دون أنْ أبدأ بأي حديث معها قالت بحزن شديد :
جاية من روض الفرج –علشان ابني المسكين- عنده عجز يوقف نموه عند 4سنين.. نظرتُ بشفقة بالغة ولم أرد، واستطردتْ الجدة تــُـفسر ما قاله هذا الطفل المنغولي الشكل.
البطة أنا علقتها..
وتـُشير الجدة بحركة عند رقبتها أنه قتل البطة.. تصدقي يا حبيبتي.. نظرتُ بدهشة ولكني لزمتُ الصمت من المفاجأة.
وقالت الأم – ولا أعرف تباهيًا أم سخرية أم خوفا منه :
أمى اشترتْ عشرة كتاكيت، وخنقهم، والبطة فقست ثلاث بطات عند أمي (أي الجدة) خنقهم كمان.
ونظرتُ إليه نظرة طويلة بإمعان، والخوف والرعب انتابني من هذا الطفل المنغولي الشكل.
وعاجلتني أمه بحسرة :
طفل عدواني خالص.. حتى أخته الصغيرة لما يلعب معاها، بيحط صباعها في بقه ويلحسه.. وأنا بخاف يأكله والله.. يا رب أقف جنبي وصبرني.
ما يحدث أمامي سمّرني عن أي تعزيز أو سلوان واجب تقديمه في ذاك الظرف الإنساني المأساوي للغاية، وصمت تمامًا وفتحتُ فمي كالبلهاء والمعتوهة، بينما كان تعليق الجدة، ملخصًا عميقــًا لمدي المأساة، والفاجعة المرعبة.. وقد ضحكتُ ضحكة قصيرة استهزاءً و حزنـًا لا مثيل له :
بيقتل الكتاكيت، ولما بيشوف القطة ويسمع صوتها بيبقي عايز يخربشها، ويخنقها.. بكره يقتل بشر أو يقتلنا أنا وأمه مين عارف.. يا رب رحمتك ولطفك بينا.
إلاّ أنّ الأم الشابة عاجلتْ حسرة الجدة بسؤالي بكل تلقائية :
إلا يا أختي متعرفيش دكتور المخ وأعصاب هايجي إمتي…..
***