المُخلِّص

المُخلِّص
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

لحظات يأسٍ وئيدةٌ بالكاد تمرّ. والدنيا تقفل على أصابعها العشر. وأنتَ الشاهد الوحيد والأخير على اكتمال الجمال فيها، كيف تغلق عينيك الآن عمّا يجري، عن دمها الفوّار بعد احتقانٍ يجري، عن عينها الفاغرة فاها، عن عينها الأخرى التي ياما غمزتك بها أن تعال، شيئًا فشيئًا وحدها ستفرغ من فحواها، من أمامك، بؤرةً للضوء المنطفئ، حفرةً تتّسع لتسع رجالٍ من أمثالك، فاحلل عقدةً من لسانك، ألست كليمها الذي وطأت من أجله الوادي تسلقت جبل؟! في المشهد الأخير تختار أن تقف متفرجًا وكأن الفيلم كاملاً لم يكن من إخراجك، فطأطئ، وطقطق أصابعك كثيرًا تنصلاً من نظراتها المعلّقة فيك كحدائق.

تحت جبينها الساطع كقبة السماء، كقبة جامعٍ بناه ملكٌ يقدّر الفن قبل الدين، تجويفان يتّسعان.

هكذا هي كما عهدتها، هكذا أنت كما لم تعهدك.

حتى آخر تنهّداتها تستغرقها وحدها بكثيرٍ من الإباء، وقليلٍ من التمنّي، ولا شيء منك.

تحوم حولها الغربان، تصطف في سربٍ طويل على امتداد ذراعيها، تعقف مخالبها على لحمها، يتساقط ذرق الحمام على أنفها، خطوطًا ملوّنة ملوّثة، تتناسل أفعى على انحدار عانتها الحليقة، نسرٌ يعشش في شعر إبطها.

وفي الآخِر، يطلع البؤبؤ بين شقي منقار معقوف الآخِر.

في الآخر تنقر الغربان عينيْ من؟ عينيكِ أنتِ!!

نامي الآن ملء جفنيك عن شواردها، نامي فها أنا أستقر فيك كبصقةٍ لا يستحقها، وها أنت يا صغيرتي تستقرين أخيرًا في … حوصلة طير.

مقالات من نفس القسم