قصائد من ديوان “كشجرة كرزٍ تتفتح”

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سيد أحمد 

قَمْرُ الْفَرَاوْلَة*

 

بَيْنَ وَصْل مُشْتَهًى، وَلِقَاءِ

بَحْرٍ شَاسعٍ، وَسَماءٍ.

بَيْنَ رَغْبةٍ لا يُمكنُ حَدُّهَا

في البَوْحِ/ الكِتَابَةِ/ التَّجاوُزِ/ والنَّجاةِ

عَجْزٌ تَامٌّ/ نِهَائِيٌّ وحَاسمٌ.

بَيْنِي وبَيْنَكِ

تَبَاهَتِ الفِيزياءُ بقُوةِ قَانونِها الحَتْميِّ والصَّارِمِ

فتَمدَّدتِ المَسَافاتُ -بَيْنَنَا- 

في اطِّرَادٍ مُذْهِلٍ

وَاتَّضحتْ نَظريةُ الأكوانِ المُتعددةِ

مِثْلَ تُفاحةٍ في رَاحةِ اليَدِ

أَوِ الْقَمَرِ حِينَما يكونُ

فَرَاوْلَةَ!

 

كلانا يَعيشُ في الزمانِ عَيْنِهِ

كلانا لا يَدْري شيئًا عَنِ الآخرِ.

 

بَيْنِي وبَيْنَكِ

تَبَاعدتْ خُطى العُمْرِ

لَمَّا تَنَاهى حَكيُنا

وكُنَّا تَواعدْنا أَنْ نَعبُرَ معًا

كأُغنيةٍ بَسيطةٍ.

 

بَيْنِي وَبَيْنَكِ

حُضورُكِ الطَّاغي

رَغْمَ الغِيَابِ.

 

بَيْنِي وَبَيْنَكِ

كُلُّ مَا بيْنَ حَبيبيْنِ مُحتملَيْنِ

لَمْ يَتقابَلا يَوْمًا.

 

            لِذَلكَ يَجِبُ على المَسافاتِ

                                     أَنْ تَعْتذرَ لَنَا.

            لِذَلِكَ يَجِبُ على الليلِ

            أَنْ يَنقضِيَ سَريعًا

                                     كَيْ أَتمكَّنَ مِنَ الذَّهابِ إلى الطَّبيبِ!

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

مُحادَثَةٌ معَ المَرْأَةِ التي خَلَقَهَا زيوس في حَالةِ غَضَبٍ

 

 

-1

فَوْضَى، وبَيْنَمَا‎ ‎أَنْزِفُ‎ ‎

أَبْحَثُ‎ ‎عَنْ‎ ‎قِطَعِيَ‎ ‎المَفْقُودَةِ

وَاحِدَةً على‎ ‎شَكْلِ‎ ‎قَلْبٍ؛ وَهَبْتُهُ‎ ‎إلى‎ ‎عَيْنَيْنِ‎ ‎وَدِيعتيْنِ‎.‎

ويَدٍ؛ أَضَعْتُها‎ ‎على‎ ‎خَصْرِ‎ ‎امرأةٍ‎ ‎مِنْ‎ ‎سَرَابٍ‎.‎

‎إِذْ ‎كنتُ‎ ‎أَكْتُبُهَا؛ فَيَحْتَلُّهَا‎ ‎الآخرونَ‎!

 

هَلْ‎ ‎لي ‎مَنْ‎ ‎نَجَاةٍ؟‎ ‎

أَوْ‎ ‎فُرصةٍ‎ ‎أخيرةٍ‎ ‎للوَداعِ؟

 

-2

تَسْتَغْرِقُ في مُحادثةٍ داخليةٍ لليلةٍ كاملةٍ؛

تُجريهَا مَعَ شَبَحٍ

تُحاولُ أَنْ تَتخطَّى أسئلةً بعَيْنِهَا

حتى لا يَلْتَهِمَكَ النِّسْيانُ.

عواصفُ الشتاءِ مِنَ الحُزنِ

ستَعْبُرُ الطريقَ حتمًا إلى قَلْبِكَ.

أَصْرُخُ؛

مِنْ دُونَ جَدْوَى.

 

كَيْفَ حَالُكَ؟ أَتْعَسُ مِنْ أَمْسِ.

اُخْرُجْ عَنْ صَمْتِكَ إِذَن!

 

لا بأسَ، لَكِنَّ المكانَ مُحَاصَرٌ بالخَيْبَاتِ

وبأَنصافِ الحُلولِ وأَنصافِ القُلوبِ ولا شَيْءَ مِنَ الحُبِّ!

 

اُنْفُضْ كَآبَتَكَ لوْ تَسْتطيعُ

لَنْ يُساعِدَكَ أحدٌ على الإطلاقِ.

 

حَسَنًا أُحاولُ.

لا تُحاولْ، اُصْمُتْ مُجدَّدًا.

حَسَنًا.

لَنْ يَمُدَّ إليكَ أحدُهُم يدًا،

لنْ يُساعدَكَ سِواكَ،

لنْ يَأْخُذَكَ مِنْ نفسِكَ غَيْرُكَ.

ومَتَى نَلْتَقِي يا عَزيزتِي؟!

لا إِجابةَ.

-3

لَعَلَّكَ تَسمعُ صوتَكَ الآنَ والغُرفةُ خاليةٌ تمامًا:

هيهاتَ يا ابنَ الأوثانِ مِنَ الأسئلةِ غَيْرِ المُجْدِيَةِ،

تَبًّا لَكَ، لَنْ يُحِبَّكَ أحدٌ.

 

لَكِنْ يا عَزِيزَتِي؟

الفَنُّ ذَاتُهُ مِنْ دُونِ ابتسامتِكِ لا يُبَدِّدُ وَحْشَتِي!

فكيفَ برغبةٍ سَاذَجَةٍ لِتَجَاهُلِ المشاعرِ السيئةِ؟!

ضَحِكٌ.

-4  

حَسَنًا لَوْ أَنني بِلا قَلْبٍ؟!

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الديوان الأول للشاعر، صادر عن دار فهرس 2022
 قَمَرُ الفَرَاوْلَةِ: ظَاهِرَةٌ طَبيعيةٌ تَحدُثُ كلَّ عِدَّةِ أعوامٍ ويظهرُ فيها القمرُ بحجمٍ أكبرَ وأوضحَ منه في صُورِ اكتمالِهِ في غَيرِها.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project