محمد غازي النجّار
فوقَ سطحِ عمارتي
فوقَ سطحِ الدنيا
فوقَ سطحِ كينونتي
كنتُ أراقبُ حركةَ الصبحِ الدؤوبِ
فوقَ ظَهْرِ المدينةْ
التي تمشي في تؤدةْ
كأنّها دابةٌ ضخمةْ
مثقلةٌ بالأبراجِ والبشرْ
ولا نُحِسُّ بنموِّها ولا حركتِها خَلْفَ جدرانِنا السميكةْ
فقطْ يمكنُنا الشعورُ بها
إذا ارتقيْنا الأسطحَ الكاشفةْ
وقفزْنا محاولينَ لمسَ سمائنا
أوْ إذا اجتهدنا في العثورِ علىٰ قلبِها
عندَ وصولِنا إلىٰ أعمقِ نقطةٍ في أقبيتِنا السحيقةْ
حينَ نُحِبُّ -مثلًا- فتُضاءُ الطرقاتُ تحتَ الأرضِ
أوْ نقرأُ قصيدةً مغايرةً فتُفتحُ لنا أبوابُنا الخفيّةْ
أوْ حينَ نصعدُ سلّمًا كبيرًا منَ الموسيقىٰ
عندَها نشعرُ بالنشوةِ العارمةْ
وينتفضُ الوجودُ فينا
ونصرخُ منْ فورانِ الحياةِ في دمائنا الآسنةْ
ولذا كُلّما زهقتُ
ورغبتُ في رؤيةِ الحياةِ منْ زاويةٍ جديدةْ
طلعتُ فوقَ سطوحِ ذكراكِ
واستمتعتُ بالهواءِ المنعشِ يغسلُ رُوحي
وبالمناظرِ تعيدُ خلْقَها عيناكِ
وبموسيقاكِ ترتقي بخواطري وتعيدُ ترتيبَ أفكاري
أوْ نزلتُ إلىٰ سردابِنا السريّْ
-الذي لمْ يدخلْهُ سِوانا يا هايدي-
وكتبتُ قصيدةً جديدةْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر مصري، من ديوان “إنها تتراءى لي”