قصيدة مهزومة من كلب أجرب وطفل صغير

قصيدة مهزومة من كلب أجرب وطفل صغير

في الصباح الباكر ليس هناك أصوات.. المدينة غائبة في النوم

الفئران تهسهس في المناور الرطبة والشمس غير منشغلة بالشروق

ثمة طفل وحيد يغسل إناء ملطخاً من صنبور صدئ

وكلب صغير أجرب يشرب من ماء البرك الصغيرة حول الصنبور 

الطفل لا يتوقف عن غسل الإناء

البرك الصغيرة آخذة في التزايد

الكلب مستمر في الارتواء

النوم يتسلل إليّ في محاولات لهزيمة القصيدة

الكلب يتلاشى وصورة الفتى والإناء تنزلق من عيني

تنسحق القصيدة تحت ثقل النوم

القصيدة تدافع عن وجودها

الكلب الأجرب يخبرني أنه انتفخ من كثرة الماء

والطفل ملّ من تنظيف إناء أصبح نظيفاً بالفعل

الصورة أصبحت مملة ومكررة

يهددوني بترك القصيدة لتصبح هكذا..

بدون طفل، أو كلب أو إناء

أنا لست مؤهلة بعد لفعل الخلق

الأقواس مفتوحة أمامي بفراغات لم أملأها بعد

الاختيارات اللانهائية تربكني

.. تمضي كل هذا الوقت في تقرير مصائر البشر

واختيار ألوان الزرافات والحمير الوحشية

وأماكن الجبال والبحار وأوقات سقوط المطر

كم هو مرهق أن تكون إلهاً.

 

سارة عابدين

118 مقال
صدر لها: على حافتين معاً ـ دار الدار ـ 2013 أبتلع الوقت ـ  دار روافد ـ 2016 وبيننا حديقة ،…

مقالات ذات صلة

أقسام الموقع