مِنْ أصْداءِ الطَّبعاتِ الأولى

مِنْ أصْداءِ الطَّبعاتِ الأولى
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

" لِشَريف رِزْق مَذَاقُهُ الخَاصُّ بَيْنَ الشُّعرَاءِ المِصْريِّينَ ، وَهَذَا المَذَاقُ يَنْبُعُ مِنْ طَبِيعَةِ الثَّمرَةِ الشِّعريَّةِ الَّتي ينتمِي إلى فَصِيلَتِهَا ، أوْ تنتمِي هِيَ إليْهِ ، وَهِيَ ثَمَرَةٌ لا شَكَّ ذَاتَ نَكْهَةٍ رَصِيْنَةٍ أقرْب إلى لَذْعَةِ ثَمَرَةِ الكُولا ، أوْ ثَمَرَةِ الكَرْزِ النَّاضِجَةِ سرْعَانَ مَا تَنْجَابُ لَذْعَتُهَا عَنْ شُعُورٍ بِالانتِعَاشِ ، أعْنِي أنَّ شَاعِرَنَا الشَّابَ ذُو مَوْهِبَةٍ صَادِقَةٍ ، وَرُوحٍ وَثَّابَةٍ صَافيَةٍ وَتَفْخَرُ مَجَلَّةُ(الشِّعرِ) بِأنَّهَا تَبَنَّتْ مَوْهِبَتَهُ ، وَأفْسَحَتْ لَهُ مِسَاحَةً طَيِّبَةً ، عَبَّرَتْ فيْهَا عَنْ القليْلِ مِمَّا تَجِيشُ بِهِ نَفْسُهُ المَليئَةُ بِالمَشَاعرِ السَّاخِنَةِ المُتَوَفِّزَةِ . قَلِيْلَةٌ هِيَ التَّجارِبُ الَّتي قَدَّمَهَا شَرِيف رِزْق في مَجَلَّةِ (الشِّعرِ)، وَلكنَّهَا رَسَمَتْ مَلامِحَ شَاعِرٍ صُلْبِ القَوَامِ ، وَحَدَّدَتْ مَلامِحَ صَوْتٍ يَتَفَرَّدُ بَيْنَ الصَّخَبِ الكَثيرِ الضَّاجِ مِنْ حَوْلِنَا ، وَمِنْ أهَمِّ المَلامِحِ الَّتي وَشَتْ بِهَا قَصَائِدُهُ الأولى أنَّهُ شَاعِرٌ يَمْضِي على طَرِيقٍ يَعْرِفُهَا جَيِّدًا ، وَيَحْفَظُ سِكَكَهَا وَدرُوبَهَا وَيَعِي مَا يُريدُ أنْ يَصِلَ إليْهِ مِنْ أهْدَافٍ بَعِيدَةٍ ؛ أيْ أنَّهُ شَاعِرٌ طَمُوحٌ جِدًّا ، وَأظُنُّ أنَّ لَدَيْهِ مِنْ الاسْتِعَدَادَاتِ الذَّاتيَّةِ وَالأدَوَاتِ مَا سَوْفَ يُسَاعِدُهُ على بِلوغِ طُمُوحَاتِهِ في أوْقَاتٍ مُبَكِّرَةٍ ، وَمِنْ هَذِهِ المَلامِحِ أيْضًا أنَّهُ شَاعِرُ "الطَّبخَةِ" الوَاحِدَةِ – إنْ صَحَّتْ الاسْتِعَارَةُ – أعْنِي أنَّ كُلَّ تَجْربَةٍ شِعريَّةٍ عِنْدَهُ تَجِيءُ مِنْ نَسِيجٍ وَاحِدٍ لأنَّهَا صَادِرَةٌ عَنْهُ في الوَاقِعِ غيْرِ مُحَمَّلَةٍ بِأنْفَاسِ غَيْرِهِ أوْ ظِلالِهِمْ أوْ مُنْجَزَاتِهِمْ  ."   

 خيري شلبي   

      جريدة : القدس العربي – لندن – من سبتمبر 1994

” شاعرٌ موهوبٌ ،استطاعَ أنْ يتجاوزَ بسرعةٍ فائقةٍ ، مرحلَةَ التَّجريبِ وَالتَّخبُّطِ وَ الغُموضِ الزَّائفِ ؛ لِيقُدِّمَ قصيدَةَ نثرٍ حقيقيَّةٍ ، ذَاتَ طبيعَةٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَعَالَمٍ شِعريٍّ مُخْتَلِفٍ ، بوعيٍ شِعريٍّ عميقٍ بأبعَادِ التَّجربَةِ الشِّعريَّةِ لِقصيدَةِ النَّثرِ، وَمِثْلَمَا نَجَحَ الشَّاعرُ في أنْ يُقدِّمَ لنَا نَمَطًا مِنْ أنْمَاطِ قَصيدَةِ النَّثرِ، يَقومُ على التقاطِ لحظَةٍ خَاطِفَةٍ يُسَلِّطُ عليْهَا وَمَضَاتِهِ الشِّعريَّةَ ، نَرَاهُ قدْ نَجَحَ أيضًا في أنْ يُقدِّمَ عالمًا شِعريًّا، يقومُ على بناءٍ سِريَاليٍّ ، يبتعدُ عنْ الصُّورَةِ بمفهومِهَا المَجَازيِّ ؛ لِيُقدِّمَ صورةً مُركَّبَةً تغوصُ  فيمَا وَرَاءَ الحِسِّ ، وَتَمْتَحُ مِنْ اللاشعورِ ، وَتَسْتَبْطِنُ أعْمَاقَ الذَّاتِ في رُؤيَةٍ نَاضِجَةٍ مُتَكَامِلَةٍ ، وَمَوقفٍ شِعريٍّ وَاعٍ وَبنَاءٍ سِريَاليٍّ ينطلقُ مِنْ الوَاقِعِ ؛ لِيَقَعَ في مَنطقَةِ اللاواقعِ ، وَكُلُّ هَذَا في لُغَةٍ شِعريَّةٍ تنطوي على بَعضِ الغُموضِ ، لكنَّهُ ذَلكَ الغموضُ الشِّعريُّ الأصيلُ ، وَحتَّى عِنْدَمَا يكونُ الموضُوعُ أكثرَ مِنْ وَاضِحٍ ، نجدُ الشَّاعرَ يُحيلُهُ إلى رُؤيَةٍ شِعريَّةٍ مُحَاطةٍ بِالأسْرَارِ .”

د . حامد أبوأحمد   

جريدة: القاهرة  – العدد:66 – الثلاثاء 17من يوليه 2003  

 

” في ديوانِ شريف رزق (مجرة النهايات) ، وَجدتُنِي مَعَ صِلَةٍ بِاللغَةِ العَربيَّةِ ، ووجدتُ اشتِباكًا حقيقيًّا مَعَ التُّرَاثِ العَرَبيِّ ، ابْتِدَاءً مِنْ المُعْجَمِ ، وَانْتِهَاءً بِالتُّرَاثِ العَرَبيِّ ، وَالنُّصوصِ الفَلسفيَّةِ ، وَالشَّعائرِ الجَنَائزيَّةِ ، وَوَجَدْتُ شريف رزق يَخرُجُ مِنْ كلِّ هَذَا شريف رزق ، فأيقنتُ أنَّهُ يعرِفُ مَاذَا يكتُبُ ، وَكيفَ يكتُبُ ، وَأنَّهُ يستعِيضُ أحيانًا بِصِيَاغَاتٍ صَرفيَّةٍ مُتَشَابِهَةٍ ، وَصِيَاغَاتٍ تُحوِّلُ الجُملَةَ المُطْلَقَةَ إلى جُملَةٍ مُطَرَّزَةٍ ، وَإلى جُمَلٍ تَسْتَوْعِبُ بداخِلِهَا المَجَازَ الشِّعريَّ الوَاضِحَ وَالمُحَلِّقَ ، وَهُو يُقدِّمُ هَذِهِ الإيقاعَاتِ المُنْتَظِمَةِ بديلاً عَنْ الإيقَاعِ العَرُوضِيِّ الخليليِّ .. لِهَذَا أسْتَطِيعُ أنْ أقُولَ عَنْ قصيدِ شريف رزق ، أنَّهُ دِيوانُ شِعرٍ؛ لأنَّهُ يحتوي على شَاعريَّةٍ فيَّاضَةٍ ، مِنْ خِلالِ العَنَاصِرِ الَّتي ذَكَرْتُهَا ، وَلأنَّهَا مُحَاوَلَةٌ شَريفَةٌ لِكتَابَةِ قَصيدَةٍ تمتليء بِالشَّاعريَّةِ لا بِالهُرَاءِ ، وَبِاللغَةِ لا بِالفَوْضَى ، وَبِالحِسِّ الشِّعريِّ لا بِالجَسَدِ مِثْلَمَا فَعَلَ المُزيَّفُونَ ؛ الَّذين قريبًا جدًّا سَوفَ يَرْحَلونَ ، بسببِ مَا فَعَلوهُ مِنْ ضَرْبٍ في القَصِيدَةِ العَربيَّةِ لأمْرٍ لا نعلَمُهُ .. وَشِعْرُ شريف رزق شِعْرٌ يَتَوَاشَجُ مَعَ البديعِ العَرَبيِّ القَديمِ وَالمُعَاصِرِ، وَمِنْ النَّادرِ جِدًّا أنْ نَجِدَ مثلَ هَذَا الشَّاعرِ يَكتُبُ قَدْرَ الفَهْمِ ، وَبدون عشوائيَّةٍ . ”    

   د . مدحت الجيار  

 مجلة : الكتاب – العدد العاشر – فبراير 2001 – الهيئة المصرية العامة للكتاب   

 

” (عُزلَةُ الأنقاضِ) لِلشَّاعرِ شريف رزق ، أُنَزِّهُ قَصَائِدَهُ عَنْ أنْ يَكُونَ الغُمُوضُ فيهَا نَابِعًا مِنْ تَعَمُّدِ الإلغَازِ وَالتَّعتِيمِ وَالتَّعمِيَّةِ ، أوْ السَّعي وَرَاءَ التَّداعِي الذِّهنيِّ غيرِ المَحْسُوبِ ؛ فشريف رزق شَاعرٌ جَادٌّ ، وَنَاقِدٌ وَاعٍ ، يَعْرِفُ مَا يقولُ ، وَكيفَ يقولُهُ ، وَمَتَى يَقُولُهُ ، وَلجوءُهُ إلى قَصِيدَةِ النَّثرِ لا يَأتِي عَنْ عَجْزٍ وَقُصُورٍ ؛ فَهُوَ شَاعرٌ مُتَمَكِّنٌ مِنْ قَصِيدَةِ التَّفعِيلَةِ ، وَلَهُ فيْهَا إبدَاعَاتٌ مُتَمَيِّزَةٌ ، وَإذَنْ فَلابُدَّ أنْ تَكُونَ الضَّرورَةُ الفَنِّيَّةُ وَحْدَهَا الدَّافعَ لَهُ لِسلوكِ هَذَا المَسَارِ الجَمَاليِّ ، وَإنْ كُنتُ أفضِّلُ لَهُ أنْ يَتَمَسَّكَ بِقَصِيدَةِ التَّفعِيلَةِ ؛ مَادَامَتْ قَصِيدَةُ النَّثرِ قَدْ رَكِبَ مَرْكِبَهَا كُلُّ مَنْ هَبَّ وَدَبَّ .

وَالشَّاعِرُ شريف رزق مِنْ أبْرَزِ شُعَرَاءِ مَوْجَاتِ الحَدَاثيِّينَ ، وَتَمَكُّنُهُ مِنْ أدَوَاتِهِ الفَنِّيَّةِ تعبيريًّا وَتَشْكيليَّا لَيْسَ مَحَلَّ نِقَاشٍ …”

 عبد المنعم عوَّاد يوسف  

 عن كتاب : القصِيدَة الحَديثَة وَتَجلياتهَا عَبْرَ الأجيَالِ – كتابات نقديَّة – العدد: 118 – الهيئة العامة لقصور الثَّقافة – يناير 2002  

 

أدْهَشَتْنِي قدرتُكَ التَّعبيريَّةُ ، وَامْتِلاكُكَ لِخَيَالٍ قويٍّ وَجَيَشَانٍ شِعريٍّ ، ذَكَّرَنِي دٍيوَانُ : (لا تُطْفِىء العَتْمَةَ) بِفَصْلٍ في الجَحِيمِ لِرَامبو ، وَمَلامِح بودليريَّة ، النَّصُّ مُنْفَتِحٌ على آفاقٍ ثقافيَّةٍ وَتُرَاثيَّةٍ وَتَاريخيَّةٍ خِصْبَةٍ وَجَيَّاشَةٍ . “

 محمد إبراهيم أبو سِنَّة

25 /5/1999  

 

” المَوهِبَةُ في تَجْربَةِ شريف رزق دَليلُهَا التَّجانُس في وِحْدَةِ رُؤيا وَتِكنيكٍ مُتَمَاسِكيْنِ ، وَهُوَ يَعْرِفُ كيفَ يُقيمُ عَالَمًا مُتَجَانِسَ المُعْطَيَاتِ وَالرُّؤى وَالخِبرَاتِ، وَهُنَاكَ بِالفِعْلِ وِحْدَةٌ جَمَاليَّةٌ وَشعوريَّةٌ قويَّةٌ تُسيطِرُ على التَّجربَةِ مُنذُ بدَايَتِهَا حَتَّى آخِرِ آفاقِهَا ” .

 أمجد ريَّان  

عن كتابِ : الحِرَاك الأدبيّ – كتابات نقديَّة – العدد : 57 – الهيئة العامة لقصور الثَّقافة – نوفمبر 1996                                    

  

” أبرزُ مَا يُميِّزُ قَصَائد شريف رزق أنَّهُ يُحاولُ أنْ يكونَ هُوَ ، وَلا يُريدُ أن 

يَتَشَابَهَ مَعَ أحَدٍ ، وَفي ذَلكَ يَسْعَى إلى خَلْقِ شَكْلِهِ الشِّعريِّ أوْ مُحَاولتِهِ الخَاصَّةِ ، حَتَّى لا يكونَ نَغَمَةً مَعزُوفَةً على نَغَمَاتٍ كثيرَةٍ في السَّاحَةِ الشِّعريَّةِ المِصْريَّةِ . ”

 جريدة: اليوم  ، السُّعودية – العدد: 6629 – 5 من مايو 1994  

 

” لَقَدْ وَضَعَ شريف نَفْسَهُ ، في ديوانِهِ الأوَّلِ ، في إطَارِ الشُّعرَاءِ أصْحَابِ الرُّؤى الخَاصَّةِ المُفْجِعَةِ وَالرَّائعَةِ في الوقْتِ نفسِهِ ؛ بِمَا لَدِيْهِ مِنْ رُؤى رُوحِيَّةٍ ولُغويَّةٍ وَنَفَاذِ لحقائق الأشْيَاءِ في سَمَاءِ الشِّعرِ .”

 د . محمد زيدان  

 جريدة: الرِّياض – العدد: 9775 – 30 مارس 1995  

” إنَّ شَاعرَنَا شريف رزق يَجْهَدُ ليأتيَ بثمَارِ الشِّعرِ مِنْ شَجَرَتِهِ ؛ الَّتي أنْبَتَهَا بدمِهِ ، وَخُلاصَةِ نُخَاعِهِ ؛  لِيَحْفَظَ النَّتائِجَ في سَلَّةٍ حَاكَهَا مِنْ لُهَاثِ قلبِهِ المُدَمَّى على كَائنَاتٍ تَتَدَاعَى بِسُرْعَةِ الضَّوءِ إلى النِّهَايَاتِ ، الدِّيوَانَانِ اللذانِ وَصَلا إليْنَا منْ الشَّاعرِ المِصْريِّ شريف رزق ، هُمَا الأحَقُّ بِالاحْتِفَاءِ النَّقديِّ ؛ لأَّننَا في عَتْمَةِ الحِصَارِ أبْصَرْنَا صَوْتًا عربيًّا يَهِلُّ بِالجَديدِ ، وَهَذَا لَيْسَ بِالقليْلِ أبدًا .”

  ناظم السُّعود  

  مجلَّة : الرَّافدين – العدد: 92 – العراق – 18- 24 تموز 2000

 

” إنَّ تجربَةَ الشَّاعرِ شريف رزق ذَاتَ نَكْهَةٍ مِصْريَّةٍ خَالِصَةٍ ، مُتَمَيِّزَةٍ بِأدَائِهَا ، وَخَلْقِ عَوَالِمِهَا الفَريدَةِ ، عَوَالم تُدْهِشُنَا ، وَتُحَلِّقُ بنَا عَاليًا ، وَلاغَرَابَةَ فَهِيَ صُنْعُ خَيَالِ شَاعرٍ نَنْتَظِرُ مِنْهُ الكَثيرَ. “

 ذياب الشَّاهين  

  مجلَّة: الشِّعر – العدد: 103 – يوليو 2001   

” (مَجَرَّةُ النِّهَايَاتِ) هُوَ القَصِيدُ الثَّالثُ لشريف رزق ، يُوَاصِلُ فيْهِ الشَّاعرُ تجريبَهُ الشِّعريَّ ، في دَائِرَةِ العُزْلَةِ الأثيرَةِ لديْهِ ؛ الَّتي يَطْرَحُ في فَضَاءَاتِهَا تَجَارِبَهُ الشِّعريَّةَ ، فيْمَا اصْطُلِحَ عليْهِ بِقَصِيدَةِ النَّثرِ .

وَشريف رزق في هَذَا القَصِيدِ – كَمَا في قَصِيدَيْهِ السَّابقَينِ : (عُزْلَةُ الأنقاضِ)   وَ(لاتُطْفِىءْ العَتْمَةَ )- يَكْشِفُ عَنْ ذَاتٍ قَدْ اسْتَحْوَذَ عليْهَا الشُّعورُ بِالوَحْشَةِ ؛ حَيْثُ تَتبَدَّى الذَّاتُ الشَّاعرَةُ عَاكِفَةً على مَشْهَدِهَا الخَاصِّ ، بَيْنَ عَالَمٍ مُخَرَّبٍ وَعَالَمٍ مُنْتَهٍ ، وَهِيَ عُزْلَةٌ ذَاتَ نَكْهَةٍ صُوفيَّةٍ حَارِقَةٍ  وَرَصِينَةٍ ، تَكْشِفُ (مَجرَّةُ النِّهَايَاتِ) ، بجلاءٍ ، سَطْوَةَ الوَحْشَةِ ، وَتََوَقُّدَ الذَّاتِ وَحَرَائِقَهَا وَأدْغَالَهَا وَفُتُوحَاتِهَا وَصَبَوَاتِهَا . الشَّاعرُ لايزَالُ يُوَاصِلُ إبدَاعَ نَصٍّ شِعريٍّ طويلٍ مُتَكامِلِ الحَلَقَاتِ وَالأجْزَاءِ ، يَحْكُمُهُ مُنَاخٌ عَامٌّ ، يَتَطَوَّرُ دِراميًّا ، وِفْقًا لِتَحَوُّلاتِ الزَّمنِ الشِّعريِّ ؛ وَبهَذَا القَصِيدِ يُتمُّ الشَّاعرُ مَا بَدَأهُ مِنْ قبل؛ لِيَكْشِفَ عَنْ تَكَامُلِ خِطَابِهِ الشِّعريِّ ، وَيُحَدِّدُ مَلامحَ تجربَةٍ شِعريَّةٍ ، شَديدَةِ الخُصوصِيَّةِ ، ذَاتَ نَبْرَةٍ أسْيَانَةٍ وَرُوحٍ مُتَمَرِّدَةٍ ، وَتُركِّزُ الشِّعريَّةُ هُنَا على البَوْحِ وَالسَّردِ وَاسْتِبْطَانِ الذَّاتِ وَالتَّجريدِ الصُّوفيِّ ، وَإذَا كَانَتْ تَجْربَةُ العُزلَةُ هِيَ المَدَارُ الأثيرُ لِشريف رزق – كَمَا أعْلَنَتْ أوَّلُ كَلِمَةٍ في عنوَانِ دِيوَانِهِ الأوَّلِ : (عزلة الأنقاض) – فإنَّهَا في هَذَا القصيدِ – تَصِلُ – بِلَوْعَتِهَا الفَادِحَةِ – إلى تخُومِ السُّؤالِ الوجُوديِّ السَّرمَديِّ ؛ لِتَكونَ لُحَيْظَاتِ الكِتَابَةِ هِيَ إشْرَقَاتُ الضَّوءِ ؛ الَّذي يُمَارسُ حضورَهُ الفَعَّالَ في سَطْوَةِ العَتْمَةِ الدَّائِمَةِ . ”

  جريدة : الوقائِع المِصْريَّة – 16 من أبريل 2000

                                 عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم