يسقط صغير البومة عن العش، يقف بعينيه المتسعتين حائرا .. إلى أن يقابل السنجاب الذي يحاول مساعدته في الوصول إلى والدته من خلال إجابته على سؤال “كيف تبدو “؟ فيبدأ صغير البومة في وصفها ليذهب به السنجاب إلى حيوان يشبه الوصف، لكنه ليس والدة الصغير. فإن ركز في وصفه على حجمها ذهب به السنجاب إلى الدب وإن انصب الوصف على الأذنين ذهب به السنجاب إلى الكانغرو واخيرا يذهب به إلى الصفدع عند وصف الصغير لعينيها الكبيرتين .
يعتمد “كرس هيجتون” مؤلف ورسام كتاب “فقد لبعض الوقت” على الرسم باعتباره نصا بصريا، فهو لم يذكر لنا اسماء الحيوانات التى ذهب إليها صغير البومة مع السنجاب خطأ ، لبجعلنا نقابلها ونتعرف عليها في الرسم .. فالنص لا يحمل الكثير من الكلمات، بل يكرر الكثير منها على لسان السنجاب” نعم ..نعم ، اعرف ..اتبعنى “… ” هذة هى والدتك ” . يحاول النص المكتوب والمرسوم جذبنا إلى ما هو مميز في الحيوان فكيف لا يميز الدب حجمه الكبير أو لا يميز الضفدع عيونه الكبيرة ، لنربط بين الصفة و الشكل .
ويعتمد النص إيضا على بعض الكلمات الصوتية ، “ياااهووو” حيث يبدأ بها النص لحظة سقوط صغير البومة من العش ويختتم بها النص ايضا لافتراض تكرار التجربة مرة اخرى. وعند سقوط الصغير من عشه باعلى الأشجار ليرتطم بالأرض، نكاد نسمع “بوووم بوم بوووم” ونرى وجهه يلامس الأرض. اما الحيوانات التى ستشاركنا القصة فمختفية وراء الأشجار البرتقالية وقد انعكس عليها ذلك اللون.
فالرسم فيعتمد على مساحات لونية بين البرتقالي، البنفسجى ودرجاتهم لأشجار نراها تارة في الأفق البعيد فنشعر أننا ادركنا الغروب، وأخرى تجاورالسنجاب وصغير البومة لحظة بحثهم. لكنه يترك براحا من الأبيض عند الوصول لحيوان يعتقد أنه الأم . لذا فقد تتنوع الصفحات بين اللون الأبيض واخرى تحمل لنا مساحات لونية، ليجذب الطفل إلى تلك الحيوانات على خلفية من لون الأبيض إلى أن يجرى” الصغير ” ليلتقى والدته لنعود معهما إلى مساحات لونية دافئة بل ومبهجة أيضا.
ريفيو:
Chris Haughton
A bit lost
ترجم الكتاب إلى تسعة عشر لغة وحاز على جوائز من مختلف بلاد العالم.
صدر عن دار Walker books 2010
http://www.chrishaughton.com/abitlost