارة العدالة، وكلي ثقة في قدرتكم على الوصول إلى الحقيقة، لم نعهد من مصالحنا الأمنية إلا الاحترافية واليقظة، حفظكم الله ذخرا لنا، و…

– تمام، تمام، شكرا جزيلا لك. صف لي علاقتك بالأستاذ الراحل، فريد النوري.

– بوفاته خسرت الكلية أستاذا رائعا وملهما، رحمه الله. تستحق محاضراته القيمة سلسلة كتب تخلدها. كانت فضيحة التحرش صادمة للغاية. هل تأكدتم من أن الانتحار هو سبب الوفاة؟

– هذا ليس من شأنك. أنا من يطرح الأسئلة هنا.

– سامحني يا سيدي، لن أتجاوز حدودي مرة أخرى…

– ممتاز. سمعت أن علاقتك به لم تكن جيدة على الدوام. بل إنه لمح ذات مرة، وأمام باقي الطلبة، إلى أن موقع هذه الكلية ليس برلين الشرقية حتى يجند فيها عملاء الستازي الجواسيس. وصرح البعض أنه يقصدك أنت، لأنك محسوب ربما على صف الأستاذ عزيزي. ما قولك في ذلك؟

– سوزي؟ شازي؟ كذب بكل تأكيد يا سيدي. أنا أعامل كل أساتذتي على قدم السواء، فمن واجبي احترامهم وتقديرهم، كاد المعلم أن يكون رسولا…

– طيب، يقول البعض أيضا إن عزيزي لا يتواصل إلا مع شلة طالبات تتزعمها جميلة بولنوار، ولا يهتم بأحد من الطلبة الذكور سواك. هل هذا صحيح؟

– معذرة يا سيدي، لكنني لا أعرف أي شلة، أحترم كل زميلاتي وزملائي، وأهتم بدروسي وتحصيلي العلمي والأكاديمي، ولا شأن لي بأحد.

– وماذا عن الإهانة الصريحة التي وجهتها إليك الأستاذة الطالبي، عندما قالت إن أفعالك الرخيصة تناقض اسمك العائلي، وإن انبطاحك لجمال عزيزي لن يقودك إلا إلى حتفك؟

– سامحها الله، يعلم الجميع أنها مضطربة نفسيا، فتقلباتها المزاجية غير خافية على أي كان. لا أحد يأخذها على محمل الجد، فالمهم أن تمنحنا المعدل الموجب للنجاح. أليس كذلك؟

الطالب الثاني: أسامة الشيخاوي (25 سنة)

– أسأل الله العفو والمغفرة للأستاذ فريد، فقتل النفس ذنب عظيم.

– أتعتقد أنه تحرش بالباحثة الإسبانية؟

– أستغفر الله. لا علم لدي بأية تفاصيل. لم يثبت عن الأستاذ فريد تصرف مماثل من قبل. لكن النفس أمارة بالسوء.

– يقال إن أدريانا كانت تلفت الأنظار كلما حلت بالكلية، هل هذا صحيح؟

– كنت حريصا على غض بصري يا سيدي، لكن قولك في محله. لا أدري لماذا تعمدت الإسبانية دوما لفت انتباه الجميع إليها، بتسريحات شعرها الغريبة، وملابسها غير المحتشمة، والمنافية تماما لما يفترض أنها ضوابط جامعية. لكن من يهتم؟ فهي لا تختلف في ذلك عن مجموعة من زميلات الدراسة، ممن يعتقدن، بملابسهن الفاضحة، أنهن تتنافسن في مسابقة لعرض الأزياء…

– أتقصد جميلة وشلتها؟

– لا أهمية للأسماء يا سيدي. لطالما سعيت للقيام بواجبي في محاولة نصحهن، بكل احترام، فكان جزائي السخرية والاتهام بالرجعية والتخلف والتطرف. وقد استدعاني الأستاذ عزيزي إلى مكتبه ذات مرة، وأمرني بتركهن وشأنهن، مهددا إياي بحساب عسير. أسأل الله الهداية للجميع.

– مفهوم. طيب، بعيدا عن كل هذا، وبالعودة إلى الأستاذ النوري، أتعتقد أنه انتحر فعلا؟

– لا أنكر أنني تابعت دراستي في تخصص الأدب المقارن اضطراريا، لا عن قناعة أو شغف مسبق، لكن نظرتي إلى آداب الغرب وباقي الأمم تغيرت كثيرا بفضله، خاصة الأعمال التي لا تتعارض أفكارها مع ديني وبيئتي. هذا لا ينفي امتعاضي أحيانا من تحدثه بإعجاب عن عدد من العدميين الملحدين، ممن اختار الغرب تنصيبهم على عرش آدابه وفلسفته، كالمدعو سيوران على سبيل المثال: ربما سمح لروحه بالتلوث بالأفكار المسمومة لهؤلاء، فقتل نفسه في لحظة ضعف. لكنه مجرد احتمال، وليس ظنا، لأن بعض الظن إثم.

الطالب الثالث: أشرف شهيد (23 سنة)

– أبهرنا الراحل دوما بقدرته على ربط كل تفاصيل الحياة بالأدب، لك أن تتخيل يا سيدي، أنه لم يسخر من ولعي المعروف بممارسة تمارين اللياقة البدنية، ومتابعة مباريات وأخبار كرة القدم، بل إنه اقترح علي فكرة لطيفة: إعداد عرض يقدم نبذة قصيرة عن أعمال أدبية لبلدان المنتخبات المشاركة في كأس العالم بالبرازيل. وأذكر أن الطلبة تفاعلوا مع العرض بشكل طيب.

– ولم تحظوا بمعاملة مماثلة من جمال عزيزي؟

– حصصه جلسات تعذيب نفسي. تشعر أنه لا يأتي أصلا إلا على مضض. تخلو دروسه من أي شغف، ويكتفي خلالها باستعراض دروس قديمة، ربما لم يغير مناهجها من سنوات طويلة. أو يقترح العمل على نصوص نقدية بالية ومملة، يقول زميلنا منير الحسناوي، وهو بالمناسبة أفضلنا وأوسعنا اطلاعا، أن أصحابها أصدقاء جمال عزيزي، أساتذة يدرسون في جامعات أخرى.

– هناك من يتحدث عن شلة فتيات تتزعمها جميلة بولنوار، وتحظى بمعاملة خاصة من عزيزي.

– الأقاويل كثيرة، ولا أستطيع تأكيدها أو نفيها. وقتي موزع بين المحاضرات والواجبات والتدريبات الرياضية، ولا شأن لي بأحد. لكنني أستطيع وصف المشهد المتكرر بحذافيره في حصة الأستاذ عزيزي، يوم الإثنين على الساعة الثانية بعد الزوال: جميلة وصديقاتها في الصف الأمامي، بتنانير قصيرة وضيقة (حتى في عز فصل الشتاء) وهن يتبادلن الضحك والمزاح العابث معه، فيما يتبعه حسام الغالي كظله، ويحمل عنه حقيبته، مبررا تصرفاته المضحكة بأن احترام الأساتذة وتقديرهم واجب.

الطالب الرابع: خليل آيت القاضي (29 سنة)

– ليست المشكلة في انتحار الأستاذ فريد أو تحرشه بالباحثة الإسبانية. المنظومة كلها فاسدة، وهذا يستلزم تغييرا تاما، أو بالأحرى انقلابا جذريا.

– ماذا تقصد؟

– يقول المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي في دفاتر السجن: إن المنظومة التعليمية ليست مطالبة بنقل المعارف التقنية فقط، بل بالسعي إلى تكوين شامل للطالب، بما ينمي حسه النقدي ووعيه الأخلاقي.

– وما علاقة هذا بالقضية؟

– كل شيء مرتبط ببعضه. إن المنظومة الجامعية الفاسدة، التي تستهدف توفير روبوتات مستهلكة، لا بشر واعين بحقوقهم وواجباتهم، تساهم بالتأكيد في خلق نماذج معطوبة، تعيد إنتاج دائرة القهر، كما سماها مصطفى حجازي في كتابه التخلف الاجتماعي – سيكولوجية الإنسان المقهور.

– اسمعني يا هذا. استدعيتك هنا للتحقيق، لا لتقديم مرافعة حول واقع التعليم العالي في المغرب. أجب عن سؤالي بشكل مباشر: هل تعتقد أن الأستاذ فريد النوري تحرش بالباحثة الإسبانية أدريانا نافاس؟

– لا.

– شكرا، يمكنك الانصراف…

الطالب الخامس: عبد المولى مقروف (28 سنة)

– أرجوك يا حضرة الضابط. أنا لا أعرف شيئا ولا علم لي بشيء. لا شأن لي بمتحرشين أو فاسدين أو مجانين. مستقبلي على المحك، لأنني أكرر هذه السنة، ولا رغبة لي في مشاكل مع أحد. أريد الحصول على المعدل، والمغادرة في أقرب وقت ممكن.

– مفهوم، مفهوم، ولماذا البكاء إذن؟

الطالب السادس: عصام المسعودي (23 سنة)

– استمتعت دوما بالدخول إلى صفحته على الفايسبوك. كان نشيطا على وسائل التواصل الاجتماعي، يكتب مراجعات أنيقة عن كتب قرأها، ويشارك اقتباسات من بعضها، ولا يدلي برأيه في كل شيء وأي شيء كما يفعل البقية، كما قد يشيد أحيانا بأحد طلبته السابقين، ممن حققوا نجاحا معينا، أكاديميا أو مهنيا، فيشعرك ذلك بالثقة والأمل في المستقبل.

– يقال إنه حرص على إدامة التواصل مع هؤلاء الطلبة السابقين، من الناجحين مهنيا، بهدف تكوين شبكة علاقات متينة، تمكنه من تحقيق مصالحه الشخصية…

– لا أدري، ولكن ماذا في ذلك يا سيدي؟ لا أعتقد أن في هذا ما ينافي القانون، مصالح متبادلة يستفيد منها الجميع ولا تضر أحدا!

– حسنا. وماذا عن الأستاذة حنان الطالبي؟ هل كنت تتابع حسابها أيضا؟

– حساب عادي. قد تكتفي بمنشور واحد كل عدة أسابيع، تشارك فيه اقتباسا، أو إعلانا عن نشاط أكاديمي جديد في الكلية. لكنها لم تتوان يوما عن وضع علامات الإعجاب على كل منشورات الراحل.

الطالب السابع: منير الحسناوي (27 سنة)

– سمعتُ عنك الكثير، يقال إنك ألمع طلاب شعبة الأدب المقارن. ما رأيك في فريد النوري؟

– لا أعتقد أن البحث عن البياض الناصع أو السواد الحالك في شخصية وماضي الأستاذ الراحل سيقود إلى شيء. هو لم يكن ملاكًا طاهرًا ولا شيطانًا رجيمًا، ولا يمكن وصف شخصيته بالمعقدة حتى. إنه ببساطة رجل فهم جيدا معادلة النجاح كما يعرفها قاموس واقعنا: الموهبة وحدها لا تكفي، ما لم يتقن صاحبها الرقص على الحبال، خاصة اللامرئية منها…

– أي رقص؟ وأي حبال؟ وضح كلامك…

– ستجد أكثر من تأويل لكل خطوة قام بها الراحل. دعم طالبا مثلا في الحصول على منحة أو فرصة تكوين في جامعة أوروبية؟ سيعتبرها أحدهم واجبا أكاديميا طبيعيا، فيما سيصر آخر على أنه لم يفعل ذلك إلا خدمة لمصلحة شخصية لا يعلمها إلا هو. رغم أن التفسير الحقيقي أبسط من ذلك بكثير: الوضع في تلك الكلية شبيه برواية المحاكمة لفرانز كافكا، عندما تجد نفسك في قلب متاهة معقدة من القوانين الهلامية، ثم تتذكر فجأة أنك لا تعرف سبب وجودك هناك أصلا. استطاع الأستاذ فريد تدريب نفسه على التعايش مع غرابة هذا الوضع، بل وتحكم بكل خيوط أريان بيده، مطمئنا إلى قدرته على الخروج متى شاء، لكنه أخطأ ربما في حساباته، وخانته ثقته الزائدة، فوجد وحش المينوتور بانتظاره.

– لا أريد حذلقة من فضلك. نحن نبحث عن أجوبة صريحة ومباشرة هنا. ما رأيك أنت، الطالب منير الحسناوي، في هذا الأستاذ؟

– لا أخفي استمتاعي الشديد بكل محاضراته، أذكر أنه كان يدرسنا مادتين بعد ظهر الثلاثاء، فلا أشعر طيلة أربع ساعات بذرة ملل. الواضح أن الأستاذ فريد أحب مهنته، وكان شغوفا بما يفعله، لكن هذا شيء، والسعي للحفاظ على المكانة في صراع العروش داخل الكلية شيء آخر…

– لكن علاقته بالعميد متينة، أي أنه في مأمن. أليس كذلك؟

– هذا ليس كافيا، هناك أيضا لعبة توازنات حزبية لا بد من أخذها بعين الاعتبار. أتت فترة تقاعد فيها أساتذة قدامى، فجرى إغراق الكلية بآخرين جدد، في مباريات شكلية استبعدت خلالها ملفات قوية لمترشحين مميزين، مقابل توظيف حفنة من الكسالى، بعضهم لا علاقة له حتى بالتخصصات المطلوبة. فانتقلت الكلية إلى مرحلة جديدة عنوانها التهريج: أستاذ يوزع على الطلبة نصوصا أدبية للتحليل، ألفتها امرأة فيما يعتقد هو أن الكاتب رجل. أستاذة لم تقرأ حرفا لكاتب يفترض أنها أنجزت أطروحتها عن أعماله. أستاذ يستعرض بالنقطة والفاصلة درسا حمله من موقع إنترنت ونسبه لنفسه، رغم أن مؤلفته الحقيقية مازالت على قيد الحياة. والكثير من النكت الأخرى، حتى يخيل إليك أن معيار توظيف كل هؤلاء لم يكن الكفاءة، بل الغباء. ولا حاجة للقول إن ما يجمع بينهم أيضا الانتماء إلى حزب العميد، أو أحزاب أخرى متحالفة معه.

– وماذا كان موقف باقي الأساتذة من كل ما تحكيه؟

– ربما حاولت الأستاذة الطالبي الوقوف في وجه هذا العبث، لكنها أضعف من أن تفعل شيئا، فيما فهم فريد النوري قواعد اللعبة قبل الجميع، فسعى للاستفادة منها وتوظيفها لصالحه، بالتأييد حينا، وبالحياد أحيانا أخرى.

– على ذكر الأستاذة حنان، هناك تضاربٌ كبيرٌ حول تعقيد شخصيتها، ويقال إنك مقرب منها. هل هذا صحيح؟

– الأستاذة حنان صعبة المراس، لكن أحدا لن يستطيع التشكيك في مدى عمق ثقافتها وحرصها على مبادئها الأكاديمية. مشكلتها ربما أنها راديكالية في مثاليتها، التي لا تناسب تلك الكلية. وهذا ما جر عليها السخرية والانتقادات الدائمة. أفهم سر انجذابها الفكري نحو الأستاذ فريد، لشعورها ربما أنه الوحيد الذي يفهمها، لذلك ستجدها شرسة في الدفاع عنه، وقد تتجاوز حتى ما يفعله في الكواليس، أو تبرره، لأنه ظل الأقدر دوما على مواكبة مستواها الفكري المتميز، أما قربي منها فلا يتجاوز أي إطار أكاديمي.

– وماذا عن جمال عزيزي؟

– رجل لا يثير في نفسي سوى الغثيان. يعامل الطلبة الذكور باعتبارهم كائنات لا مرئية، ويتصرّف كأنه وليّ نعمةٍ على الطالبات. يوفر لهن فرص المنح والابتعاث، لكن بشروط. أسمع الكثير عن محاصرته لبعض البريئات، لإجبارهن على الخضوع له، مقابل مسايرة أخريات له بأسلوبٍ براغماتي، يستهدف تحصيل المكاسب دون أدنى اعتبار للكرامة أو الشرف. يتهامس البعض عن حفلات سرية ماجنة، تلعب فيها جميلة بولنوار دور الوسيطة. لكنها أقاويل لا أستطيع تأكيدها.

– تبدو عليما بالكثير من خفايا الشعبة والكلية، ما سر هذا الاهتمام؟ ألا يفترض بك التركيز فقط على تحصيلك العلمي، والسعي للحصول على معدلات متميزة؟

– لم تكن لي شجاعة إحدى زميلاتي، حتى أكتب القصص والقصائد مبكرا مثلها. فضلت التريث، والتركيز على محاولة فهم المجتمع، بما يمكنني من الكتابة عنه مستقبلا، فكافأني القدر بهذه الكلية، باعتبارها نموذجا مصغرا جاهزا، يقدم كل ما يحلم به أي روائي ناشئ.

– مفهوم. سؤال أخير، ما تعليقك على الضجة التي أثارتها أدريانا نافاس؟

– قد يكون في رأيي تأثر واضح بالأدب البوليسي الذي أحبه، لكنني أعتقد أنها أتت بتكليف خاص، لأداء مهمة محددة، تستهدف الأستاذ فريد النوري شخصيا. ما طبيعة هذه المهمة؟ ولماذا هو بالذات؟ وفي حال ثبوت انتحاره، لماذا فضل هذا الخيار عوض المواجهة؟ أعتقد أن الوصول إلى حقيقة ما جرى يستلزم طرح الأسئلة المناسبة أولا، قبل السعي إلى البحث عن إجابات.

*

ملاحظات الضابط مراد بنصالح:

– تلخص الأسئلة التي طرحها الطالب (م.ح) كل تعقيدات هذه القضية (ضرورة استدعاء الباحثة الإسبانية) (وإن لم يكن تبرير الطالب لمعرفته العميقة بكل تلك التفاصيل والأسرار حول الفساد المستشري في الكلية مقنعا البتة.)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روائي مغربي .. الرواية صادرة حديثًا عن المركز الثقافي العربي 2025

مقالات من نفس القسم

amr ezz aldeen
تراب الحكايات
موقع الكتابة

فيزوف

ashraf al sabbagh
تراب الحكايات
د. أشرف الصباغ

النملة