وينظر الى اعماله على انها ساحة ثابتة للأحداث، لا يقع فيها اي تفصيل من باب المصادفة. ويبلغ الكاتب الفرنسي المكرم 69 عاما، وهو ركز نتاجه الادبي على مدينة باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف لتداعيات أحداث مأساوية على مصائر أشخاص عاديين. ويمتاز اسلوبه بالوضوح والبساطة، وقد جعل ذلك منه اديبًا في متناول الجمهور العام كما في الاوساط الادبية.
وقال انغلوند ان “كتبه تتحدث كثيرا عن البحث، البحث عن الاشخاص المفقودين والهاربين، واولئك الذين يختفون، والمحرومين من اوراق ثبوتية، واصحاب الهويات المسروقة”. فابطال روايات موديانو هم غالبًا من الاشخاص الباحثين عن هوياتهم، يكبرون بين عالمين، بين الظلام والنور، وبين الحياة في المجتمع والمصير الذي يحلمون به.
وترسم نصوصه صورًا حية لباريس بدقة تحاكي الاعمال الوثائقية.
وهو نشر روايته الأولى سنة 1967 عندما كان في الثانية والعشرين من العمر تحت عنوان “لا بلاس دو ليتوال” (ساحة النجمة). وفي سنة 1972 نال جائزة الرواية الكبرى من الأكاديمية الفرنسية عن روايته “لي بوليفار دو سانتور” (جادات الحزام) وجائزة غونكور سنة 1978 عن “رو دي بوتيك أوبسكور” (شارع المتاجر المعتمة)، فضلا عن الجائزة الوطنية الكبرى لمجمل أعماله سنة 1996.
وكتب سيناريوهات عدة، ومحاولة ادبية مع الممثلة كاترين دونوف عن شقيقتها التي ماتت في سن مبكرة، وكلمات لأغان فرنسية عدة. وفي العام 2000 كان ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي. وترجمت روايات باتريك موديانو إلى 36 لغة.
وبالحصول على الجائزة، يخلف موديانو الروائية الكندية الكاتبة باللغة الانكليزية اليس مونرو، التي حازت الجائزة نفسها العام 2013. وكان آخر فرنسي يفوز بالجائزة قبل موديانو هو جان ماري لو كليزيو، وهو فار بها في العام 2008.
وعلى مدى تاريخ منح الجائزة، كرم 27 اديبًا باللغة الانكليزية، في مقابل 14 اديبًا باللغة الفرنسية، ومثلهم باللغة الالمانية. وكان اسم باتريك موديانو متداولا في الاوساط الثقافية العالمية منذ سنوات كمرشح لنيل نوبل.
ومن المقرر ان يستلم الجائزة في حفل يقام في ستوكهولم في العاشر من كانون الاول/ديسمبر. ويقدم مبلغ قدره ثمانية ملايين كرونة (حوالى 878 ألف يورو) للفائز بهذه الجائزة.
وكشف بيتر إنغلوند لمحطة التلفزيون الرسمية في السويد “اس في تي” أنه تعذر الاتصال بصاحب اللقب قبل الإعلان عن فوزه بالجائزة.