أتذكر كلماتك يا عماد!

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
سارة القصبي 
.
كل يومٍ أتذكّر كلماتك، يا عماد*:
“نمسكُ أعضائهم ليتبولوا كي لا نكون عاقّين”.
حتى حين يفقدون القدرة على الوقوف،
وتبقى لهم أيادينا لتحملهم،
تظلّ القسوة تسكن قلوبهم… يا عماد.
_
بينما تأتينا الفرصة لنهرب،
يتساقطون أمام الدار
ككومة قشٍ تصرخ من الداخل،
تستغيث ألّا نحرقها.
صوت بكائهم يغطي على بث محطة الراديو؛
القارئ يشيد،
وهم يصرخون.
كنّا نمسح دموعنا،
ولا نتوقّع أن نُختَبر
بهذا القدر من غلاظة الحياة.
_
لا نستطيع إحراق جرنٍ كاملٍ
من حقل ذرةٍ ذابل.
حتى إننا نكاد نجنّ؛
نسبح كل يومٍ في فضلاتهم،
ونقاوم أن تُكسَر ضلوعنا
بيد أبنائنا.
_
الستر عندهم
كان فرع زينةٍ كهرباء معلّقٍ فوق المنازل.
كل شعلةٍ كانت تضيء قصص العابرين عنّا،
وتطفئ فينا معنى الدفء.
لم يعلّمونا يومًا
ما معنى الستر.
_
ومع ذلك،
نمُسك عقولنا عن الجِنان،
ونغطي رؤوسنا بمناديلهم القديمة.
لم يبقَ سوى عظامهم المهزومة،
وقلوبنا المهشّمة.
حتى الدواء الذي يَصلح لهم،
من شدّة القسوة،
صار هو أيضًا دواءنا…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية، 
*إشارة إلى عماد أبو صالح 

مقالات من نفس القسم