يجدد شهر مايو سنويا ذكرى نكبة 1948، وسقوط فلسطين في أيدي القوى الاستعمارية، وينوب عنها في هذا الاحتلال كيان اسمه “إسرائيل”، هو الوحيد في العالم الذي مازال يحتل بلدا آخرا. يكتب أحمد عزت سليم عن الأساطير الدينية المؤسسة للكيان الذي يتخذ من الوعد الإلهي ذريعة للقتل وتهجير الفلسطينيين، ويستعرض أحمد بكري كتاب “صهيونية في ظل الأهرامات” عن دور المنظمات الصهيونية في اختراق “الدولة” المصرية منذ 1918، ويكتب د. حاتم الجوهري عن كتاب مجهول لجان بول سارتر يؤيد فيه حق إسرائيل في الوجود، وكيف ظل يدافع عن “حقها” ولو أصبحت النموذج الجديد للنازية، أما د. بدر الدين عرودكي فيقدم قراءة عن المآلات المنتظرة لما بعد النكبة.. عن نكباتنا العربية المتجددة.
في الملف نفسه تستعيد سلوى بكر ذكرياتها/شهادتها على فيلم “عائد إلى حيفا” وثيقة سينمائية عن النكبة، ويقرأ السيد نجم “حقول الدم في الأدب العبري”، ويتناول عبد الحميد بسيوني الحروب الإلكترونية الحالية وكيف تخوضها إسرائيل، ويختتم الملف بمقال د. مجدي يوسف عن شبهات التطبيع في معرض تشكيلي في القاهرة.
وتحت عنوان “أين ذهب اليسار؟” يناقش كل من: خليل كلفت وسلامة كيلة ود. شريف حتاتة ود. مصطفى نور الدين موقع الحركات اليسارية من الثورات العربية، ولماذا تعثر اليسار؟ وكيف ينهض؟
في العدد محور عن جونتر جراس يكتب فيه حسين عيد عن المسؤولية الأخلاقية للكاتب الراحل، ولكن سمير جريس يقدم وجها آخر عنوانه “جراس وإسرائيل.. صحوة ضمير كاتب قبل نفاد حبره” مصحوبا بصور تنشر للمرة الأولى لجونتر جراس في إسرائيل عام 1967 مع كل من: ليفي أشكول رئيس الوزراء، ولإسرائيلي حامل جائزة نوبل للآداب شموئيل يوسف عجنون.
وفي باب “وجوه” تكتب الجزائرية آمال فلاح عن فنان الديكور المصري صلاح مرعي، ومحمد بدر الدين عن سمير فريد، ومحمد رضوان عن أحمد زكي أبو شادي.
في افتتاحية العدد يكتب رئيس التحرير سعد القرش عن زيارته الوحيدة للعراق: “لمدة ستة أيام كابوسية، في نوفمبر 2000، رأيت وسمعت وكتبت: “شعب تحت الأرض يتنفس الشعر”، ونشرت نصوصا لجيل تجرع الحرب والحصار والاستبداد، ثم بدأت رياح ما بعد الاحتلال الأمريكي تحصد الأرواح، فقتل على الهوية ثلاثة من أصدقائي: أحمد آدم وحاتم حسام الدين وأطوار بهجت. ومن أصدقاء الرحلة الناجين الشاعر ماجد موجد الذي اختار هذه القصائد لجيل لا يميل إلى استلهام أسطورة جلجامش وأنكيدو؛ فله أساطيره الخاصة.. الحياة نفسها، في مثل هذه التراجيديا، معجزة متجددة”.
ويضم ملف الشعر العراقي أربعة وعشرين نصا لجيل جديد من الشعراء، بعضهم ينشر للمرة الأولى خارج العراق، وجميعهم ينشرون للمرة الأولى، في “الهلال” ومصر عموما.
في العدد نصوص إبداعية ومقالات أخرى.