حيث هما ..

سمية
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سمية عبد المنعم 

على وقع كلماته انتفضت واقفة، قاومت انهيارا وشيكا، بأن دفنت وجهها بين كفيها، ثم لم تلبث إحدى يديها أن تسللت دون وعي نحو ثديها الأيسر، لتحتضنه كأم تضم رضيعها بلهفة حين تخشى فقده…

أغلقت عينيها على دموعٍ غلبت مقاومتها، وراحت تسترجع ذكريات ليست بعيدة..

تحبه كثيرا كأنه حبيبها الذي رزقت به منذ مولدها.. هكذا كانت تخبر صديقاتها حين كن يتهمنها بالاعتناء المبالغ بملابسها وتعمد اتسامها بالضيق الشديد من الثديين، فيبرزان في هيئة مثيرة، لا تتناسب وحجابها، ثم تعود بعدها لتشكو كثرة التحرش بها!

تضحك في غنج حين تشيعها أمها بنظرة مستنكرة وهي تختال فرحة بفستان جديد وتزهو “بقَصة” صدره المبتكرة، وتمصمص الأم شفتيها وهي تشير نحو ثديي ابنتها متمتمة: معندكيش غيره يا خايبة! فتتعالى ضحكتها هاتفة: وماله.. يكفيني..

لتشيح أمها بوجه أغرقه الحياء صائحة: قليلة الأدب!

تذكر جيدا كيف كانت تهرع إلى مرآة حجرتها عندما تعلم بهوية ذلك العريس الذي يود خطبتها، فتخلع ملابسها العلوية وتطيح بحمالة صدرها التي تحرص على أن تكون من نوع غالي الثمن، ثم تقف عارية تتلقف ثدييها بكفيها وتربت عليهما في حنو، تنظر في المرآة إلى فورانهما واستدارتهما وبريق جلدهما، ثم تغمز بجانب عينها وكأنها تحدثهما: لا، ميستاهلش الجمال ده…

ثم تقترب من باب غرفتها الموصد لتصرخ بأمها معلنة رفضها للعريس..

وعندما اقتنعت أخيرا بأحدهم، لم تتورع عن الانفصال عنه بعد سنوات قليلة من الزواج، فقط لأنه لا يقدر جمال ثدييها ولا يمنحهما من الاهتمام ما كانت تحلم به.

من بين كفيها رفعت وجهًا أدمته الدموع ونظرت لطبيبها الذي ترقد بين يديه العديد من نتائج أشعات وتحاليل لثدييها، وقد ضغط على شفته السفلى بعنف وهو يغمغم بألم: للأسف، كانسر متقدم ولازم استئصال كامل للثدي، وإلا هينتشر في أنحاء الجسم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قاصة مصرية 

مقالات من نفس القسم