كحلٌ مسروق وظلٌ يقظ

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

لبنى حمادة

رأسي مُعلَّقٌ على كفِّ اللَّيلِ

ينتظرُ الشَّيطانَ يَرمي نَردَهُ.

جاءَ…

عارِيًا إلَّا من وجهي.

 

مَن قالَ إنَّ النَّجاةَ طريقٌ؟

 

لنَلعَبْ لعبةَ التَّكوينِ

كَطفلٍ يَلهو بزُجاجةٍ فارغةٍ

يَكسِرُها…

ثُمَّ يَبكِي دَمَ أَصابِعِهِ.

 

أنا وهو

هو … أنا

نَغزِلُ الخَطايا بخُيوطٍ من وعيٍ

أُقبِّلُ فَوضاهُ في المرايا

وأُلصِقُ ظلَّهُ على جَفنَيَّ

كَكُحلٍ مَسروقٍ.

 

لا أَخلُقُ شيطاني…

فقط أُعيدُ ترتيبَ ملامِحِه

أمنَحُهُ صوتي

أُعيرُهُ قلقي

أدعوهُ ليكتُبَني كما لا يَجرؤُ أحدٌ على قراءتي.

 

أَرتدي قميصي مقلوبًا…

كَطَقسٍ من طُقوسِ العِصيانِ

لامرأةٍ قَطَفَتْ حُرمةَ اللَّيلِ.

 

أَشرَبُ قَهوتي واقفةً على قَدَمٍ واحدةٍ

أَختبرُ التَّوازُن…

بينَ الشَّهوةِ والنَّدَمِ.

 

الخَوفُ نَبرةُ أُمٍّ تُغلِقُ فَمي بهَمسٍ

الذَّنبُ يغطي ذِكرى أبي بوِشاحٍ مشدودٍ

ينفث وهمه في صدري

يقول: كم كنتِ جَميلةً…

ويرحل كأنَّ شيئًا لم يحدُثْ.

 

لم يعد الطريقُ واسعًا

أصبح أَقصَرَ من تَنهيدةٍ في حضنٍ بارد

وأَقسى من ابتِسامةٍ على شِفاهٍ مُنهَكةٍ.

 

النَّارُ تَمشي ببُطءٍ

تَنسُجُ خُيوطَها

تَسحَبُ ثِقْلَ كَعبِها

تُخَبِّئُ حِذاءَها في الخِزانةِ.

 

أَكسِرُ بيضةً…

فَتسيلُ ذاكرةٌ بيضاءُ

تَتلوَّنُ برغبةٍ قديمةٍ.

المِلحُ يُشبهُها…

قاسٍ

لكنني أَلعَقُهُ بحُبٍّ ولذَّةٍ.

 

أُمشِّطُ شَعري…

أَنزِعُ الأشواكَ من طُفولةٍ مُشتهاةٍ

ثُمَّ أُطلِقُهُ للخَيالِ.

 

أتسكَّعُ بينَ أَجسادٍ…

تَرتجِفُ من بَراءةِ الضَّوءِ

أَشُمُّ التَّنهيداتِ

وأُرَبِّتُ على ذَنبي كَقِطَّةٍ نجت من مذبحةٍ.

 

كم شَيطانًا في رأسي؟

كم إنسانًا فيك؟

مَن مِنَّا يَلعَبُ بالآخَر؟

 

أنا التي سَكَبَتْ الحَليبَ…

ولا، لن تَمسَحَهُ إلَّا أَصابِعُ غَريبٍ.

أَرتكِبْتُ الذَّنبَ كاملًا

بعدما فاضَ جَسدي…

من شُقوقِ الاحتمالِ.

 

أُذيبُ فُتاتِي في كأسِ نبيذٍ

أُوَسوِسُ للظلِّ أنْ يَخرُجَ من جُحرِهِ.

 

ما الجَسَدُ…

إلَّا رَقصَةٌ في مَحرقةٍ ناعمةٍ.

 

أنا قُبلةٌ تَتقيَّأُ بعدها الغُفرانَ

شَّكٌّ يَضعُ أَحمرَ شِفاهٍ فاقعٍ

وصِّدقٌ…

يَتلعثَمُ في عُيونِ المَرَدةِ.

 

لَستُ قِدّيسةً…

لا لَعنَةً تَمسِكُ بي.

أنا رعشةٌ في لحنٍ بلا اسمٍ.

 

أَفهَمُك الآن…

الرَّغبةُ تتكاثَرُ كفِطرٍ سامٍّ في القلبِ.

 

أُفكِّرُ…

لو أَمدُّ يَدي منَ النَّافذةِ

لأَقطعَ رَقبةَ العالَمِ كما تُقطَفُ زهرةٌ.

 

أنْ أَتحوَّلَ إلى سَوادٍ…

يَنعَقُ في آذانِ العابرين:

“اللَّيلُ يُجيدُ التَّقمُّصَ

لا شَيءَ يَحتاجُ فَتوًى

الخَلاصُ قد يَكونُ شَفرةَ موسٍ تحتَ وِسادةٍ مَهجورةٍ.”

 

أَغزلُ شطحاتي أُسطورةً

تُولَدُ امرأةٌ بِعُيونِ أفعى

تُصبِحُ ظلًّا للرُّضَّعِ

خَيالًا يَتسكَّعُ في غُرَفِ النَّومِ…

ويَلثغُ بأسماءِ مَن رَحلوا.

 

هل كانَ هذا ما أَغواكَ؟

الرَّغبةُ في أنْ تَتلبَّسَ اللذَّةَ والموتَ في آنٍ واحدٍ؟

أنْ تُشعلَ العالَمَ ليَشعُرَ بحرارةِ وُجودِك؟

 

لنَلعَبْ…

 

أُجيدُ لَفَّ اللهَبِ كَضَفيرةٍ

أَدُسُّهُ في قَميصي كَتَعويذةٍ

أُقَبِّلُ الخَوفَ من فَمِهِ…

أَترُكُهُ نائمًا تحتَ لِساني.

 

فَلِماذا لا نَلعَبْ؟

 

أنا شَرارةٌ…

تَسكنُ خَلفَ الأستارِ المُسدَلةِ

تُحضِّرُ مشروبًا دافئًا بِيَسارِها

وتَكتُبُ الاحتراقَ بِيَمينٍ تَرتَعِشُ.

 

قَلبي كَبسولةُ دواءٍ…

أَبتلِعُهُ كلَّ انتِقامٍ دون تردد

 

فَلِماذا لا نَلعَبْ؟

 

هناك…

ارَبِّتُ على قلب مِقعَدٍ مُقابلٍ

وألقي نَردي في الهواءِ.

 

لنَلعَبْ…!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصريّة 

مقالات من نفس القسم

mohammed rabea hammad
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

أعدائي